كنت أتدرب مع جنشلربيرليجي يوم الثلاثاء بجسدي فقط ولكن كان عقلي وقلبي هناك في غانا مع منتخب مصر ولاعبيه وكنت أفكر في اللقاء الصعب أمام الكاميرون وأسعى لإنهاء التدريب سريعا حتى ألحق بالمباراة، وبالفعل استأذنت من مدرب الفريق وتركت التدريب مبكرا للذهاب لمشاهدة المباراة وقدت السيارة مسرعا ولأول مرة أشعر بالجماهير وبإحساسهم تجاه مباريات المنتخب.
منتخب مصر أدى مباراة أكثر من رائعة وأريد أن أحيي لاعبي المنتخب وجهازه الفني على هذا الأداء، ولا أستطيع وصف سعادتي عقب المباراة وهي ليست مجرد سعادة مواطن مصري عادي، ولكنها سعادة مختلفة لمواطن مغترب بعيد عن الوطن سيسير مرفوع الرأس ومفتخر بمنتخب بلاده العظيم.
ولا أخفي سرا أنني عندما أخبرت المدرب أنني أريد انهاء التمرين مبكرا لمشاهدة مباراة مصر والكاميرون قال لي "ستخسروا اللقاء لأن الكاميرون تملك إيتو" فأجبته أننا سنفوز لأننا نملك مجموعة لاعبين جيدين ومتجانسين قادرون على الفوز على إتو ورفاقه وتراهنت معه على ذلك وفزت بالرهان.
وفي رأيي أن السبب الأول في الفوز كان هو تركيز لاعبي مصر في اللقاء لأنهم خاضوا اللقاء وهم "عاملين حساب" لمنتخب الكاميرون ولذلك ظهر التركيز في أعينهم أثناء عزف السلام الوطني ومن خلال أعينهم تأكدت أننا سنحقق الفوز لأن التركيز والاصرار على الفوز أهم كثيرا من النواحي الفنية والبدنية، وبالاضافة إلى ذلك فأن الخطة والتشكيل الذين خاض بهما حسن شحاتة اللقاء كانا ممتازين.
وأود أيضا توجيه التحية إلى اللاعبين البدلاء الذين لم يشاركوا في التشكيلة الأساسية لأن وجود نجم بحجم أبو تريكة يجلس على مقاعد البدلاء ولا يثير أي مشكلة ويشارك كبديل ويؤدي يوضح الروح الرائعة السائدة بين اللاعبين وهي روح التعاون والجماعية وهذه هي الروح التي تؤدي إلى تحقيق الفوز والانتصارات.
زيدان ليس مفاجأة
أداء محمد زيدان الرائع في اللقاء لم يكن مفاجأة مطلقا بالنسبة لي كما كان بالنسبة للكثير من الجماهير المصرية لأنني أعرف زيدان جيدا وهو لاعب عظيم وكنت دائما أراهن على تألقه مع منتخب مصر، وكنت قد جلست مع زيدان قبل انطلاق البطولة بأيام وتحدثت معه وأكد لي أنه مصمم على أداء بطولة جيدة وها هو قد أوفى بوعده في أول مباراة.
منتخب مصر أدى مباراة رائعة في الشوط الأول ونجح في عملية الضغط على الخصم وكانت هي السبب الرئيسي في استحواذ لاعبي مصر على مجريات اللقاء، ولكن مع بداية الشوط الثاني حدث نوع من التراجع في الأداء وهو أمر طبيعي وعادة دائمة للاعب المصري ولكن تدخل الكابتن حسن شحاتة وتبديلاته الجيدة أسهمت في عودة السيطرة للفراعنة من جديد.
وما ساعد شحاتة في التحكم في مجريات اللقاء هو وجود كوكبة رائعة من اللاعبين يمكنهم اللعب في أكثر من مركز مثلما حدث مع أحمد فتحي الذي ترك مركز الظهير الأيمن وانتقل للعب في وسط الملعب فمنح الزيادة العديدة لمنتخب مصر في نصف الملعب كما منح الفرصة لعبد ربه بالتقدم والتسديد وتسجيل الهدف الرابع.
أما بالنسبة لخط دفاع منتخب مصر فمازلنا نحتاج الى مزيد من التركيز في الكرات العرضية مثل الكرة التي جاء منها هدف إيتو الأول وهي مشكلة أزلية في خط دفاع منتخب مصر منذ فترة طويلة ويجب على الجهاز الفني للمنتخب محاولة علاجها.
ولكن خط الدفاع أدى مباراة رائعة ووائل جمعة حد كثيرا من خطورة إيتو وهاني سعيد لعب بتركيز تام ولعب بأمان بدون فلسفة أما فتح الله فهي بداية رائعة له مع منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا وأتمنى له المزيد من النجاح في المباريات المقبلة.
في النهاية أود أن أؤكد أن منتخب مصر منتخب عتيد وعريق ويجب ألا نقلل من شأن أنفسنا لأننا أبطال أفريقيا البطولة الماضية كما أننا أصحاب الرصيد الأكبر من كأس البطولة.
وأود أن أشير من خلال احتكاكي بعدد كبير من اللاعبين الأفارقة أنهم مهما زاد مستواهم الفني ومهما لعبوا في أكبر الأندية الأوروبية فأنهم دائما يخشوا مواجهة منتخب مصر ويحسبوا له "ألف حساب" لأن مصر دائما تتفوق عليهم بالمهارة و"الحرفنة".