أحمد سعيد

كلهم أبطال .. رغم أنفي

انتهت مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا أو تكاد. أندية حصلت على الذهب والتقدير فيما يذهب الباقون في طي النسيان. الأبطال فقط هم من يتم تدوين أسمائهم في كتب التاريخ التي تصبح قراءتها عقابا إذا كنت مثلي .. لا تحبهم جميعا!<br>
الإثنين، 05 مايو 2008 - 11:33
انتهت مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا أو تكاد. أندية حصلت على الذهب والتقدير فيما يذهب الباقون في طي النسيان. الأبطال فقط هم من يتم تدوين أسمائهم في كتب التاريخ التي تصبح قراءتها عقابا إذا كنت مثلي .. لا تحبهم جميعا!

الصدمة الكبرى كانت في إنجلترا .. اللقب في طريقه إلى مانشستر وإن حاد بسبب معجزة ما سيتجه إلى لندن، ولكن لصالح تشيلسي وليس أرسنال، الذي هيأت نفسي تماما للاحتفاء به بطلا للدوري الإنجليزي.

المدفعجية أبدعوا حقا هذا الموسم .. فمع رحيل آخر رجال جيل العمالقة تييري هنري، وسول كامبل، وفريدي ليونبرج كانت الكوابيس تطارد أرسنال وعشاقه قبل بداية الموسم.

إلا أن تلاميذ أرسين فينجر أثبتوا أنهم قادرون على المنافسة أيضا وليس تقديم فقراتهم الممتعة فحسب.

ومع مرور الوقت وتصدر جدول المسابقة لمراحل عديدة.. تسبب شهر من الجنون في سقوط الفريق.

بدأ السقوط في ضيافة برمنجام في لقاء شهد أحداثا كانت بمثابة الشروخ الأولى التي تسببت في انهيار جبل أرسنال الجليدي .. إصابة مرعبة لإدواردو سيلفا، والتعادل 2-2 بركلة جزاء ساذجة في الدقيقة الأخيرة، وتصرفات صبيانية من "القائد" ويليام جالاس أثناء تنفيذ الركلة.

كانت مباراة برمنجام في 23 فبراير .. وبعد مرور شهر بالتمام والكمال كان أرسنال يخسر من تشيلسي على ملعب الأخير ويودع المنافسة فعليا .. أشعر بالأسى حقا لحال هذا الفريق.

لا أستطيع التعاطف مع تشيلسي، أشهد له بالنجاح كاستثمار طموح، ولكن فريقا لكرة القدم وناديا لديه مشروع رياضي؟ لا أظن أن حتى أموال رومان أبراموفيتش تستطيع إقناع أحد بذلك.

أما يونايتد .. أشهد له بالقوة والاستقرار وأحترم كثيرا مدربه سير أليكس فيرجوسن ولكن حاجزا كبيرا يحجب عن كثيرين - أنا منهم - الاستمتاع بأداء الشياطين الحمر مقارنة بأرسنال.

بالنسبة لي، أظن الأمر يعود إلى فترة ماضية حينما كان قائدهم الأسطوري روي كين يرتكب حماقات متكررة يفخر بها عشاق يونايتد، كنت أتمنى سقوط هذا الفريق في جميع المناسبات بسبب كين، وأظنني لم أستطع التخلص من هذا الشعور إلى الآن، حتى بعد رحيله واعتزاله الكرة.

الأمر في إيطاليا لم يكن بالسوء نفسه .. إنتر ميلان هو الأفضل، ولكن هل هذا هو أقصى ما يمكن لبطل الاسكوديتو تقديمه؟ الكرة الإيطالية في خطر داهم إذن!

إنتر ميلان يفوز دائما وأبدا ولا يقف أحدا في وجه لاعبيه إلا نادرا ولكن أوروبيا .. لا أحد يفكر حتى في ترشيح إنتر للمربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا، وربما يكون تأهل ثلاثة أندية إنجليزية هذا الموسم إلى هذا الدور فيما ودعت آخر الفرق الإيطالية المسابقة من دور الثمانية أحد الأمور العادلة "القليلة" في الكرة.

آخر الفرق الإيطالية في دوري الأبطال كان روما.

وروما فريق ينحت في الصخر. ناد يعاني ماليا باستمرار، لا يمتلك مهاجمين منذ أكثر من ثلاثة مواسم سوى الأمير فرانشيسكو توتي، وعلى الرغم من عدم وضعه في مصاف كبار الدوري الإيطالي مع ميلان وإنتر ويوفنتوس، فإنه يناضل وينافس حتى الرمق الأخير.

كنت أتمنى فوز روما بالدوري من أجل كرة القدم ومن أجل مدربه لوتشاينو سباليتي الذي أعتبره عبقريا إذا ما قورن بروبرتو مانشيني .. ولكن يبدو أن عام 2008 لم يكن مقدرا له إنصاف المستضعفين.

تبقى إسبانيا.

لم أشعر ببرودة الليجا أبدا مثلما شعرت هذا الموسم. نعم أحب برشلونة ولا أميل كثيرا لريال مدريد، ولكن أيهما لا يستحق اللقب هذا الموسم، وإن لا أجد سواهما أيضا .. ربما لذلك أشعر بضحالة الموسم الإسباني كله.

أستمتع ببرشلونة منذ زمن، حتى وإن لم يفوزوا فإنهم على الأقل مخلصون للكرة الجميلة، وأشعر أن "نو كامب" مسرحا لمهرجان دائم من البهجة يحضره 98.772 شخصا أسبوعيا.

أين ذهب ذلك كله؟ يسأل عن ذلك فرانك ريكارد وخوان لابورتا وتشيكي برجستين وجميع من له دور في "انقسامات غرف الملابس" كما يطلق عليها في الصحافة.

ريال مدريد ليس أفضل حالا. ولكن الجميع لايزال يجني ثمار عمل فابيو كابيللو، الجنرال الإيطالي الذي أنقذ الفريق من هوة سحيقة يترنح فيها منذ سنين وفاز بالدوري قبل أن يهدوا عمله على طبق من فضة لبيرند شوستر، بعدما لوح لهم ببريق الأداء الجميل.

ولكن شوستر لا قدم أداء جميلا ولا حافظ على صلابة فريق كابيللو .. ولكن م