فالهدف الأساسي للمباريات الودية هو إجراء التجارب على أسلوب اللعب ومحاولة توظيف اللاعبين في مراكز مختلفة أو اكتشاف لاعبين جدد، حتى وإن أدت إلى هزائم غير مهمة لأن النتيجة مهمة فقط حينما تنتظر النقاط الثلاث أو تريدها للتأهل إلى دور مقبل.
ولكن ما يعمق من مرارة الهزيمة هي النتيجة الكبيرة جدا التي انتهت عليها المباراة، إضافة إلى حدوثها أمام جيراننا الأعزاء، وهو أمر طبيعي في الرياضة: الخسارة يكون وقعها أثقل إذا جاءت من دولة جارة، أو ناد من نفس المدينة .. أوضح فقط حتى نغلق الباب أمام المزايدات على "وحدة وادي النيل".
إذن نعود للأهم .. ماذا استفاد منتخب مصر من "علقة" أم درمان؟
• عصام الحضري هو الحارس الأساسي لمنتخب مصر. فليتوقف الهجوم على الرجل بمناسبة وبدون مناسبة، وأرجو ألا ندخل مرة أخرى في الدائرة المفرغة التي يريد البعض إبقائنا فيها. ربما يكون أخطأ ولكن اللوائح في النهاية وقفت في صفه ويلعب في فريقه الجديد والأهلي سيحصل على تعويض مناسب. وعلى المنادين باستبعاده من منتخب مصر تخيل هذه الهزيمة تحدث في أمام الكونجو الديمقراطية.
• وفرة النجوم أمر جميل، طالما حسدنا عليه الدول الإفريقية مثل الكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار. ولكنها تصبح نقمة إذا أردنا "حشر" كل هؤلاء في الملعب بغض النظر عن مراكز اللعب أو أسلوب أداء كل منهم. مقاعد البدلاء ليست عيبا، لأن الهدف من النجوم في النهاية هو مساعدة الفريق وليس إعاقته.
• ميدو مهاجم رائع، تحتفي به الصحف الإنجليزية في كل وقت، ويعتبره مدربه جاريث ساوثجيت واحدا من أهم اللاعبين في ميدلسبره ولكنه لم يحاول أبدا توظيفه في منتصف الملعب على عكس زميليه في الفريق تونجاي سانلي وجيريمي ألياديير لأنه ببساطة "رأس حربة" ولا ينبغي الدفع به في مركز الجناح الأيسر المهاجم لمجرد أنه أعسر، أو لكي نتمكن من الاحتفاظ بعمرو زكي وعماد متعب كمهاجمين صريحين.
• يبدو أن ذنب أحمد حسن هو قدرته على الأداء في أكثر من مركز، وبالتالي فإنه قلما ما يحصل على فرصة اللعب في مركزه الأصلي بسبب وجود آخرين لا يجيدون اللعب سوى في مركز واحد. أرجوكم، أحمد حسن ليس ظهيرا أيمن، ويظهر بشكل سيئ كلما يتم توظيفه في هذا المكان الذي لم يلعب فيه منذ مغادرته الدوري المصري قبل 11 عاما. حسن تألق في تركيا وبلجيكا وأخيرا مع الأهلي في منتصف الملعب، سواء كلاعب ارتكاز أو صانع ألعاب، فلنحتفظ به في أحد المكانين إذن.
• بعض اللاعبين المصريين المخضرمين لايزالون يفقدون أعصابهم في الوقت الذي ينبغي فيه على الكبار الاحتفاظ بالهدوء، بل والبرود الشديد إذا تطلب الأمر. إذا كان المنافسون يستطيعون استفزازكم بهذا القدر في مباراة ودية، فماذا ستفعلون في المرحلة المقبلة من التصفيات إذا واجهنا فريقا من شمال إفريقيا على أرضه في مباراة حاسمة نتيجتها التأهل إلى كأس العالم؟
• طريقة 4-4-2 ليست السبب في الهزيمة الكبيرة، فالهدفان الأول والثاني جاءا برأس أحد لاعبينا وخطأ من حارس مرمانا على التوالي وليس لهما علاقة بأسلوب اللعب، ويحدثان دائما في الدوري المصري مع وجود الظهير الحر. الهدف الثالث من تسديدة بعيدة والرابع من انفراد ناتج عن الاندفاع الهجومي وليس بسبب عدم توظيف "ليبرو". أعلم تماما بأننا سنلعب بظهير حر في المباريات الرسمية، ولكنها نقطة هامة ودفاعا مسبقا عن أسلوب اللعب المفترى عليه والذي سيتبارى المحللون في اتهامه بأنه السبب في الهزيمة.
• أخيرا، انتقاد بعض تفاصيل الفريق في هذه المباراة ليس هجوما على الجهاز الفني ولكنها محاولة للاستفادة القصوى من التجربة، لأن كل المنتخبات الكبيرة تخسر في المباريات الودية، وإذا كان الأمر باختياري، فليخسر حسن شحاتة كل الوديات ويحرز لنا كل البطولات الرسمية مثلما عودنا.