كتب : شريف حسن | الأحد، 17 أغسطس 2008 - 16:14

محترف مصري

حينما صاح المعلق الإنجليزي "هذا هو يوم المصريين" وهو يعلق على تسجيل عمرو زكي وميدو هدفي فريقيهما في افتتاح مباريات البريمير ليج انطلقت بداخلي فرحة طالما افتقدتها في المشاركات الدولية للمنتخبات المصرية.

وطغت سعادتي بنجاحات المحترفين المصريين في الخارج على مشاعر الحزن والأسف الشديدين من الخسائر المتتالية التي تتلقاها البعثة المصرية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية ببكين.

ففي ظل ضعف التمثيل المنتخب المصري في كأس العالم لكرة القدم، وعدم تأهل منتخبنا إلى مصاف المنتخبات الكبرى منذ ما يقرب من العشرين عاما، فأن صيحة هذا الرجل الإنجليزي أعادت لي أملاً مفقوداً.

فأثناء متابعتي للقاءات الأسبوع الأول للدوري الإنجليزي وجدت رجالا مصريين يتألقون في أقوى دوريات العالم حاليا وأكثرها مشاهدة وجماهيرية حول العالم.

وبحكم متابعتي للدوري الإنجليزي بصورة مستمرة، ومعرفتي بطبيعة وقوة وصعوبة هذه المسابقة وجدت تألق غير عادي من الثلاثي زكي وميدو ومحمد شوقي.

فعندما تهتف جماهير ويجان لزكي في أولى مبارياته مع الفريق بالرغم من خسارته فهذا فخر كبير لكل مصري، وعندما تفرد الصحف الإنجليزية العريقة صفحاتها للتحدث عن "ثأر" ميدو من ناديه القديم فهذه هي قمة السعادة.

وعندما يشيد كبار محللي الدوري الإنجليزي الذي يضم أعتى النجوم من كل بلاد العالم بمستوى لاعبين مصريين فهذا هو الحلم الذي طال انتظاره.

ولكن الرسالة التي يجب أن تصل الآن هي أن نستفيد من تلك التجارب في هذا التوقيت الهام والحساس في مشوار المنتخب المصري للصعود إلى كأس العالم.

فيجب ألا نترك هذا الحلم يضيع منا كعادتنا عندما نتناسى واجباتنا ويبدأ الجميع في الخلاف من جديد على أبسط الأسباب، ويجب أن يعمل كل منا عمله دون التدخل في شؤون غيره حتى تكتمل المنظومة ونحقق ما نريد.

لهذه الأسباب يجب أن نوجه هذه الرسائل لكل المشاركين في تلك المنظومة:

أولا اتحاد الكرة:

يجب أن تحل كل الأزمات المتعلقة بالمنتخب المصري ولاعبيه بصورة ودية عادلة تضمن حق جميع الأطراف دون التأثير على مصلحة المنتخب، فقد كنت أتمنى أن أرى حسني عبد ربه يحترف في أوروبا بقرار سيادي طالما وافق الإسماعيلي على بيعه.

ثانيا الجهاز الفني للمنتخب:

يجب أن تصفى جميع الحسابات الشخصية وتوضع مصلحة المنتخب العليا فوق كل اعتبار، فطالما تمنيت أن أرى منتخب بلادي يقود هجومه ميدو وزكي وزيدان وأبوتريكة.

ثالثا الجمهور:

يجب أن ننسى انتماءاتنا للأندية بمجرد التعرض لمنتخب مصر، فضم ثمانية لاعبين من الأهلي للمنتخب لا يفرق عن ثلاثة من الزمالك لأن في النهاية جميعهم مصريين.

كما أن المحترف الخارجي نقدره جميعا دون النظر من أين خرج للاحتراف فعمرو زكي ليس ابن الزمالك وشوقي ليس ابن الأهلي لأن الجميع أولاد مصر يصنفه العالم أجمع في النهاية كمحترف "مصري".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات