إلا أن الملف لم يغلق نهائيا نظرا لأن المشكلة بين النادي الاهلي ونادي سيون السويسري وصلت لأروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وسيفتح الملف من جديد عند أول رد فعل للفيفا علي الأوراق التي أرسلها الناديين.
وإذا كانت إدارة الأهلي قد أعلنت عقوباتها علي الحضري وطلبت إغلاق الملف, إلا أن جماهير الأهلي لم تغلق نفس الملف, وهو ما وضح من ردود أفعالها التي تؤكد أن باب الأزمة سيظل مفتوحا من جانبها لبعض الوقت.
فحالة الاحتقان التي ظهرت مع أول ظهور للحضري داخل النادي بعد عودته للتدريب مع الفريق يوم الأحد الماضي, والهجوم الشديد الذي تعرض له الحارس الدولي والمناوشات التي حدثت بين البعض ما بين مؤيد ومعارض.
لاشك أن عصام الحضري يشعر الآن بحالة من الحزن والندم الشديدين, الحزن بسبب المعاملة القاسية التي يلقاها من زملائه وجهازه الفني, والندم بإقدامه علي قرار السفر السري والمفاجيء وتركه للنادي الأهلي, وإن كان يحاول إظهار عكس ذلك في محاولة لأظهر تماسكه.
إذا كانت ردود أفعال الجماهير مقبولة بعض الشيء لأنها عاطفية وانفعالية ولها بعض الحق لأنها هي التي رفعت الحضري علي الأعناق وهتفت لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية لحارس مرمي حتي أصبح هتاف " ارقص يا حضري " وكأنه نشيدا وطنيا للأهلاوية.
لذا فقد جاء رد فعلها مساو تماما لمقدار حبها السابق له, ولكن لا يمكن الاحتكام لعواطفها عند تقييم الامور, وغير مقبول أن تسعي بعض جماهير الأهلي لفرض رؤيتها علي الجهاز الفني لمنتخب مصر ومطالبتها بضرورة استبعاد الحضري من صفوف المنتخب لأن ذلك يعود بالدرجة الاولي لوجهة نظر الجهاز الفني للمنتخب.
وليس من حق أحد أن يتدخل لفرض رؤيته على الجهاز الفني للمنتخب, ولا يجب أن تتصور جماهير الأهلي الكبيرة أن لها الحق في فرض طريقتها ووجهة نظرها ومشاعرها وقرارها علي أحد لأن المنطق يقول إنه لا يمكن منح الجماهير تفويضا أو شيكا علي بياض تكتب فيه ما تشاء, بدليل أن مجلس إدارة النادي الاهلي لم ينسق وراء رؤية الجماهير التي كانت تطالب بتوقيع أقسي العقويات علي الحضري.
وغير مقبول أن تحاول بعض الجماهير أن تجعل من نفسها مركزا للقوي بأن تبتز الجهاز الفني للمنتخب بالتهديد بعدم حضور مباريات الفريق الوطني إذا ما انضم الحضري إليه, وهو تهديد سخيف وفي غير محله لأن الجماهير في النهاية لن تسير الأمور حسب رؤيتها, وعلي المسئولين سواء في الأهلي أو اتحاد الكرة عدم الالتفات لمثل هذه التصرفات الانفعالية, ووضع الأمور في نصابها الصحيح, فالجماهير في النهاية لست صانعة قرار ولن تكون وعليها أن تعرف قدرها دون زيادة أو نقصان مع كل الاحترام لكل جماهير مصر.
الحضري أخطأ في قراره بالرحيل من النادي الاهلي في هذا التوقيت, ولكن في نفس الوقت فإن الموقف الذي اتخذه الجهاز الفني للأهلي تجاهه بعدم التحدث أو التعامل معه وفرض ذلك علي اللاعبين أمر فيه كثيرا من المبالغة, خاصة وأن اللاعب اعترف بخطأه, ومن كان من الجهاز الفني أو اللاعبين بلا خطيئة فليرم الحضري بحجر.
وعلى الجهاز الفني للأهلي أن يتذكر أن الحضري ساهم بقدر كبير في انجازات الأهلي في السنوات الأخيرة وحقق مع الفريق العديد من البطولات التي وصلت بالأهلي إلي العاليمة, وأن ما يحدث معه هو نوع من الاغتيال المعنوي غير المقبول, وإنه أعظم حارس مرمي في تاريخ مصر بالأرقام والإنجازات تماما مثل حسام حسن أعظم لاعب وحسن شحاتة أفضل مدربي مصر.
أوضحت ازمة الحضري أن العديد من لاعبي كرة القدم يفتقدون القدوة والمثل الأعلي, ولو كان الحضري له قدوة أو مثل أعلي لاستشاره في قراره الخاطيء قبل اتخاذه, ووفر علي نفسه ما يعانيه حاليا, وعلي لاعبي كرة القدم أن يعلموا أن المال ليس هو أعظم شيء في الحياة, بل الرضا وحب الناس, وأن يتذكروا مقوله علي بن أبي طالب "اللهم اجعل المال في يدي ولاتجعله في قلبي" خاصة وأن البحث عن المال هو المحرك الرئيسي لقرارات أغلب اللاعبين.
** أفضل ما في رود كرول المدير لنادي الزمالك .. شياكته!
نقطة اخيرة:
بسم الله الرحمن الرحيم " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " صدق الله العظيم