كتب : خالد طلعت | الأحد، 24 أغسطس 2008 - 00:17

ننتقد مين ولا مين؟

انتقدنا الزمالك من قبل عندما فشل في تحقيق الفوز على أسيك ميموزا الايفواري بعشرة لاعبين، والأن حان الوقت لننتقد الأهلي الذي فشل في تحقيق الفوز على المقاولون العرب وهو يلعب بتسعة لاعبين فقط، خاصة اذا ما عقدنا مقارنة بين مستوى أسيك بطل الدوري الايفواري ومستوى المقاولون الذي بقي في الدوري في الموسم الماضي بمعجزة في الأسبوع الأخير.

فالأهلي ولأول مرة منذ فترة طويلة يفشل في تحقيق الفوز على فريق يلعب منقوصا ويلعب مدافعا معظم أوقات المباراة وهو مؤشر خطر يدل على تراجع مستوى الأهلي في الفترة الأخيرة بدون سبب واضح أو مقنع.

ولعل الأهلي بالفعل مستواه متراجع منذ بداية الموسم ولكنه كان يفوز - باستثناء لقاء المصري - والفوز كان يغطي على أخطاء الفريق مثلما حدث في مباراتي الزمالك وفي مباراة ديناموز هراري.

وقد نجد أسبابا واضحة في حال تعثر الزمالك مثل المشاكل الادارية أو عدم استقرار مجلس الادارة أو وجود جهاز فني جديد غير ملم بأحوال الفريق أو حتى وجود نقص عددي في صفوف اللاعبين بسبب الاصابات والايقافات وعدم ضم لاعبين مميزين.

ولكن الأمور في الأهلي مختلفة تماما، فمجلس الادارة هادىء ومستقر منذ سنوات طويلة، والجهاز الفني متواجد مع الفريق منذ أكثر من أربع سنوات، والأهلي حافظ على معظم أفراد الفريق بل وضم عليهم مجموعة كبيرة من اللاعبين الجدد المميزين ، فما هي أسباب التراجع في المستوى؟

أهم أسباب تراجع مستوى الأهلي هو وصول اللاعبين لحالة من الثقة الزائدة والتي وصلت إلى حد من الغرور حيث أصبح باعتقادهم أنهم قادرين على الفوز على أي فريق في أي وقت من المباراة، وبات باعتقادهم أن التتويج بدرع الدوري أصبح حق مشروع ومؤكد لهم بسبب ضعف المنافسين ومهما فقدوا من نقاط في بداية الموسم مثلما حدث في الموسم الماضي.

وحالة الغرور أيضا لم تصل إلى اللاعبين فقط بل وصلت إلى الجهاز الفني بقيادة مانويل جوزيه والذي يظن أنه قادر على تحقيق الفوز بأي تشكيل يبدأ به اللقاء أو أي تبديلات يجريها أثناء سير المباراة، كما وضحت حالة الغرور على المدرب العام حسام البدري في طريقة اجابته على الزملاء الصحفيين في المؤتمر الصحفي عقب نهاية المباراة.

مستوى الأهلي ينذر بخطر شديد على الفريق حيث فقد خمس نقاط من أصل تسع نقاط في الدوري حتى الأن ولم يحقق سوى فوز وحيد على ملعبه على الأوليمبي الصاعد حديثا للدوري، كما أنه سيدخل على مرحلة صعبة في دوري أبطال إفريقيا حيث سيخوض بعد أيام مباراة صعبة مع ديناموز هراري على ملعبه، واذا تخطى دوري المجموعات فسيواجه صعوبة بالغة عندما يلاقي إنيمبا النيجيري أو الهلال السوداني.

وفي رأيي أن الأهلي ارتكب خطأ كبيرا في الاستغناء عن عماد متعب في الوقت الحالي لأن ذلك سيسبب له مشكلة في مشواره الافريقي حيث لا تضم قائمة الأهلي الإفريقية سوى ثلاثة مهاجمين فقط هم فلافيو وأحمد بلال وأسامة حسني.

والخطأ الأكبر كان من مانويل جوزيه الذي لم يقم بقيد أي مهاجم من الجدد في قائمة الأهلي الإفريقية سواء أحمد حسن فرج أو هاني العجيزي أو حتى حسين ياسر وكان من المفترض أن يقوم بقيد أحدهم بدلا من سيد معوض خاصة وأنه كان يعلم أن متعب يرغب في الرحيل.

وللأسف الشديد فإن الفنرة الحالية وتحديدا منذ بداية شهر أغسطس تمر الكرة المصرية بصفة خاصة والرياضة المصرية بصفة عامة بحالة سيئة، فقفرق القمة الثلاثة الأهلي والزمالك والاسماعيلي تمر بمرحلة انعدام وزن وتراجع كبير في المستوى.

إضافة إلى ذلك، فإن منتخب مصر حاله لا يسر عدو ولا حبيب وتلقى هزيمة تاريخية من السودان ومشواره في كأس العالم مهدد بقوة ، واتحاد الكرة والنادي الأهلي منشغلين عن الأمور الفنية الخاصة بمنتخب مصر أو فريق الأهلي ودخلوا في صراع حول حقوق البث الفضائي.

كما أن بعثة مصر التي سافرت إلى بكين عادت بخفي حنين باستثناء ميدالية برونزية يتيمة ، بالاضافة للعديد من حالات الشغب الجماهيري من بعض جماهير الأندية خاصة جماهير الأهلي، وحالات غير أخلاقية من اللاعبين مثل المشادة التي حدثت بين جمال حمزة وريكاردو، واعتراضات غير مقبولة من التوأم حسام وإبراهيم حسن، حتى أننا أصبحنا "مش عارفين ننتقد مين ولا مين" وأصبحنا "مش ملاحقين" على هذا الكم من الاخفاقات والكوارث المتتالية.

وفي النهاية وحتى لا تكون المقالة تشائمية أكثر من اللازم تتوجب الإشادة ببعض النقاط المضيئة في الفترة الأخيرة والتي تستحق الاشادة وتسليط الضوء عليها ويجب ألا ننساها في كم الاخفاقات المتتالية ، ونبدأ بفريق بتروجيت وجهازه الفني الكفء بقيادة مختار مختار والذي حقق ثلاث انتصارات متتالية، ثم لاعبي المصري وجهازهم الفني بقيادة الواعد حسام حسن بشرط أن يلتزم الهدوء ويبتعد عن العصبية والاعتراض.

ويجب أيضا أن نشيد بلاعبي المقاولون العرب الذين استبسلوا أمام الأهلي المكتمل واقتنصوا نقطة ثمينة من فم الأسد بقيادة المدرب المميز محمد رضوان، ثم المحترفين المصريين المتألقين في الخارج وعلى رأسهم ميدو وعمرو زكي ومحمد شوقي ومحمد زيدان، وأخيرا وليس أخرا النجم العالمي هشام مصباح والذي رسم البسمة الوحيدة على شفاه المصريين في أولمبياد بكين وزرع وردة رائعة وسط صحراء جرداء.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات