فكثير من مشاهير اللعبة اتخذوا من احتراف الكرة وسيلة للهروب من الواقع الأليم، وعلى رأسهم بيليه أفضل لاعب في تاريخ البرازيل وربما العالم كل، والذي عمل ماسحا للأحذية وروبرتو كارلوس الذي كان يجمع الثمار من الأراضي الزراعية في القرى.
ولكن ريكاردو إيزكسون الشهير كاكا هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.
وينحدر فتى البرازيل الذهبي والفائز بلقب أفضل لاعب في العالم عام 2007 بحسب استفتائي "فرانس فوتبول" والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أصول غنية جعلت اهتمامه بالكرة من أجل سحر الكرة، الذي يتمتع هو به بقدر ما يمتع مشاهديه.
قال عنه مدرب البرازيل الأسبق كارلوس ألبيرتو بيريرا إنه لاعب يتطور ولن يتوقف عند أي حدود، وعلق لويس فيليبي سكولاري على انخفاض مستوى نجوم البرازيل في الآونة الأخيرة قائلا: "يمكن لجمهور البرازيل أن يهدأ .. هناك من يمكنه نجدتنا".
كاكا الضعيف
دخل كاكا عالم الكرة في الثامنة من عمره من بوابة نادي ساو باولو ورغم كل الموهبة التي يتمتع بها النجم البرازيلي فإن ضعفه البدني ظل عائقا يتحداه حين دخل المرحلة التي كان عليه فيها أن يقرر احتراف اللعبة أم لا.
اختفى كاكا ستة أشهر عاد بعدها بهيئة جديدة عقب انتظامه في أكاديمية تأهيل نجحت برامجها في زيادة وزن عضلاته وتقويتها ليصبح بعدها صانع الألعاب المتأنق ممسكا بكل مفاتيح النجاح.
وبعد أن سجل لساوباولو 12 هدفا في 27 مشاركة وتألق مع المنتخبات الشابة، نجح في تسجيل اسمه ضمن قائمة بلاده التي سافرت إلى كوريا لاسترداد كأس العالم ورغم أنه لم يشارك إلا لدقائق معدودة فإن راقصي السامبا عادوا باللقب ليسجل في تاريخ النجم الخلوق.
حاول كاكا بعد ذلك الخروج من البرازيل وبدء مسيرته الاحترافية في أوروبا ولكن الطريف أن إدارة فينيرباهتشة التركي رفضت دفع أكثر من أربعة ملايين دولار فيما كان ساوباولو يطمع في ثمانية ملايين.
ومن خلال مواطنه ليوناردو الذي يعمل كشافا للمواهب لصالح ميلان، انتقل كاكا في 2003 إلى مدينة الموضة الإيطالية حيث تمنى جماهير الروسونيري أن يعوضهم عن هبوط مستوى البرتغالي مانويل روي كوستا الذي خفت أداءه حينها ولم يد قادرا على نقل فريقه للأمام.
بطل ميلان
ربما يكون عنوان صحيفة "جازيتا ديللو سبورت" بعد اللقاء النهائي لكأس العالم للأندية والذي فاز فيه ميلان 4-2 على بوكا جونيوز معبرا عما وصلت إليه مكانة كاكا بعد أربعة مواسم في إيطاليا.
وتساءلت الصحيفة واسعة الانتشار عما إذا كان "الروسونيري يربح البطولات أم تهدى إليه من كاكا؟"
فحينما يضج الجميع بأداء ميلان الضعيف هذا الموسم، تصل الكرة إلى كاكا الذي يمتلك جميع أنياب الفريق ومخالبه.
ووصف كارلو أنشلوتي المدير الفني لفريق ميلان عام 2007 بأنه كان مثاليا بعد كل ما تحقق للفريق العريق من إنجازات، فيما أهدى هداف الفريق فيليبو إنزاجي الكأس إلى صاحبها الحقيقي كاكا.
ففي عام واحد حصد كاكا لقب أفضل لاعبي دوري أبطال أوروبا وحذائها الذهبي لختامه تلك النسخة وهو على رأس قائمة الهدافين التي ضمت أسماء من نوعية الهولندي رود فان نيستلروي والإيفواري ديديه دروجبا والفرنسي تييري هنري.
ومن بوابة أوروبا تأهل ميلان للمنافسة على لقب أفضل أندية العالم في اليابان والتي حصدها في النهاية بفضل صانع ألعابه المتوج، فثلاث تمريرات قاتلة وهدف ضمن ميلان اللقب الغالي وكالعادة نال كاكا جائزة لاعب البطولة الأول.
ويتمتع كاكا بروحانية كبيرة ويعرف عنه في الأوساط الكروية تدينه الشديد ما يظهر في طريقة احتفاله بالأهداف الذي يسجلها فيرفع يديه إلى السماء شاكرا الله على ما أهداه من موهبة تمتع كل متابعيها حتى وإن كنت ممن لا يحبون ميلان أو البرازيل.
شاهد مهارات وأهداف كاكا مع ميلان والمنتخب البرازيلي