بالتأكيد الحلم بالذهب الأوليمبي الذي يعد المجد الأسمى في عالم الرياضة للكثير من أبناء اللعبات المختلفة مشروع لنا جميعا، لكن ليصبح مشروعا هناك عدة خطوات يحتاجها ذلك الحلم ليتحول إلى حقيقة.
أولا: الإفاقة من حالة فقدان الذاكرة المؤقتة التي تصيبنا ونشفى منها كل أربع سنوات مع كل دورة أوليمبية جديدة، لنتذكر فجأة أن هناك ما تسمى منتخبات أوليمبية، ونتذكر فجأة أن هناك ألعابا أخرى يتسابق العالم على زعامتها، بينما نحن نتابع دوري بطله معروف منذ دوره الأول، أو مسابقة سميت بالبطولة العربية مجازا لا يلعب فيها أغلب أبطال كرة القدم في البلدان العربية.
ثانيا: أي رياضي يسابق لمجد يحققه لبلاده يحتاج للشعور أن بلده نفسها تطمح لهذا المجد، وبالتالي أجهزتها تقف خلفه بل وتوفر له الإمكانيات المناسبة من تدريب ومعسكرات إعداد وميزانية مناسبة تجعله مجبرا على العطاء لأقصى درجة والأهم من ذلك توفر له الطاقة التي يعطيها.
ثالثا: الألعاب المختلفة وخاصة الفردي منها تحتاج إلى مساحة أكبر في الإعلام لخلق جماهيرية، بالطبع لن تصل إلى حد شعبية كرة القدم لكن على الأقل لتصل إلى حد وجود فئة تدرك أن هناك رياضة تسمى بالخماسي الحديث وأن صاحبة التصنيف الأول عالميا فيها مصرية اسمها آية مدني.
رابعا: يجب أن تعود الدول العربية لرسم خرائط للألعاب التي تتميز بها والتركيز عليها مثلما كانت كتائب لاعبي القوى وعدائي المسافات الطويلة تميز بعثات بلدان المغرب العربي والتي أصبح تمثيلها ضعيفا اليوم ويعتمد على لاعب أو اثنين.
خامسا: التجنيس المستمر للاعبين أجانب متميزين في لعبات معينة حتى لو أتى بثمار ميداليات الذهب والفضة فأنه لن يعني النجاح لتلك الرياضات في هذه البلد، فليس النجاح أن تضع هرما ذهبيا على فراغ، وإنما أن تبني قاعدة واسعة تصعد منها إلى قمة السماء بهرمك الحجري المرصع بالذهب.
أخيرا، إن كانت الإمكانيات التي نوفرها للاعبينا لا تماثل ما نطالبهم به، فلا تذبحوهم إذا لم يحققوا أحلامنا، وإن صعدوا على منصات التتويج لا ترفعوهم إلى عنان السماء وفجأة تتركوهم يسقطون إلى هوة النسيان.