كتب : خالد طلعت | الإثنين، 18 أغسطس 2008 - 18:35

جماهير الزمالك .. خسارة فيه

أن تملأ جماهير الزمالك مدرجات ملعب الكلية الحربية بالكامل ويفشل الزمالك في الفوز على فريق الاتحاد الذي خسر على ملعبه بخماسية في المرحلة الأولى، ثم يفشل الفريق في الفوز على أسيك الذي يضم مجموعة من اللاعبين الصاعدين ولعب بعشرة لاعبين معظم أوقات المباراة فهذا يعني أن هذه الجماهير المخلصة التي زحفت إلى الملعب خسارة في لاعبي الفريق الأبيض وجهازه الفني وادارته.

فجماهير الزمالك لم تتخل عن الفريق طوال الفترة الماضية رغم الأزمات والنكسات التي حلت بالفريق طوال أربع سنوات متتالية وأثبتت بالفعل أنها جماهير عظيمة ووفية، لأن الجمهور الحقيقي يظهر وقت الشدة والأزمات ووقت الانكسارات، أما الجماهير التي تقف وراء فريقها أثناء مرحلة الفوز أو الانتصارات فهو أمر عادي وطبيعي.

ولم تيأس الجماهير البيضاء من المسكنات والأقوال المأثورة والشهيرة التي تخرج عليها بها مجالس ادارات النادي الأبيض المتعاقبة، والأجهزة الفنية المختلفة، واللاعبين سواء القدامي أو الجدد، فأداء الزمالك السىء ونتائجه المتواضعة لم تتغير طوال السنوات الخمسة الماضية، كما أن الجمل المحفوظة التي تقال لتهدئة الجماهير وحثهم على الصبر لم تتغير هي الأخرى وكأنها "اكلاشيهات" محفوظة للجميع يرددها عقب الهزيمة أو الاخفاق.

فاذا خسر الفريق مباريات في بداية البطولة يكون الرد أن المشوار مازال طويلا، واذا خسر البطولة نفسها يكون الرد أن الأمل في البطولة المقبلة، بالاضافة إلى تبريرات كثيرة أخرى من نوعية سوء الحظ والتحيز التحكيمي ونقص الصفوف بسبب الايقافات أو الاصابات، واختلاف اللاعبين الموجودين في القائمة المحلية عنها في الافريقية، وعدم معرفة الجهاز الفني الجديد بامكانات اللاعبين ، وما إلى ذلك.

وأثبتت السنوات الخمسة الماضية أن جمهور الزمالك هو العنصر الايجابي الوحيد الباقي في المنظومة البيضاء، فاللاعبين أكثر من نصفهم لا يصلح للعب في صفوف الزمالك وأداء معظمهم متراجع بشدة ويمثل علامة استفهام كبيرة.

والألماني راينر هولمان لم يعد هو هولمان الذي عرفناه منذ عشر سنوات وهو يقود الأهلي، أو ربما الظروف المساعدة له مختلفة تماما في المرتين سواء من حيث امكانيات اللاعبين الموجودين داخل الفريق أو قدرات مجلس الادارة، أما مجلس الادارة نفسه فهو المخطىء الأكبر لأنه هو من قام بضم هؤلاء اللاعبين وهو من قام بالتعاقد مع هذا الجهاز الفني وهو من قام بالعديد من الأخطاء التي تسببت في تراجع مستوى الفريق بشدة والتي ذكرتها من قبل في مقالة بعنوان "خطايا عباس" ولا داعي لأن أكررها مجددا.

فالزمالك بدأ الموسم بخسارتين متتاليتين من الأهلي، وخسر بطولة كأس السوبر المصري، ثم بدأ الدوري بفقدان نقطتين ثمينتين على ملعبه بتعادله مع الاتحاد "المتواضع" في مباراة كانت كفيلة بتصدره جدول الدوري من البداية.

أما على المستوى الإفريقي فقد خاض الزمالك ثلاث مباريات في الدور الأول على ملعبه ولم يحصد سوى 4 نقاط فقط، وسيخوض في الدور الثاني مباراتين خارج ملعبه في الأحراش الإفريقية مع أسيك وديناموز، بالاضافة لمباراة ثالثة أصعب من هاتين المباراتين أمام الأهلي الذي هزم الزمالك مرتين في أسبوع واحد، وباتت فرص الزمالك في التأهل للدور قبل النهائي صعبة للغاية ومرتبطة بأقدام الفرق الأخرى.

فمن خلال أداء الزمالك في المباريات الثلاثة ومن خلال نتائج هذه المباريات نجد أن هناك صعوبة بالغة في أن يحقق الزمالك ولو فوزا واحدا في المباريات الثلاثة المقبلة، وفي رأيي أن أفضل النتائج التي يمكن أن يحققها الزمالك هي التعادل في هذه المباريات دون أن يلقى أي هزيمة.

فالهزيمة في أي مباراة منهم قد تطيح به خارج البطولة، أما في حال تعادله في المباريات الثلاثة فسيصل رصيده إلى سبع نقاط وهو رصيد غير مطمئن للتأهل وسيحتاج الزمالك وقتها لأن تقف نتائج الفرق الأخرى بجانبه وتحديدا يقف الأهلي بجانبه وينجح في ايقاف زحف أسيك أو ديناموز ومساعدة الزمالك للتأهل معه للدور قبل النهائي.

نقطة أخيرة:

كتبت هذه المقال قبل انطلاق مباراة الأهلي مع ديناموز هراري بطل زيمبابوي، ولكني واثق ومتأكد من فوز الأهلي وانفراده بصدارة المجموعة لأنه الأهلي وليس الزمالك، وبالطبع الأهلي قد يخسر في بعض المباريات لأنه لا يوجد فريق يفوز على طول الخط، ولكنه يخسر مباريات صعبة وقوية أمام برشلونة الاسباني أو روما الايطالي أو انترناسيونال البرازيلي ، أو حتى يخسر أمام النجم الساحلي التونسي أو الاسماعيلي أو المصري "المجدد" في بورسعيد، ولكنه لا يفقد نقاط في مبارياته سهلة تقام على ملعبه مثلما يفعل الزمالك.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات