خالد طلعت

التحكيم الأحمر والاعلام الأحمر

أثارت ركلة الجزاء التي طالب بها جمال حمزة في لقاء القمة ولم يحتسبها الحكم الإيطالي ستيفانو فارينا الجدل في مختلف وسائل الاعلام المصرية وفتحت الباب مجددا للحديث عن ظاهرتي التحكيم الأحمر والإعلام الأحمر.<br>
الإثنين، 17 مارس 2008 - 13:00
أثارت ركلة الجزاء التي طالب بها جمال حمزة في لقاء القمة ولم يحتسبها الحكم الإيطالي ستيفانو فارينا الجدل في مختلف وسائل الاعلام المصرية وفتحت الباب مجددا للحديث عن ظاهرتي التحكيم الأحمر والإعلام الأحمر.

وطالبت جماهير الزمالك ولاعبوه وجهازه الفني ومجلس ادارته باحتساب ركلة جزاء للفريق بسبب تعرض حمزة للدفع من قبل أمير عبد الحميد وأكدوا أن ركلة الجزاء التي لم تحتسب كانت هي السبب الرئيسي في تغيير النتيجة وفي حرمان الزمالك من فوز مستحق.

وبعيدا عن صحة ركلة الجزاء من عدمها، وهو الموضوع الذي قتل بحثا ولا أود الحديث عنه أو الدخول في متاهات بشأنه، ولكني أريد الحديث عن ركلة الجزاء ولكن من وجهة نظر أخرى مغايرة تماما.

فلنفترض جدلا أن الحكم فارينا احتسب ركلة الجزاء للزمالك، فمن أين أيقن جماهير الزمالك أن مسدد الركلة كان سيسجل منها هدف التقدم للزمالك، فكان من الممكن أن يطيح بها خارج المرمى، وكان من الممكن أيضا أن يتصدى لها أمير عبد الحميد حارس مرمى الأهلي، ولست أقول هذا الكلام من فراغ، فلاعبي الزمالك باتوا متخصصين في اهدار ركلات الجزاء في الفترة الأخيرة.

فعبد الحليم علي أهدر ركلة جزاء أمام الاتحاد، وجمال حمزة أهدر ركلة أخرى أمام بلدية المحلة، وعمرو زكي أهدر ركلة ثالثة أمام طلائع الجيش في الدور الأول، ولم يسجل الزمالك سوى ركلتي جزاء فقط في الدوري أي أن نسبة اهدار ركلات الجزاء للاعبيه تصل إلى 60 %، بالاضافة إلى أن عمرو زكي أهدر ركلة جزاء أمام الأهلي نفسه في الدوري في الموسم الماضي.

ثم دعونا من إهدار ركلة الجزاء ولنكمل السيناريو ونفترض جدلا أن الحكم احتسب ركلة الجزاء وسجل منها الزمالك هدف التقدم في الدقيقة 62، فهل كان الزمالك سيستطيع الحفاظ على تقدمه في النصف ساعة الأخير، أم كان الأهلي سيعود للمباراة ويسجل هدفين ويخرج فائزا باللقاء أيضا.

فالزمالك في نهائي كأس مصر الموسم الماضي وكان وقتها يمتلك مديرا فنيا محترما تقدم على الأهلي ثلاث مرات 1-0 و2-1 ثم 3-2 ورغم ذلك عاد الأهلي في المرات الثلاثة وتعادل قبل أن يفوز في النهاية 4-3 في الوقت الإضافي، اذن عودة الأهلي للقاء كانت أمرا طبيعيا تماما ومنطقيا حتى لو تقدم الزمالك خاصة وأن الزمالك لا يمتلك مديرا فنيا في الوقت الحالي.

وليست مباراة نهائي كأس مصر هي الشاهد الوحيد على كلامي، ولكن الزمالك كان متقدما على طلائع الجيش بهدف قبل أن يخسر في النهاية 1-2، وكان فائزا على الالومنيوم والاتحاد السكندري قبل أن ينجحوا في التعادل معه في الدقائق الأخيرة، وكان متعادلا مع الاسماعيلي "مرتين" وبتروجيت حتى الثواني الأخيرة قبل أن يخسر في المباريات الثلاثة بهدف قاتل وهو ما كان يمكن أن يتكرر مع الأهلي حتى لو تقدم الزمالك.

نعود للسيناريو الثالث وهو الذي كان يتمناه جمهور الزمالك ولكني أرى أنه بعيدا تماما عن الواقع وهو احتساب ركلة الجزاء لصالح حمزة وتسجيل الزمالك هدف التقدم منها ثم محافظته على هذا الهدف بأي طريقة حتى نهاية اللقاء وتحقيق الفوز على الأهلي، فهل كان هذا الفوز سيفرق كثيرا مع الزمالك؟ وهل كان سيؤثر بالسلب أم بالايجاب؟

فوز الزمالك على الأهلي في البداية لم يكن سيؤثر على درع الدوري من قريب أو بعيد، ولكنه كان قد يجعل البعض يعتقد أن الزمالك عاد وبقوة وهو أمر خاطىء تماما وله سلبيات كثيرة.

أبرز هذه السلبيات بقاء كرول في منصبه لفترة طويلة واعتقاد الادارة بأن اللاعبين الحاليين هم الأفضل لتمثيل الزمالك ومن ثم لا يقوموا بعقد صفقات جديدة مفيدة للفريق، أما الأمر الثالث وهو الأهم أن لاعبي الزمالك كانوا سيصدقوا أنفسهم ثم يفوقوا على صدمة جديدة أمام حرس الحدود أو أفريكا سبور.

في النهاية أود أن أقول أن عدم احتساب ركلة الجزاء وهزيمة الزمالك قد تكون في صالح الفريق وليس العكس.

وأود أن أؤكد لجماهير الزمالك أن الاعلام الأحمر ليس هو من ينتقد الزمالك ويهاجم لاعبيه وجهازه الفني ومجلس ادارته، بل أن الاعلام الاحمر هو الذي يوهم جماهير الزمالك بأن حكم اللقاء هو السبب في هزيمة الفريق بسبب عدم احتسابه لركلة جزاء حتى تظل الأخطاء موجودة ومتراكمة داخل الفريق وتعيش جماهيره في غيبوبة ويظل الحال كما هو عليه.