في الوقت الذي بدأت خلاله المنتخبات الكبرى في أوروبا الاعتماد على مدربين شباب من نجوم الأجيال السابقة أمثال يورجن كلينسمان في ألمانيا وروبرتو دونادوني في إيطاليا وماركو فان باستن في هولندا ظهر الإيطالي المخضرم فابيو كابيللو كمدرب حديث العهد بالمنتخبات بعد تولي تدريب المنتخب الإنجليزي.

ويدخل كابيللو ذو الـ61 عاما تحدي جديد بعدما تولى تدريب منتخب لأول مرة رغم تاريخه التدريبي الناصع مع الأندية والإشادة الجماعية بأفكاره الفنية.

ويعتبر كابيللو مدربا عجوزا مقارنة بتوجه منتخبات كبرى لمدربين صغار السن فدونادوني وفان باستن اللذان لم يتجاوزا الـ44 من عمرهما كانا يلعبان تحت قيادته في ميلان عندما كان مدربا للفريق الإيطالي.

إنجلترا مشاكلها نفسية

وكانت تصريحات كابيللو قبل التعيين تتمثل في كون المنتخب الإنجليزي لا ينقصه شيء وإن الأزمة نفسية بشكل كبير.

وأوضح أن اللاعبين الإنجليز يفتقدون للحماس عند المشاركة مع منتخب بلادهم ودلل على ذلك بالمستوى الذي يظهر عليه ديفيد بيكام ومايكل أوين مع أنديتهما والمنتخب.

بطل الدوري

ويعد تعاقد أي ناد مع كابيللو شيء كاف لتوقع وجهة لقب الدوري للموسم المقبل، فكابيللو الذي بدأ حياته التدريبية على أحسن ما يكون مع ميلان عام 1991 حصد الدوري الإيطالي أربع مرات مواسم 92 ، 93 ، 94 ، 96.

ولم يكتف بالإنجازات السابقة مع ميلان ولكنه حصد دوري أبطال أوروبا عام 1994 مع ميلان بعد فوز ساحق في المباراة النهائية على برشلونة برباعية نظيفة والسوبر الأوروبي لنفس العام بعد الفوز على أرسنال بهدفين نظيفين.

قبل أن يترك إيطاليا ويتجه إلى إسبانيا ويتولى تدريب ريال مدريد لمدة موسم واحد ليفوز أيضا بالدوري الإسباني عام 1997 ولكنه لم يبق كثيرا خارج إيطاليا.

وعاد إلى ميلان موسم 1998 ولكنه لم يحقق معه بطولة واتجه إلى العاصمة الإيطالية روما ليبني فريقا يحصد الدوري في 2001.

ويتولى تدريب يوفنتوس في 2004 ويقوده للفوز بالدوري موسمي 2005 و2006 قبل أن يتم سحب اللقبين من النادي الإيطالي لتورطه في تهمة التلاعب في نتائج الدوري.

ويعود إلى إسبانيا مجددا لتولى إدارة النادي الملكي ويقوده أيضا للفوز بالدوري في 2007 بعد غياب النادي الأبيض عن البطولات ثلاثة مواسم.

لم يقال سوى مرة

ويتمتع كابيللو بثقة كبيرة على جميع المستويات فهو لم يتعرض للإقالة سوى مرة واحدة بعد فوزه الأخير مع ريال مدريد بالدوري الإسباني.

ورغم قيادته للريال بكفاءة لاقتناص اللقب الإسباني من براثن برشلونة في المرحلة الأخيرة من المسابقة إلا أن مسؤولي ريال مدريد أقالوه معللين ذلك بأنه لا يقدم كرة ممتعة.

كرة منظمة وشخصية حاسمة

ويتهم البعض كابيللو أنه يهتم بالخطط أكثر من اهتمامه بتقديم كرة ممتعة تجذب المشاهدين لا يقدم كرة ممتعة.

وهو ما قاله مسؤولو ريال مدريد الموسم الماضي وأبدى تخوفهم منه مسؤولو الاتحاد الإنجليزي قبل التعاقد منه ولكن سجل البطولات التي حققها دائما ما تحسم الأمور.

ويمتاز كابيللو بشخصية حاسمة ترهب البعض من مجرد التعامل معه وهو مادفع لاعبين كبار قادهم من قبل إلى استحسان تلك الصفة رغم صعوبتها فى التعامل.

وقال الفرنسي مارسيل دسيسيه في هذا الإطار: "على من يعمل مع كابيللو أن يعلم أن هذا من أجل الفرق التي يتولى تدريبها حتى يقودها لإنجازات عديدة".

فيما أشاد فرانك لامبارد لاعب المنتخب الإنجليزي بشخصية المدرب مؤكدا "لاعبو المنتخب الإنجليزي الآن في حاجة إلى مدرب بمواصفات وشخصية كابيللو".