أحمد عز الدين

أسطورة بطل .. وسحابة صيف

كيف تتحول أسطورة بطل ألقاب الشتاء والصيف إلى شائعة في شهر ونصف لا أكثر، عشرة ألقاب في عامين وأربعة مباريات من أسوأ ما يكون في شهر، ماذا حدث؟
الثلاثاء، 21 أغسطس 2007 - 00:25
كيف تتحول أسطورة بطل ألقاب الشتاء والصيف إلى شائعة في شهر ونصف لا أكثر، عشرة ألقاب في عامين وأربعة مباريات من أسوأ ما يكون في شهر، ماذا حدث؟

لماذا تحول أحمد السيد المنبئ إلى كارثة وأين عمدة خط الدفاع وكيف يبقى وائل جمعة بجوارك يا مانويل جوزيه؟ أين هدافي النادي الأهلي النجوم وكيف يصل مستوى عماد متعب إلى هذا السوء؟

هل الإجهاد هو السبب أم التكتيك أم التشبع بالألقاب، ربما كان تواصل المواسم أو ضعف صفقات الصيف وعدم التجديد أو ارتفاع معدل الأعمار عند اللاعبين.

مباراة الأهلي والهلال عكست كل سلبيات الأهلي في الآونة الأخيرة، وأبرزتها بشكل فاضح لم يكن أكبر منافسي الأهلي ينتظرها من ميلان الإيطالي نفسه وليس بطل الدوري السوداني.

ومن الأفضل للأهلي حاليا مراجعة حساباته قبل أن يدخل في مرحلة خمول قد تؤثر سلبا على نتائجه في البطولات التي يسعى لها كأبرز المرشحين في مصر وإفريقيا.

وإذا بدأنا في تأمل مباراة الهلال لتحليل المشلكة فبداية بالتشكيل يحفظ الجميع أن جوزيه يستخدم طريقتين لا ثالث لهما 3-5-2 و3-2-4-1 منذ أن تولى إدارة الفريق الأحمر وهو ما لم يكن جيدا للفريق على المدى البعيد إذ ان انعدام التطوير يجعله يعتمد أكثر على فنيات لاعبيه الفردية فيفشل في حال ظهور أحد نجومه بمستوى متواضع وهو ما كان يجب تفاديه بالتطوير للهجوم ربما باستخدام طرق لعب جديدة تمنح اللاعبين أداوت وحلول جديدة تجعلهم غير عاجزين عن الأداء كما حدث.

وإذا مررنا بالتشكيل فسنجد أن الأهلي وعلى مدار الأعوام الأخيرة لم يعثر على بديل لمحمد شوقي لا محليا ولا حتى بالمحترفين، كل صفقات الأهلي في هذا المركز وضحت بأنها صفقات تدعيم للمركز الذي يليه مباشرة في الملعب وهو الارتكاز المتقدم، أي أن المعتز بالله إينو وحسام عاشور والتونسي أنيس بوجلبان ليسوا لاعبي ارتكاز دفاعي متأخر ولا يتمتعون بقدرة عالية في التمركز الدفاعي والتحرك للخلف والحفاظ على الكرة بل يملكون مميزات المركز نفسه، أي أن شوقي إن غاب اختفى معه الربط بين مدافعي الفريق وخط وسطه وهو ما ظهر جليا في هدف الهلال الذي جاء من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء دون رقابة تذكر ودون رقابة تحمي مرمى الحضري.

ومن ناحية أخرى فإن التجريب للوصول لأفضل بديل لشوقي جعل جوزيه يشرك لاعب من قائمة الارتكاز المتقدم في مركز الارتكاز المتأخر وبالتبعية فإن مركز الارتكاز المتقدم يشغله لاعب مختلف في كل مرة، والنتيجة أنك تملك أربعة لاعبين لا يملك أي منهم لياقة المركز الأمامي أو الخلفي وهو ما يدمر حلقة اللقاء بين الوسط والهجوم كذلك.

وعن مراكز خط الظهر فلا أفهم سببا يدعو جوزيه لأن يستخدم أحمد عادل في هذا المركز رغم تألق إسلام الشاطر، ولماذا لا يتم الدفع بأحمد صديق الذي ظهر بشكل جيد للغاية في مباريات الفريق السابقة كنهائي الكأس أمام الزمالك في حين أن عادل غير قادر على تطوير أداءه والتميز بأكثر من السرعة التي ربما تؤهله لأن يصبح عداءا.

وبينما يملك الأهلي العديد من الخيارات في جبهته اليمنى نجد يساره ضعيفا خاليا من الحلول الكثيرة، وهو ما يدفعه للاعتماد الدائم على الأنجولي جيلبرتو الذي يحتاج الوقت الكثير للعثور على مرونته التي تمنحه القدرة على استرداد قمة مستواه، والجميل أن طريقة 3-6-1 لا تمنح المدرب أكثر من لاعب يغطي على أحد ظهيري الجنب ويفضل جوزيه أن يمنح هذا اللاعب للتغطية على الجبهة اليمنى ثقة منه في جيلبرتو، فلا يجد جيلبرتو عونا وهو في أمس الاحتياج إليه فلا يظهر من وجباته إلا شقها الهجومي أو الدفاعي.

أداء لاعبي محاور الدفاع يعكس أزمة الوقت عند النادي الأهلي، الكل يتذكر حالة شادي محمد المزرية التي كان عليها قبل قدوم جوزيه مدربا للأهلي ولكنه تطور بشكل هائل على يد البرتغالي بعدما ركز الأخير في تدريباته على تحفيظ لاعبيه واجبات مراكزهم وشدد على التكنيك وليس التكتيك إذ يهتم الأول بالحالة البدنية والذهنية للاعب ويطوره فرديا، ما حدث أن جوزيه لا يملك من الوقت حاليا ما يؤهله للتركيز على تلك التدريبات لأن الفريق في عمق موسمه الإفريقي ودخل عليه المحلي والناتج أنه عندما يمتلك الوقت يمنحه للاعبي فريقه للراحة لأنهم ليسوا ماكينات.. ربما كان عليه أن يجد حلا لذلك.

كل ما فات يفتح ملف تعاقدات الأهلي ومدى جدواها، الحقيقة أن الأهلي ارتكن على امتلاكه لأفضل لاعبي مصر وفضل عدم دفع مبالغ في لاعبين لا يجب أن يصلوا لتلك الأرقام، إنها سياسة محترمة ولكن يجب أن يكون هناك بديل بل ويتمتع بقدرات جاهزة، لكن اعتقادي أن الأمر يتحمل الانتظار إلى الموسم المقبل ولكن تحت بند أن الإدارة عليها أن تكون واعية وتمنح رديف فريقها فرصة البزوغ من خلال الكأس حتى يستفيد الأهلي من بديل جاهز يساعده في مثل تلك الأوقات.