وضعت فقرة من الحديث الذي أدلى به حسن حمدي رئيس النادي الأهلي لصحيفة المساء المسمار الأخير في نعش قضية عبد الرحيم العرجون والنهائي الإفريقي، ولكن ألا يستحق الحكم المغربي اعتذارا عن الاتهامات الشنعاء التي ألقاها النادي في حق الرجل وأصاب بها سمعته وتاريخه؟

ويبدو أن الأهلي تيقن من عدم صحة الأنباء التي أشارت إلى اجتماع بين العرجون وجلال كريفة نائب رئيس نادي النجم الساحلي قبل اللقاء النهائي، ففضل رئيس النادي التراجع عنها بشكل غير مباشر، وإعطاء إشارة لمسؤولي النادي بإغلاق هذا الملف تماما.

وقال حمدي للمساء:

أرفض الاتهامات الجزافية .. والقول إن هناك عملية رشوة للعرجون هي تهمة من هذا النوع، ولا أقبلها شخصياً ولا أقبلها أيضاً أن تكون ملصقة باسم النادي الأهلي ما لم تكن هناك مستندات حية وصحيحة.

الكلام في الرشوة وأي اتهامات أخري استبعدهما تماماً وأرفض أن يخوض أحد في هذا الكلام باسم الأهلي.

عفوا يا سيدي .. ولكن ألا يتحدث الموقع "الرسمي" للأهلي باسم الأهلي؟ ألم يخض مسؤولو المجلة "الرسمية" للأهلي في هذه الاتهامات استنادا على الصورة التي قال النادي إنها ستثبت المؤامرة الكبرى التي حاكها كريفة والعرجون في باريس لتجريد الأهلي من لقبه؟

وإذا كان رئيس النادي الأهلي لا يقبل أن تلتصق هذه الاتهامات باسم ناديه بدون مستندات "حية وصحيحة"، فلماذا وافق هو أو أحد أفراد مجلس إدارته على إثارة هذه الاتهامات ونشرها وإبلاغ وسائل الإعلام بها قبل التأكد من أن الصورة المزعومة "حية" ترزق وليست أوهاما في خيال بعضهم ... وإذا كانت حية، فلماذا لم يتأكد الأهلي من أنها "صحيحة" وليست ملفقة؟

إن العرجون ظلم الأهلي في النهائي بعدم احتساب ركلتي جزاء واضحتين كانا من الممكن أن يغيرا من مجرى اللقاء، وهو أمر لم يختلف عليه معظم المتابعين.

ولكن ذلك ليس مبررا للطعن في شرف الرجل .. والحزن على خسارة اللقب الإفريقي ليس سببا كافيا للانسياق خلف قصة واهية اعتمادا على دليل لم يره مسؤول واحد من الأهلي قبل إعلانه رسميا على الملأ.

والآن، بعدما أغلق حمدي الملف تماما بتصريحاته الأخيرة .. هل يحصل الرجل على اعتذار مناسب في نفس الموقع والمجلة "الرسميين" اللذين سبق وأن أثارا القضية في الأساس .. أم أن مجرد سحب الأهلي لهذه الاتهامات هو نهاية القصة وعلى الرجل الرضا بما ناله من تشهير؟

الأهلي كبير بتاريخه وبطولاته .. وكيان بحجم الأهلي لم يكن يليق به الانزلاق في فخ ساذج كهذا والآن عليه إثبات أنه يمتلك الشجاعة الكافية للاعتذار إلى العرجون حتى لا يفقد مصداقيته لدى كل من يؤمن بمبادئ وأخلاق النادي.