المدربون الأجانب .. بعضهم قتلة وآخرون ضحايا

بقدر ما كانت استقالة هنري ميشيل صادمة وإقالة باتريس نوفو مفاجئة للمتابعين، فإن نظرة فاحصة على تاريخ المدربين الأجانب في مصر في السنوات الأخيرة تثبت أن هاتين الحالتين تبرزا في اختصار بليغ النهاية التي باتت عادية "للخواجات" العاملين في مصر.

كتب : أحمد عز الدين

الأحد، 12 أغسطس 2007 - 23:04
بقدر ما كانت استقالة هنري ميشيل صادمة وإقالة باتريس نوفو مفاجئة للمتابعين، فإن نظرة فاحصة على تاريخ المدربين الأجانب في مصر في السنوات الأخيرة تثبت أن هاتين الحالتين تبرزا في اختصار بليغ النهاية التي باتت عادية "للخواجات" العاملين في مصر.

فكثيرا ما يرحل المدربين الأجانب بشكل غير متوقع عن الفرق المصرية سواء برغبتهم أو برغبة مجالس إدارات الأندية. وفي الحالتين تكون الخسارة فادحة سواء فنيا أو ماليا، في حال وجود شرط جزائي في التعاقد.

ويبدو أن الأندية المصرية باتت تتجنب المدربين الأجانب قدر الإمكان حتى أن كل أعضاء الدوري الممتاز، باستثناء القطبين، سلموا مقاليد الأمور فنيا إلى مدربين محليين قبل الموسم الجديد.

وفيما يواصل البرتغالي مانويل جوزيه فتوحاته مع النادي الأهلي، يبدأ الهولندي رود كرول مغامرة جديدة في الزمالك بعد عشر سنوات من تجربته الأولى مع النادي الأبيض.

ومع بداية موسم 2007-2008، يستعرض FilGoal.com بعض الحالات لمدربين أجانب عملوا في مصر وانتهت تجاربهم مع الدوري المصري على غير المتوقع.

دون ريفي

يعد دون ريفي أحد أبرز لاعبي كرة القدم البريطانية في جيل الخمسينات وعاد تألقه كلاعب بالنفع عليه بعد اعتزاله إذ تسلم مهمة تدريب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي ليحقق معه نتائج قادته لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي وقتها.

إلا أن فشله في معادلة إنجازاته التي حققها مع النادي الإنجليزي العريق لاعبا ومدربا جعلته يفكر في الرحيل عن الكرة البريطانية متجها للنادي الأهلي الذي تولى قيادته فترة الثمانينات خلفا للقدير محمود الجوهري.

وبعد الإعلان عن التعاقد بمدة بسيطة طالب المدرب الإنجليزي بالرحيل إلى إنجلترا لزيارة عائلته ليعلن من هناك أنه لن يعود مرة أخرى معللا ذلك بضعف ثقافة لاعبي كرة القدم في الشرق الأوسط، ثم يفاجئ بعدها الجميع بعدها بتولي تدريب المنتخب الإماراتي "المثقف".

راينر هولمان

يعد الألماني القدير أحد أبرز من قادوا الأهلي في منتصف تسعينات القرن الماضي إذ نجح في الفوز معه بعديد الألقاب، وكان كالحارس الذي يمنع منافسيه من الاقتراب من ألقاب الاتحاد المصري لكرة القدم التي اتخذت دولاب النادي الأهلي مقرا لها.

ولكنه ودون سابق إنذار اختفى من مصر وظهر في ألمانيا دون أن يعلم الجمهور أو حتى إدارة النادي سببا لذلك إلا أنه وبعد أقل من عام عاد للظهور في الملاعب العربية وتولى مسئولية العديد من الفرق الهامة كالنصر السعودي والوكرة القطري وغيرهما.

كارلوس كابرال

كان موسم 2002-2003 أحد أفضل المواسم في تاريخ الزمالك بعد أن حقق فريق "الفن والهندسة" الفوز في أربع بطولات خلال موسم واحد فقط، ميزها جميعها وجود "رجل السامبا" كابرال على رأس الإدارة الفنية للفريق.

ولكن الموسم السعيد انتهى برحيل كابرال الذي انتقل بعدها كمعظم الحالات للفرق الخليجية ذات المال الوفير. كان رحيل كابرال مفاجئا لكل المتابعين الذين لم ينتظروا أن يكافئ من أعاد للزمالك هيبته بالرحيل سواء كان راغبا أو مغرما على ذلك فعدم إيقافه والإبقاء عليه كان جرم أبطاله هم رجال الإدارة في نظر عشاق النادي الأبيض.

تيو بوكير

نجح المدرب الألماني مع الدراويش فتولى مسؤولية الزمالك ليقال بعدها على يد مرتضى منصور رئيس النادي الأبيض آنذاك بعد أسبوع واحد فقط من الدوري الممتاز، في مباراة لم يخسرها فريقه، بل تعادل فيها مع الاتحاد السكندري!

وكانت إقالة بوكير مفاجأة مذهلة لاسيما بعد قيادته للنادي للفوز على الترجي التونسي في دوري أبطال إفريقيا.

عاد بوكير بعد ذلك للإسماعيلي ليقضي هناك ستة أشهر فشل فيهم في الاستقرار وتكرار الإنجاز ليتهرب من باقي المسئولية منهيا عقده ليعلن بعدها رسميا عن رحيله ويعلن نادي الوحدة السعودي عن اسم مدربه الألماني الجديد التي لم تلعب الصدفة دورها في كونه بوكير.

مارك فوتا

مرة أخرى، يرحل مدرب الإسماعيلي قبل أن يمر عليه أكثر ستة أشهر وكان البطل في تلك الصفحة هولندي الجنسية يحمل اسم مارك فوتا الذي نجح سريعا في قيادة فريقه للانتصارات الغائبة وأبرز مواهب الدراويش التي كانت مندثرة تحت ثرى النتائج المخيبة والاستقرار المفقود.

طالب فوتا بزيارة هولندا لإنهاء بعض مشاكله العائلية ليمتنع عن العودة بعدها مؤكدا أنه لا يمكن أن يترك وطنه حاليا وأعاد الإسماعيلي لحالة عدم الاستقرار لينعم هو بقيادة فريق فالفييك الهولندي ومنه إلى منطقة الجذب العربية التي لا يعدها المدربون متأخرة كرويا أو ناقصة الثقافة .. هذه المرة في قطر.

باتريس نوفو

كان أحدث ا