فالبرتغال هي أحد ثلاث بلدان أوروبية – مع فرنسا وهولندا – تعطي اهتماما كبيرا لمنتخبات الشباب والناشئين وتقدم منتجاتها تلك للمنتخبات الوطنية والأندية الكبرى في سن صغير، بعكس المواهب الإنجليزي أو الإيطالية التي تظهر عادة من خلال المنتخب الأول وفي سن كبير نسبيا.
وينطبق هذا الأمر بشكل كبير على رونالدو، الذي يمثل امتدادا لعدد من عظماء الكرة البرتغالية الذين كانوا في الأساس نجوما لمنتخبات الشباب والناشئين يتصدرهم لويس فيجو وبيدرو باوليتا ونونو جوميش وروي كوستا وآخرون.
وقدم رونالدو الكثير هذا الموسم مع مانشستر يونايتد، ما يضع على عاتق النجم البالغ من العمر 23 عاما آمال الجماهير البرتغالية وربما غضبها أيضا.
وقد يظن البعض أن مانشستر وراء نجومية مهاجمه الأشهر، لكنه في الحقيقة يدين بالفضل الأكبر لمنتخب بلاده للناشئين.
فمنذ مشاركته في بطولة أمم أوروبا للمنتخبات تحت 17 عاماً تألق اللاعب الشاب لافتاً أنظار جيرار أولييه المدير الفني لليفربول الإنجليزي وقتها الذي لم يتمكن من ضم اللاعب لأنه "لم يكد يتجاوز عامه الـ16 ومازال أمامه الكثير ليتعلمه".
ولكن هذا العائق لم يقف أمام أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر الذي قرر ضم الشاب رغم حداثة عمره، حيث ازداد تألقاً مع الشياطين الحمر.
واستمر نجم رونالدو في السطوع مع تدرجه في منتخبات بلاده، من الناشئين والشباب حتى حمل شارة قياده منتخب البرتغال الأول بعد يوم واحد من بلوغه عامه الـ22.
ولم تكن خبرات رونالدو وحدها هي ما دفعت المدير الفني للمنتخب لويز فيليبي سكولاري لتسليمه شارة القيادة، بل جاءت بناء على طلب من كارلوس سيلفا رئيس الاتحاد البرتغالي نفسه.
ووقتها قال سكولاري إن الأمر تم "بناء على رغبة سيلفا خاصة بعد أن تعرض (رونالدو) لمضايقات من الجماهير الإنجليزية، وكان هذا ردنا، نحن نعلم جيداً أنه مازال صغير على أن يكون قائدا للفريق".
ويعتقد الإنجليز أن رونالدو كان سببا أساسيا في طرد واين روني خلال مباراة إنجلترا والبرتغال في كأس العالم، بعدما اعترض على خطأ ارتكبه زميله في مانشستر يونايتد، ليشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه روني، ممهدا الطريق للبرتغال للعبور إلى نصف النهائي.
وبمرور الوقت أثبت رونالدو جدارته في احتلال موقعاً اساسياً في تشكيلة المنتخب البرتغالي، ليساهم في تأهل منتخب بلاده لكأس أمم أوروبا، مسجلاً ثمانية أهداف من إجمالي 24 للمنتخب في 14 مباراة، في حين لم يتخطى أقرانه حاجز الثلاثة أهداف.
وعلى الرغم من أن النسخة الأخيرة من بطولة الأمم الأوروبية التي شارك فيها رونالدو لم تحقق حلمه بالفوز بلقب قاري مع بلاده رغم أنه سجل الهدف الأول في مباراة الافتتاح أمام اليونان صاحبة اللقب، فإنه يستعد للنسخة القادمة في 2008 بمعنويات مرتفعة، مستندا إلى إنجازاته مع فريقه الإنجليزي بتحقيقه لقب الدوري ووصوله إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.
التاريخ الطويل الذي شكله رونالدو مع منتخبات بلاده قد يكون ما دفع لويس فيجو قائد منتخب بلاده السابق وأحد أبرز ملهمي رونالدو للاعتراف بقوله "لا يمكن توقع أن يكون رونالدو خليفتي فلديه المهارة ليضع بصمته الخاصة لزمنه الخاص".
ويعيش النجم المخضرم لحظات من الانبهار وهو يشاهد ذلك الشيطان الصغير بقوله "رونالدو يفعل أشياء بالكرة عندما أراها أمسك رأسي وأتعجب كيف يفعل ذلك على الأرض".