مبعث تشاؤمي من منتخبنا أو كل منتخبات مصر في الألعاب الجماعية مرجعه عدم ثقة في الشخصية المصرية التي تتملكنا جميعا وبشكل كبير حينما نشعر أن منافسنا أضعف، حتى لو كان بحجم الكاميرون.
فبعد انتهاء الشوط الأول بالتقدم بثلاثية نظيفة تأكدت أن المباراة لن تنتهي بهذه النتيجة وأن الكاميرون ستسجل في مرمى الحضري، هذا الشعور جاء بسبب ما نقلته كاميرات التليفزيون للاعبي مصر أثناء دخولهم غرفة خلع الملابس بين الشوطين.
فأحمد فتحي يضحك بملء فمه، واللاعبون لا يصدقون مثلنا أنهم يتقدمون على الأسد الكاميروني بثلاثية نظيفة، وهذا زيدان نجم الشوط الأول بلا منازع يقبل الكاميرا لحظة نزوله أرضية الملعب مع بداية الشوط الثاني وكأن المباراة انتهت أو كأننا فوزنا باللقب الأفريقي خارج أرضنا لثالث مرة في تاريخنا "فوزنا بالبطولة الأولى عام 57 في السودان".
لكن بعد تغييرات "المعلم" شحاتة وهدف عبد ربه ورغم هدف إيتو الأول الذي دخل في غفلة معتادة من المدافعين وركلة جزاء "مجاملة" للأسد العجوز ، اعترف بأني تفاءلت بشدة خاصة بعد مشاهدتي للمنتخبات الـ15 التي تشارك معنا في غانا 2008.
أسباب التفاؤل
باستعراض بسيط للمنتخبات الـ15 المشاركة في البطولة نجد أن الأقوى فنيا وجماعيا حتى الان هو كوت ديفوار فقط، وغانا قوية بالجمهور والأرض والتنظيم والتحكيم، والسنغال من الممكن أن تتأهل لكن لا تفوز باللقب، والمغرب فريق جيد ينقصه الخبرة، ولا حظوظ في اللقب لكل من تونس والكاميرون ونيجيريا وغينيا وأنجولا لأسباب كثيرة، والباقي مستبعد تماما من المنافسة. إذن لماذا لا نطمع في الفوز باللقب السادس؟
شعوري بالتفاؤل زاد لأنني "شممت" رائحة بوركينا فاسو 98 ولا أقول بطولة 2006 التي كان أحد أهم أسباب فوزنا بها جمهورنا العظيم ، فخلال بطولة 98 كان هناك نفس التوفيق الكبير جدا الذي لازم كل اللاعبين والجهاز الفني أنذاك بقيادة الجوهري، ففي مباراة الكاميرون وجدنا نفس التوفيق، يكفي أن كل فرصة لمنتخبنا كانت هدفا باستثناء فرصة زيدان بعد دقيقتين من بداية اللقاء والتي بعثت في نفوسنا التفاؤل بقوة مصر.
النوايا المخلصة والالتزام المتبادل بين اللاعبين والجهاز الفني ووجود روح الجماعة وغياب "الأنا" والمساندة الرسمية – الرئيس مبارك يتصل بالبعثة يوميا - والجماهيرية فضلا عن المساندة الفضائية حملت اللاعبين مسئولية كبيرة ذكرتهم بما كان في مصر 2006.
عدم ظهور المنتخبات الكبيرة في مستواها المتوقع وعلى رأسها الكاميرون ونيجيريا وتونس، ومواجهة المنتخبات الأقوى "كوت ديفوار وغانا" في الأدوار النهائية زاد من تفاؤلي نظرا لأن طريق منتخبا سهل حتى قبل النهائي ، وحينها سيكون الوضع مختلفا لأن الفراعنة لا يصلون لهذا الدور إلا وفازا باللقب والتاريخ يؤكد ذلك.
فمنتخبات السنغال وتونس وأنجولا التي سنواجه إحداها في دور الثمانية اعتقد أنها لا يمكن أن تصمد أمام منتخبا حال ظهوره بنفس قوته أمام الكاميرون.
إذن فالخطر علينا يأتي من منتخبين فقط هما كوت ديفوار وغانا، وسوف نلتقي أحدهما في قبل النهائي ولدي احساس أننا سنتخطاهما سواء في قبل النهائي أو النهائي ونعود بالكأس الأغلى بعد 98 حتى يذكر التاريخ أن مصر تفوز بالبطولة خارج أرضها مثلما تفوز بها عليها ، كما أتمنى أن يأتي الفوز بعيدا عن ركلات الترجيح الذي حسمنا بها لقبي 86 ، 2006.
ملاحظات سريعة
-"دكة البدلاء" لا شك أنها قوية للغاية ، فيكفي أنه كان عليها خلال مباراة الكاميرون أبو تريكة وعمر جمال ومحمد فضل وكذلك النجم والقائد أحمد حسن الذي اعتبره أهم لاعب في المنتخب، فيما كان في الملعب زيدان وحسني ومتعب وزكي وشوقي وجمعة وقبلهم الحضري. "الأساسي والاحتياطي القوي وصاحب الخبرة الدولية لا تجده إلا في كوت ديفوار".
-هدف زيدان الأول والذي جاء من هجمة مرتدة نموذجية جعلتي استرجع ذاكرتي لاكتشف أنه لا يوجد منتخب مصري باستثناء منتخب اليد سجل هدفا من هجمة مرتدة ، كما أنني لم أشاهد من قبل لاعبا مصريا "أسرع" من لاعب أفريقي سواء كاميرونياً أو حتى من جزر القمر. "برافو زيدان".
-منتخبات غينيا وأنجولا باتت قوية وتستحق أن تقصي المغرب وتونس من الدور الأول، القوى التقليدية كالكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا يجب أن تعيد ترتيب أوراقها، إلا أن الأخيرة تستعد لمونديال 2010 ولا تعنيها البطولة الحالية من قريب أو بعيد.