بداية، وقبل كل شيء، التعادل السلبي خارج الأرض في دور من مباراتي ذهاب وإياب بمثابة نتيجة إيجابية للغاية خاصة عندما يكون المنافس هو أنيمبا النيجيري وما يحيطه من أجواء، لكن عندما تكون الفرصة سانحة للفوز، وتكتفي بالتعادل اعتمادا على مباراة الإياب يكون هذا هو الخطأ.
كان الأهلي يسعى قبل المباراة إلى تكرار الأداء النموذجي الذي قدمه أمام ديناموز بطل زيمبابوي في هيراري وفاز بهدف لمحمد بركات وكان قريبا من درجة الكمال، لكن حدث تغيير واحد في التشكيلة الأساسية بوجود أحمد حسن على حساب أحمد صديق.
وتسبب وجود حسن في مشاركته في وسط الملعب بجوار الثنائي حسام عاشور وأنيس بوجلبان وسط واجبات دفاعية أقل، بينما تولى بركات مسئولية الجانب الأيمن دفاعا "خاصة في الشوط الثاني" وهجوما، وقد أجاد إلى حد كبير.
قيمة حسن -قائد منتخب مصر- الفنية، مما يملكه من خبرات عريضة، والبدنية تفوق قيمة صديق بكل تأكيد، لكن مستوى الأهلي نفسه كان أقل، وذلك بعيدا عن أن مستوى "أزرق" نيجيريا يفوق مستوى "أزرق" زيمبابوي.
وباتالي فإن مشاركة حسن في هذا المركز وبالقرب من محمد أبو تريكة كان خطأ لوجود "كونفليكت" يحدث بين مركزي النجمين الكبيرين، وهو الأمر الذي وضح بشدة أمام بتروجيت عندما ظهر حسن وتريكة بشكل ضعيف في الشوط الأول، ثم قدم الثنائي أفضل 45 دقيقة لهما هذا الموسم بعودة حسن للوسط المدافع.
ولذلك كان من الأفضل كثيرا أن يشارك صديق كظهير أيمن، ويلعب حسن في مركز بوجلبان، ويلعب بركات في مركز حسن، ويجلس "بوجا" على مقاعد البدلاء.
المهم.. أن الأهلي أجاد -رغم ذلك- بهذه التشكيلة في الشوط الأول، وسنحت أمامه فرصة خطيرة مبكرة، لكن بوجلبان تلعثم "كالعادة" بعدما وجد نفسه داخل منطقة جزاء الفريق النيجيري، وفي الوقت ذاته كان الحارس أمير عبد الحميد بمثابة ضيف شرف يشاهد المباراة كالجماهير.
تقدمت دقائق المباراة، دون أن تتغير النتيجة، ليزداد الضغط النفسي على الفريق النيجيري، ويلجأ للهجوم بشكل مكثف، وهنا اضطر الأهلي للدفاع بشكل أكبر، مع ندرة وصول الكرة إلى فلافيو أمادو وتريكة.
وبعدما أجرى أنيمبا تغييرين في أول عشر دقائق من الشوط الثاني، كان جوزيه مطالبا بإخراج بوجلبان وإشراك صديق، لكنه أخرج حسن وأشرك سيد معوض، ليرتكب خطأ آخر.
معوض لاعب جيد ومفيد. لكن جيلبرتو كان تقريبا نجم اللقاء الأول، فما الداعي لإدخاله إلى وسط الملعب، وإشراك لاعب آخر، فليس معوض أفضل من الجناح الأنجولي، وليس لاعب وسط بترو أتليتيكو السابق أفضل من حسن في الوسط.
واستمر الوضع "المتكافيء" على ما هو عليه، وإن انخفض أداء الأهلي قليلا، وسنحت لأصحاب الأرض كرة خطيرة للغاية، فيما كان يمكن لأبو تريكة أن ينهي كل شيء، ولم يكن البعض ليلاحظ خطأي جوزيه، إذا كان وضع الكرة السهلة في الشباك.
أعلم أن النتيجة النهائية ليست سلبية على الإطلاق، وأؤمن أن "الملك"، أو لنقل "النجم" جوزيه -المدرب الوحيد الفائز باللقب الأفريقي ثلاث مرات- هو صاحب الفضل الأول في أن يكون الأهلي ندا قويا للفريق النيجيري، لكني كنت أطمع بشدة في تحقيق أول فوز على ممثل مدينة آبا منذ عام 2005 "حينما أحرز عماد متعب هدف اللقاء الوحيد".
وفي النهاية، أتمنى أن لا تبدأ الجماهير في الحديث عن كيفية ملاقاة القطن الكاميروني الذي ضمن "فلكيا" التأهل للمباراة النهائية، لأن كابوس "النجم" ليس ببعيد.