جاء اللقاء ضعيفا جدا في المستوى الفني من كلا الفريقين بالرغم من امتلاكهما معظم مقومات التفوق من حيث اللاعبين الجيدين والمدربين الكبار والتاريخ الكبير إلا أنهم لم يقدموا ماهو متوقع منهما.
فعاد الفريقان للعب بالأسلوب الإفريقي القديم الذي يعتمد فقط على الاندفاع البدني واللياقة البدنية ولم يلتزم لاعبو الفريقين بأي مهام تكتيكية أو خططية فظهرت كل عيوب كرة القدم الحديثة من حيث عدم التنظيم الدفاعي وضعف الانتشار الهجومي والرعونة في استغلال الفرص.
بدأت تونس اللقاء بخطة 4-3-2-1 وهي الخطة التي يعتمد عليها لومير منذ قيادته للمنتخب الفرنسي وتمكن بالفعل من التقدم بهدف السبق في الدقيقة التاسعة وهو ماجعل تونس تعود إلى طريقتها المعتادة عندما تتقدم بهدف وهي 4-5-1 والاعتماد على دفاع المنطقة والهجمات المرتدة.
ولكن تراجع تونس للخلف لم يكن كالمعتاد حيث وضح بشكل كبير الضعف الواضح في خط الدفاع التونسي بشكل كامل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بالأضافة إلى عدم القيام بالشق الهجومي بالشكل الأمثل ولم تصنع تونس أي هجمة مرتدة طوال الشوط الأول.
ولعبت السنغال بخطة 4-3-1-2 ووضح بشكل كبير عدم التفاهم بين ثلاثي الهجوم ضيوف
ونيانج وكمارا ولم يشكلوا خطورة على المرمى التونسي بالرغم من المساحات الخالية في الدفاع التونسي حتى أن هدف التعادل سجله لاعب الارتكاز الدفاعي مصطفى سال مستغلا خطأ كارثي من راضي الجعايدي.
وفي الشوط الثاني وضح التفوق السنغالي منذ البداية بفضل اللياقة البدنية الأقوى ونجاح لاعبي السنغال في كل الالتحامات البدنية مع التوانسة وبالفعل سجلوا هدف التقدم من كرة ركنية تجسدت فيها كل الأخطاء الدفاعية الممكنة من ضعف الرقابة إلى تغطية التسلل والفشل حتى في تشتيت الكرة.
وبعد الهدف لم يستغل الهجوم السنغالي التخبط الشديد في الدفاع التونسي بفضل رعونة مهاجميه الكبيرة والكم الهائل من التمريرات الخاطئة مما أتاح الفرصة للمنتخب التونسي الذي لم يشكل أي هجمة خطيرة على مرمى السنغال من التعادل عبر تسديدة بعيدة المدى.
ولم تفلح تغييرات المدربين في إحداث أي تأثير ملحوظ على أداء الفريقين سواء في تدعيم الجانب الهجومي السنغالي عن طريق هنري كمارا الذي لم يلمس الكرة أو الدفاعي بالدفع ببوبا ديوب لتأمين منتصف الملعب أو في الجانب التونسي بنزول كمال زعيم.