حسن شحاتة نجح باقتدار في تحويل الألماني أوتو بفيستر إلى مجرد متفرج طوال المباراة، وعلى الرغم من هدفيه فأن صامويل إيتو كان فاقد الوعي وسط الدفاع المصري.
شحاتة بدأ المباراة بتشكيل اعتمد عليه في المباريات الودية بوجود عصام الحضري وأمامه هاني سعيد ووائل جمعة ومحمود فتح، وطرفي ملعب أحمد فتحي وسيد معوض، وأمامهم كل من حسني عبد ربه ومحمد شوقي ومحمد زيدان والذي سيطول الحديث عنه، وعمرو زكي وعماد متعب في الهجوم.
البداية كانت مفاجئة من جانب مصر فترى أداء سريع وقوي وتحركات جيدة من المهاجمين وزيدان ومن خلفهم عبد ربه وشوقي.
ومنح شحاتة زيدان حرية الحركة التامة في كافة أرجاء الملعب، ولعب هاني سعيد كليبرو متقدم خلال الـ20 دقيقة الأولى من المباراة قبل أن يعود إلى مركزه خلف المدافعين، ومنحت حرية حركة زيدان أفضلية واضحة لمصر، فلعب كرة عرضية إلى عبد ربه الذي نجح في الحصول على ركلة جزاء.
ومن لعبة سريعة نجح زيدان في إحراز الهدف الثاني لتصبح المهمة أسهل، وكان لاعب هامبورج بمثابة القائد في الملعب فيلعب سريعا عندما يريد ويقوم بتهدئة الملعب عندما يريد، ويمرر في التوقيت الصحيح ويظهر لزميل عندما يحتاجه.
هدفا زيدان يلخصان أداء النجم المصري في المباراة، ففي الهدف الأول لعب كرة سريعة مع متعب وانطلق كالسهم تاركا أندري بيكي في محاولة اللحاق به، وفي الهدف الثاني استغل خطأ المدافع الكاميروني وسيطر على الكرة على الرغم من وجود ثلاثة مدافعين حوله وأطلق صاروخا لم يراه إدريس كاميني سوى في الشباك.
وتخلى شحاتة عن مبدأ الرقابة رجل لرجل كما هو الحال في كأس الأمم 2006، وجعل كل مدافع يراقب المهاجم الأقرب له، وساعده ابتعاد إدريسيو عن منطقة الجزاء وحالة التوهان التي انتابت جون ماكون وابتعاد جيريمي نيتاب عن مستواه، بالإضافة إلى فشل تيموثي أتوبا في مواجهة عبد ربه وفتحي وزيدان في بعض الأوقات.
وتراجع الأداء بشكل كبير مع بداية الشوط الثاني وسيطرت الكاميرون بفضل نزول ألكسندر سونج وأكيلي إيمانا ومن قبلهم ليسيطر الأسود على المباراة تماما.
ولكن شحاتة تدخل بشكل جيد عندما أشرك محمد أبو تريكة بدلا من عمرو زكي، وما يؤخذ على المدير الفني للمنتخب هو خروج زكي في الوقت الذي كنا بحاجة إلى مهاجم قوي.
ونجح أبو تريكة في استعادة السيطرة على وسط الملعب، وكان التغيير الثاني بإشراك أحمد المحمدي بدلا من زيدان موفقا من شحاتة فنقل فتحي إلى وسط الملعب ليؤمن وسط الملعب تماما، وكان التغيير الأخير بنزول شادي محمد بعد وضوح علامات التعب على معوض.
الخلاصة أن شحاتة نجح باقتدار في قيادة الفراعنة للفوز ووضع خطة جيدة ويتبقى الاستمرار على نفس المستوى أمام السودان وزامبيا وعندها سيكون الطريق مفتوحا أمام مصر لنصف النهائي على الأقل.