في البداية، فإن الأهلي دائما ما يسعى لتقديم قمة قوية تحت قيادة مدربه المحنك الذي لم يترك مواجهة مع الزمالك إلا وفاجأ الجميع بفكرة خططية جديدة .. ولكن أين طرف القمة الثاني؟
سيطرة الأهلي المطلقة على مباريات القمة تجعلها بلا قيمة لجمهور الفريق الأحمر وتقتل روح اللقاء الذي كان له طعم خاص دوما بفضل أنه لا يخضع للعوامل الطبيعية التي تتعلق بالفنيات والحالة النفسية للفريق قبل اللقاء.
القمة دائما ما كانت مواجهة بين 22 محارب يخرج كل منهم ما يملك من أجل إسعاد جمهوره، ويفوز من يملك التفاصيل الدقيقة من تغييرات أو تدخلات فنية.
ولكن لقاءات القمة حاليا لا تخرج عن كونها مباريات نتيجتها معروفه مسبقا وبطلها يمكن التنبأ به من قبل صافرة البداية.
فأسعد مباريات القمة التي شاهدتها هي نهائي كأس العام الماضي التي أوقفت قلوب جمهور الأهلي والزمالك حتى انتهت، كما أتذكر كيف كان الجمهور الأحمر فخور إلى حد الرضا على فريقه بالرغم من تعادله مع الإسماعيلي في لقاء الـ4-4 الشهير، لماذا؟
لأنه من المفترض أن لتلك المباريات نكهة خاصة .. تنتظرها بالأسابيع وتشعر بالرهبة قبل بدايتها وتتلهف لانطلاقها وتستمع بمشاهدتها وتفخر بنهايتها، ولكني الآن لا أجد من جمهور الأهلي سوى الواثق ولا من الزمالك سوى المنكسر وهذه ليست متعة القمة.
الأهلي لم يعد بحاجة لمعسكرات مغلقة أو استعدادات خاصة من أجل مواجهة الزمالك، فكما قال جوزيه "الخسارة لن تؤثر كثيرا على صدارة الأهلي ولن تفسد أفراحه بالبطولة حين تتحقق".
ولكني أكمل بأن الزمالك على النقيض تماما، فبرغم أن الفريق الأبيض هو الآخر على أعتاب التتويج بكأس مصر نظريا، إلا نني أرى أن لقاء الأهلي لا يقل أهمية عنه إذ أن الخسارة من الفريق الأحمر ستذيب طعم أي نصر للزمالك حتى ولو حقق بطولة.
الظروف بالطبع مهمة وكلها تلعب لصالح الأهلي حاليا ولكن كرة القدم فيها عوامل أخرى الزمالك بحاجة للبحث عنها الجمهور الأبيض فهم بحاجة لمحاربين يمكنهم الدفاع عن ألوان الفريق ووقتها لو خسروا سيكون ذلك بشرف وبلا شعور بالملل والرتابة.
ذلك سيكون من أجل مصلحة الأهلي نفسه لأنه لو استمر الوضع كما هو عليه سيتحول لإنتر ميلان جديد ينجح بسبب فشل الآخرين ويخسر في المحكات الحقيقية القوية .. ومع الوقت سيتوقف العمل على هذا الكيان الذي يعد المحترف الوحيد في مصر وإفريقيا والوطن العربي.