يعتمد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يوفا" في تصنيف المنتخبات قبل البطولة على نتائجها خلال التصفيات ولكن وجود منتخبين ضعيفين على قمة مجموعتين بداعي الاستضافة ضاعف الأزمة.
ونتج عن ذلك تلك المجموعة الثالثة النارية ومجموعة الموت بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليست مجموعات الموت التي اعتادنا الحديث عنها.
مجموعة تضم هولندا وإيطاليا وفرنسا أعتقد إنها تستحق بعض التفكير في أن أحد هؤلاء العمالقة أُجبر على الابتعاد مبكرا عن البطولة.
وجود النمسا وسويسرا على رأس مجموعتين ساهم في تراجع منتخبات كبرى إلى مستويات ثانية كإيطاليا وألمانيا في المستوى الثالث وفرنسا في المستوى الرابع.
كان من الممكن أن يمر الأمر مرور الكرام في حال تفرق تلك الفرق الكبرى على المجموعات الأربع ولكن تركزهم في المجموعة الثالثة أثار الشفقة والاستياء معا تجاه ذلك التصنيف.
الغريب أن اليوفا لم يتعلم الدرس وأسند بطولة الأمم الأوروبية 2012 إلى بولندا وأوكرانيا لتتكرر هذه الأزمة بعد أربع سنوات مقبلة.
الجميع يعلم مساندة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لصغار الأندية والمنتخبات ولكن يجب أيضا النظر إلى مستوى البطولات وتأثره بالخروج المبكر للكبار الذين شئنا أم أبينا هم السبب الرئيسي في جذب المشاهدين.
وأشار بلاتيني في تصريحات عقب القرعة عن تفهمه لدهشة الجميع من تراجع تصنيف المنتخبات الكبرى إلى مستويات متأخرة ولكنه أوضح أن ذلك يعود إلى الاعتماد على نتائج المنتخبات في التصفيات وليس في النهائيات.
ومعه كل الحق في ذلك، ولكنه تغافل أن وجود سويسرا والنمسا في التصنيف الأول تسبب في تراجع هذه المنتخبات لمستويات متأخرة.
بالتأكيد كل المجموعات قوية وبها أكثر من فريقين ينافسان على التأهل وقد تشهد مفاجآت مثيرة ربما باستثناء المجموعة الثانية الأضعف.
ولكن حتى المفاجآت حُرمت منها المجموعة الثالثة التي لن تشهد مفاجآت بالطبع إلا في حال تأهل رومانيا الخيالي من وسط هؤلاء الكبار، ففي حال تأهل هولندا وإيطاليا لن تكون مفاجأة وكذلك إذا تأهلت هولندا وفرنسا أو فرنسا وإيطاليا فكلها احتمالات لا تحمل أي أثارة .. كل ما سيحدث إن المتابعين سيحرمون من أحد المنتخبات التي تستطيع الوصول للدور قبل النهائي على الأقل.