وعلى غرار ما يحدث في إنجلترا، تعالت الأصوات تطالب بتقليص عدد الأجانب في الدوري السوداني ولكنها تصطدم بآراء آخرين ينادون بتجنيس الأجانب المتميزين للاستفادة منهم في المنتخب، وهي الأزمة التي التهبت بعد الخسارة بثلاثية أمام زامبيا وقبل ساعات من لقاء مصر في المجموعة الثالثة من كأس الأمم الإفريقية.
وألقى محمد عبد الله مازدا المدير الفني للمنتخب السوداني باللوم على ناديي القمة في الدوري الهلال والمريخ الذين "باعتمادهما على المحترفين تسببا في ضعف الجانب الهجومي للاعبي المنتخب".
واعتمد نادي المريخ السوادني على النيجيري إندورانس إيداهور الذي انتقل مؤخرا إلى النصر الإماراتي فيما شكل مواطناه جودوين نيدبسي كيلينشي أوسونوا الخط الأمامي الخطير في الغريم التقليدي الهلال.
وقال مازدا عقب الخسارة الثقيلة أمام زامبيا في الدور الأول من نهائيات كأس الأمم الإفريقية غانا 2008: "المعاناة التي واجهت المنتخب الوطني في مقدمته الهجومية كانت نتاج طبيعي لاعتماد القمة علي المحترفين الاجانب في الهجوم".
وأكد مازدا أنه عانى مع "عدم خبرة اللاعبين، وبطء استجابتهم لتوجيهاته خلال المباراة".
وطالبت بعض الأصوات في الاتحاد السوداني بالموافقة على تجنيس اللاعبين الأجانب لتتاح لهم فرصة المشاركة مع المنتخب، ما يعود بالنفع على الجانبين، أو تقليل عدد اللاعبين المحترفين في الأندية السودانية.
إلا أن الدكتور معتصم جعفر نائب رئيس الاتحاد العام أكد في تصريحات للجريدة نفسها بأن "الأندية تلتف حول قرارات الاتحاد بتحديد عدد اللاعبين الأجانب في صفوفها".
ولكن يبدو أن المستوى الهزيل الذي ظهر به الصقور أمام زامبيا ساعد اتحاد الكرة على إتخاذ قراره، فأعلن جعفر أن "الاتحاد حزم أمره ولن يتراجع عن قراره بتجنيس اللاعبين الأجانب، خاصة أنه قرار صدر عقب دراسة كاملة للتجربة".
ويجد الفريق الوطني السوداني نفسه محاصراً بين أندية لا تهتم سوى بالفوز ببطولة الدوري، وأصوات مناهضة لفكرة تجنيس اللاعبين الأجانب الذين لا تستعين بهم دولهم في منتخباتها.
وربما يتوافق الاهتمام الضعيف بالمنتخب من قبل الأندية مع توجهات الصحافة المحلية التي لازالت إلى ما بعد انطلاق كأس الأمم الإفريقية تهتم بأخبار ناديي القمة على حساب "صقور الجديان".
فهل ينجح مازدا في تنفيذ وعوده بتقديم "مستوى أفضل في مباراة الفريق أمام المنتخب المصري" أم تقف الأخطاء الهجومية والدفاعية للاعبين "قليلي الخبرة" عائقاً أمام تحقيق ذلك؟