ففي أعقاب فشل صفقة اتنتقال سيد معوض الظهير الأيسر لفريق الإسماعيلي للنادي الأهلي, أكد مسؤول كبير ومهم بالنادي الاهلي أن الإعلام الرياضي هو سبب فشل الصفقة معللا ذلك بأن الإعلام كان وراء أزمة الأهلي مع جماهير الإسماعيلي التي وقفت ضد اتمام الصفقة عندما ظل لفترات طويلة يكتب عن سعي الأهلي الدائم وراء نجوم الدراويش , وهو اتهام غير صحيح - من وجهة نظر المسؤول الأهلاوي - مما رسخ لدي وجدان جماهير الإسماعيلي هذا الاعتقاد الخاطيء وهو ما أثار تلك الجماهير ضد النادي الأهلي وزاد من سخطهم, والقي مسؤول الأهلي المهم بمسؤولية فشل صفقة معوض - حتي الان - علي الإعلام.
أما ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك "المعين" فقد اتخذ خطوة عملية ضد الإعلام لوقف الحرب الدائرة ضد نادي الزمالك - من وجهة نظره - ولم يكتف بالشجب والبيانات المرسلة كما فعل مسؤولي الأهلي عندما قرر منع مندوبي وسائل الإعلام من دخول النادي, ولم يتراجع عن قراره رغم التنديدات والبيان الضعيف الصادر من رابطة النقاد الرياضيين "الضعيفة" وبرر عباس قراره المجحف بأن وسائل الإعلام دائما ما تقف ضد ناديه.
اذا صحت وجهة نظر مسئولي الاهلي والزمالك في الاعلام الرياضي المصري , فهذا لا يعني الا ان هذا الاعلام ماهو الا مجنون ومعتوه مع سبق الاصرار والترصد , لانه يقف ضد القوي العظمي الرياضة المصرية خاصة وان الناديين يستحوذان علي شعبية كرة القدم في مصر , وهذا غير صحيح لان الاعلام وخاصة الصحف تعلم تماما انها لن تنجح الا من خلال شعبية الناديين وليس من مصلحتها الوقوف ضد أي منهما .
إذا كان مسؤولو الزمالك يشعرون أن الاعلام يعمل ضد مصلحة ناديهم وهو شعور تاريخي, فأن موقف مسؤولو الأهلي هو الغريب, خاصة وأن الإعلام كان متهما دائما في السابق بأنه يعمل لمصلحة الأهلي, لدرجة أن البعض كان يري أن الإعلام المصري يرتدي اللون الأحمر, إلا أن شكوي المسؤول الأهلاوي الكبير قد نقلت الصراع لمنطقة جديدة ووضع الإعلام في منطقة رمادية.
شعور وشكوي مسؤولي الأهلي والزمالك تجاه الإعلام فيه شيئا ما خطأ, ولابد من تدراكه من كلا الطرفين – الإعلام والناديين الكبيرين – لمصلحة جميع الأطراف, ولكن في كل الاحوال فإن ما اتخذه رئيس نادي الزمالك غير مقبول سواء من الإعلام أو من بقية أعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك, ولابد وأن يعلم عباس أن نادي الزمالك ليس ملكا له, بل هو ملك جماهيره التي يهمها متابعة أخبار وأحوال ناديهم من خلال الإعلام الذي يلعب دورا كبيرا في هذا الاتجاه, وعليه الإسراع في تدارك موقفه المتعنت قبل أن تصل الأمور لطريق مسدود, كما لابد وأن يعيد الإعلام الرياضي المصري تقييم نفسه في تعامله مع منظومة الرياضة المصرية, والابتعاد عن الإثارة غير المبررة, بعد أن ابتعدت أغلب وسائل الإعلام عن الموضوعية المهنية, وتناست أبسط قواعد العمل المهني.
نقطة اخيرة:
تنظيم غانا لبطولة الأمم الإفريقية حاليا هو أكبر دليل علي عظمة مصر وقدرتها علي تنظيم البطولات الكبري, وتكفي الشكاوي المتكررة من سوء التنظيم ليعرف مسؤولو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قدر مصر !