عاشت مصر كلها حالة من الفرح الشديد طوال الأيام الماضية بفعل الأداء والنتائج التي حققها المنتخب في بطولة كأس الأمم الإفريقية , وحملت الجماهير ومعها الخبراء علي شاشات القنوات التليفزيونية حسن شحاتة وفريقه علي الأعناق بعد الفوز علي الكاميرون والسودان وأنجولا مرورا بالتعادل مع منتخب زامبيا, وهو يستحق ذلك بالفعل, ولا يجب أن تتغير هذه الحالة في حال عدم فوز المنتخب المصري باللقب الإفريقي, خاصة وأن هناك منافسين أقوياء, كما يجب أن نعلم جميعا إننا لا نلعب بمفردنا في البطولة, وأن نكون موضوعيين في تقييم الأمور بعيدا عن العواطف .
أكثر المتفائلين قبل انطلاق البطولة الإفريقية كان يمني نفسه بوصول منتخب مصر للدور قبل النهائي ويكون من الاربعة الكبار في القارة السمراء, وهو ما تحقق بالفعل حتي الآن بأداء جيد, وأصبح للمنتخب شكلا واضحا وشخصية كروية علي مستوي قارة إفريقيا في ظل التطور الكبير الذي تشهده القارة علي مدار السنوات الماضية, ويحسب لحسن شحاتة انه صنع لمنتخب مصر اسما كبيرا بين كبار إفريقيا وليس مطلوبا منه الفوز بكل بطولة يخوضها, ويكفي شحاتة أن منتخب مصر يلعب معه كرة قدم هجومية ممتعة, فقد ولي عهد الكرة الدفاعية التي عشناها طويلا وعانينا منها كثيرا, وانتهي زمن الفوز وقوفا علي أطراف الأصابع.
حسن شحاتة أثبت بالفعل أنه يستحق البقاء علي رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر بصرف النظر عن النتيجة التي ستنتهي بها مباراة مصر وكوت ديفوار, فالفوز وارد مثله مثل الهزيمة لا قدر الله لأها كرة القدم التي لا تعترف بثوابت أو معطيات مسبقة, وليعلم "الـمعلم" أن الكل في بر مصر يحبونه مش "كريم" بس اللي بيحبه لأنه مصدر سعادة المصريين, بدليل أنه المدرب الوحيد الذي لم تهاجمه المدرجات.
منتخب كوت ديفوار يخشي الخسارة أمام منتخب مصر تماما مثلما تخشاه الجماهير المصرية, وإذا كان هو الفريق الأقوي في البطولة حتي الآن بالأرقام والنتائج والمستوي, فإن منتخب مصر كبير أيضا, ولكن إذا أردنا أن نكون اكثر موضوعية فيجب أن نعترف بأن المنتخب الإيفواري يمتلك مجموعة كبيرة من مفاتيح اللعب التي لا يمتلكها أي منتخب آخر في البطولة, بالإضافة إلي خط وسط قوي, ومهاجمين أقوياء لديهم خبرات كبيرة, وهو ما يعطيه فرصة الأفضلية علي بقية المنتخبات المشاركة, هذا ليس تمهيدا أو تبريرا لمنتخب مصر, ولكنها حقيقة يجب أن نضعها أمامنا ونحن نتابع لقاء منتخب مصر أمام كوت ديفوار.
إذا كان المنتخب الإيفواري مكتمل الصفوف في كافه خطوطه, فأن منتخب مصر يمتلك الإرداة والرغبة الجامحة في الحفاظ علي اللقب, ولاننسي أن الأفيال فشلوا في الفوز علي منتخب مصر في باريس العام الماضي في اللقاء الودي الذي جمع بينهما, ويومها كان دروجبا يقود فريقا مكتمل الصفوف, في الوقت الذي غاب فيه عن منتخب مصر عدد من عناصره الأساسية , وهو ما يعطي الفرصة لمنتخب مصر في تخطي عقبة كوت ديفوار بكوماسي.
لقاء الوصول للدور النهائي سيكون صراع خط الوسط , فمن يسيطر عليه ستكون له الأسبقية والكلمة العليا, ومن هنا سيكون علي محمد شوقي وحسني عبد ربة الدور الأكبر في ترجيح كفة منتخب مصر, كما أن هناك دورا أكبر لسيد معوض في الجبهة اليسري وأحمد فتحي في الجانب الأيمن للحد من خطورة عبد القادر كيتا وارثر بوكا وهما مفتاحين هامين لهجوم كوت ديفوار.
نقطة اخيرة :
أصبح تألق منتخب مصر في بطولات الأمم الإفريقية فرصة أمام كل المغنيين العشوائيين للعودة من جديد علي الساحة, بتأدية أغاني فجة لمنتخب مصر, وللأسف هؤلاء يجدون من يذيع لهم هذا الهزل .. شيء سخيف فعلا !