ولا يكتفي الفريقان بالإبهار على المستوى المحلي فقط، ولكنهما يقدمان وجبة دسمة في دوري أبطال أوروبا أيضا ما يجعل مشاهدتهما متعة كبيرة.
وبات المدفعجية عنوان المتعة والإثارة بعروضهم الشائقة وأهدافهم الغزيرة، حتى حين انتهت مباراتهم بنتيجة ضعيفة أمام ليفربول بهدف لكل فريق أفادت الإحصاءات بأن الفريق الضيف أهدر أكثر من ثماني فرص على مرمى الحمر.
أما الشياطين الحمر فعلى الرغم من بدايتهم الهزيلة هذا الموسم إلا أن البسمة عاودت شفاه الجماهير سريعا، وكانت استفاقة الشياطين وبالا على رأس منافسيهم وانهالت الرباعيات على كل من وضع نفسه تحت رحمة أبناء الاسكتلندي القدير أليكس فيرجسون.
من يسيطر؟
يقول تحليل أرقام الفريقين هذا الموسم إلى احتمال ركون نجوم مانشستر للدفاع ومشاهدة الترسانة اللندنية تنهال عليهم بالهجوم والسبب يعود إلى امتلاك المدفعجية أقوى خط هجوم في بطولة هذا الموسم بـ22 هدفا بينما اهتزت شباك مانشستر في أربع مناسبات لا غير حتى الآن.
دفاعات الشياطين يقودها الدولي ريو فيردناند والذي أصبح أداه تخدم مصالح فريقه الهجومية مع كل كرة ثابتة، ويجاوره في الدفاع كلا من القطار البشري الفرنسي باتريس إيفرا والعملاق الصربي نيمينيا فيديتش، فيما يبقى منصب الظهير الأيمن حائرا بين قدرات ويس براون الدفاعية ومصائبه التي تجعل جون أوشيه خيارا أقرب للأذهان.
وسيكون على فيرجسون التخيير بين الدفع بلاعب ارتكاز وحيد وحينها يقع الاختيار بين مايكل كاريك الذي يتمتع بقدرات هائلة في التمرير الطولي ومواطنه أوين هارجريفز الذي يعد ماكينة لا تهدأ في وسط ملعب المان أو يخير الدفع بكليهما لا سيما وأن استاد الإمارات يحده جماهير أرسنال من كل صوب.
أما على الجانب الآخر فإن نجوم الفرنسي أرسين فينجر قدموا في عشر جولات أوراق اعتمادهم وانتقلوا رسميا من مرحلة البناء إلى التطوير وباتوا يحملون لقب نجوم المدفعجية ولم يعد هناك ما يقلق جماهير الفريق بعد الآن.
فبدراسة أوراق المدفعجية الهجومية يملك أرسنال "أرشق" خط وسط في العالم من حيث السرعة والانتشار، من متعدد المواهب فرانسيك فابريجاس إلى توماس روزيسكي والبرازيلي المخضرم جيلبرتو سيلفا .. ومعهم مؤخرا العداء الإيفواري ماونيل إيبوي.
وفي الخط الأمامي يبدو أن برحيل تييري هنري خرج زملاءه من تحت عباءة النجم الفرنسي فأضحى التوجولي إيمانويل أديبايور هو صاحب الكلمة العليا في الفريق الشاب ومعه برازيلي الأصل واللمسات إيدواردو دا سيلفا وبمساعدة العداء ثيو والكوت.
سيناريو مغاير
ولكن منذ متى والأرقام دائما صحيحة؟ الواقع قد يكون مغايرا والدلائل لا تعارض تلك الفكرة خاصة وأن ثنائي هجوم الفريق الضيف يلفت أنظار العالم حاليا بمدى قوته وقدرات ثنائيه على خلق وابتكار ما يدمر منافسيه.
وتعد الكفاءات الهجومية التي يملكها فيرجسون هي الأفضل حاليا، فما بين الويلزي ريان جيجز بخبراته والطائر كريستيانو رونالدو الذي تشبه انطلاقته بالإيطالي فالانتينو روسي إلى المندفع واين روني ورفيقه الجديد كارلوس تيفيز الشهير بالكوبرا.
وبالنسبة لدفاع أرسنال يملك أرسنال ثبات الإيفواري حبيب كولو توري ومرونة ويليام جالاس والذي يملك القدرة على شغل أي مركز في الخط الخلفي بذات الكفاءة والتمكن وقوة لاسانا ديارا ونضارة كليتشي.
قمة ليفربول وأرسنال وعدت فأوفت وهو ما ينتطر من قمة تفوق سابقتها أهمية، إذ هي صراع بين طرفين يتنازعان فعليا على القمة .. وأهم من القمة الزعامة التي تمنح مالكها كل الهيبة التي يحتاجها لمواصلة مسيرته في البطولة الأصعب والأمتع.