كتب : أحمد عز الدين
ولم يكن الاسم وحده هو ما ميز رونالدو، وإنما اختلف بإصراره على الانفراد بكرته على أرض ترابية بعيدة متجاهلاً العمل في الزراعة التي كانت تعد أكثر ما يميز جزيرته "ماديرا".
حمل الفتى اختلافاته معه داخل الملعب ما جعل من الصعب على العين أن تخطئه أو تخلطه مع غيره، ما دفع أكبر الأندية الأوروبية للتهافت عليه قبل بلوغه 20 عاما.
وفاز مانشستر يونايتد بالصفقة، فأصبح أول برتغالي يلعب في صفوف "الشياطين الحمر" مثبتا أن "شيطنته" لاتينية الطابع قادرة على أسر القلوب الإنجليزية الباردة.
وربما يكون فوز رونالدو بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للعام الثاني على التوالي دليلا على صدق التنبؤات بأنه يستطيع مقارعة أبرز نجوم هذا النادي بدءا بجورج بست ومرورا بإيريك كانتونا وحتى ديفيد بيكام وجميع العمالقة ممن حملوا الرقم سبعة في "أولد ترافورد".
الاحتراف أولا
وإن كانت البيئة الفقيرة التي كبر فيها رونالدو وضعت داخله تصميم يختفي وراء ابتسامة شيطانية، فقد كانت الدافع وراء تجاهله عواطفه ورغباته عاملا باحتراف.
على الرغم من أنه كان عاشقا لنادي بنفيكا فانه انضم لغريمه الأول سبورتنج، ليشارك في دوري الهواة وتبدأ شهرته تنطلق في البرتغال وهو في العاشرة.
واستمر رونالدو في إظهار مواهبه عام تلو الآخر حتى توج جهوده بفوز ودي على مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدف، منتزعاً بجدارة لقب رجل المباراة.
وإن كان رونالدو وقتها قد بلغ عامه الـ17 فان أداءه القوي مع الفريق الأول في سبورتنج وضعه أمام أعين كبار الأندية الأوروبية، مثل ليفربول ويوفنتوس، إلا أن ناديه البرتغالي أكد أنه لن يتخلى عن نجمه الشاب.
ولكن 12.24 مليون استرليني كانت كفيلة بإقناع سبورتنج لشبونة وانتقال الجناح الأيمن الشاب إلى كتيبة أليكس فيرجسون.
الفتى المدلل
وأضحى رونالدو الفتي المدلل لفيرجسون الذي آمن منذ البداية بأن ضم رونالدو يعني امتلاك "أخطر الأسلحة الهجومية في العالم" بعدما حضر في أعقاب رحيل بيكام.
وضرب رونالدو بقوة من مباراته الأولى مع مانشستر يونايتد، حينما دخل الملعب من على مقاعد البدلاء أمام بولتون واندررز وحصل على ركلة جزاء وإهداء هدف لرود فان نيستلروي، ليبدأ الإعلام الإنجليزي في التهليل للموهبة الجديدة.
ولكن عدم احتفاظه بالمستوى نفسه منح الشكوك فرصة لللظهور حول مدى فعالية مهاراته، إلى أن وقعت الحادثة التي كادت أن تنهي علاقته بالكرة الإنجليزية كلها.
ويعتقد الإنجليز أن رونالدو كان سببا أساسيا في طرد واين روني خلال مباراة إنجلترا والبرتغال في كأس العالم.
وكان رونالدو قد اعترض على خطأ ارتكبه زميله في مانشستر يونايتد، ليشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه روني، ممهدا الطريق للبرتغال للعبور إلى نصف النهائي.
ولكن فيرجسون لم يفقد ثقته في رونالدو أبداً.
ورغم محاولات انتهاز فرصة الخلاف، لانتزاع رونالدو بعروض بلغت الـ80 مليون دولار، حرص فيرجسون على ألا يخسر حصانه الجامح وراهن وانتصر.
وبحلول عام 2007 انفجر بئر موهبة رونالدو وتكشف وجهه الحقيقي ليصبح أبرز نجوم فريقه ومنقذه الأول في مباريات الموسم الذي آل لقبه إلى مانشستر يونايتد.
انتزع رونالدو آهات الجماهير بسرعته وقوته وقدراته على التحكم في الكرة بقدميه وإجادته الكرات الثابتة والتسجيل بالرأس، ليصبح أحد نجوم البطولة، كما حل ثانياً في قائمة الهدافين خلف الإيفواري ديديه دروجبا.
واستمر رونالدو في تألقه، ويقدم موسماً استثنائياً 2007-2008، مسجلاً 38 هدفا حتى يوم إعلان فوزه بجائزة رابطة اللاعبين المحترفين للمرة الثانية على التوالي.
مستويات رونالدو هذا الموسم دفعت مواطنه كارلوس كيروش المدرب العام لمانشستر يونايتد إلى التأكيد على أن "كل أموال العالم لا تكفي للاستغناء عنه".
ولكن يتبقى أمر واحد على رونالدو تحقيقه حتى يصبح فعلا أغلى من أموال العالم .. وهو قيادة يونايتد لتحقيق بطولة هذا الموسم.