وليد الحسيني

إعلام مراهق!

يعيش الإعلام الرياضي المصري - المرئي والمقروء - في الاونة الاخيرة واحدة من اسوء فتراته ويتعرض لعدد من الانتقادات الواسعة من اغلب المتابعين بسبب حالة الانفلات الشديد التي يعيشها عدد ليس بالقليل من العاملين فيه والذين لم يتعلموا اصول المهنة, مما وضعه علي المحك واصبح عليه ان يثبت انه علي قدر المسؤولية.
الأربعاء، 26 نوفمبر 2008 - 17:15
يعيش الإعلام الرياضي المصري - المرئي والمقروء - في الاونة الاخيرة واحدة من اسوء فتراته ويتعرض لعدد من الانتقادات الواسعة من اغلب المتابعين بسبب حالة الانفلات الشديد التي يعيشها عدد ليس بالقليل من العاملين فيه والذين لم يتعلموا اصول المهنة, مما وضعه علي المحك واصبح عليه ان يثبت انه علي قدر المسؤولية.

حتي نكون منصفين لابد وان نعترف ان هناك خللا واضحا وشديدا يعتري المجال الاعلامي ويتسبب بالطبع في هذا الخلل عدد من العاملين في مهنة الاعلام سواء التليفزيوني أو الصحفي الذين لا يتحرون الدقة في عملهم أويعملون لتصفية حساباتهم الشخصية مع مناهضيهم هو ما يمنح المتربضين به الفرصة للتشهير به والتعرض له وهو امر لا يليق بمهنة الاعلام.

الاونة الاخيرة شهدت العديد من حالات الانفلات والمبالغة والتهويل من امور لا تستحق , فعلي سبيل المثال لا الحصر اعطي الاعلام الرياضي صورة غير واقعية عن رحلة فريق النادي الاهلي لمدينة "جاروا" الكاميرونية في مباراة العودة لنهائي بطولة دوري ابطال افريقيا وصور هذا الاعلام للرأي العام ان نار جهنم تنتظر فريق الاهلي في جاروا, حتي خرج المدرب "المحترم" حسام البدري مدير الكرة بالنادي الاهلي ونفي كل ما قيل عن رحلته التجهيزية للكاميرون ولم ينسق وراء ما بثته وسائل الاعلام, مما وضع هذا الاعلام في موقف سيء وحرج.

الامر لم يتوقف عند هذا الحد, بل تجاهل الزملاء الذين رافقوا الاهلي في رحلته الي جاروا المشادة الكلامية بين احمد بلال ومعتز اينو التي حدثت علي متن الطائرة في طريقها الي الكاميرون, وللاسف هذا التجاهل تم بناء علي طلب مسئولي الاهلي ولم يكن بقرار منهم, ولو كان هذا التجاهل قد تم بناء علي قناعة منهم لكان الموقف افضل بكثير.

راينر هولمان المدير الفني لفريق الزمالك اكد في حوار لبرنامج "الرياضة اليوم" بقناة دريم انه لا يلتقي بعدد كبير من الاعلاميين الذين ينشرون تصريحات علي لسانه وان اغلب ما ينشر في وسائل الاعلام غير صحيح واتهمه بالتربص به وبفريقه, بما يشير الي انه اعلام "سماعي" ولا يرقي لمستوي الحقيقة والمسؤوولية وهو امر لا يصح مهنيا.

الدليل أن اغلب الاخبار التي تنشر في اغلب الصحف تكون "مجهلة" ولا يكون لها مصدر وكأن الخبر بلا صاحب, وهو ما لا يتفق مع قواعد المهنة, مع اعترافي بان عدد غير قليل من المسؤولين يتراجعون عن تصريحاتهم ويكذبون اذا ما وجدوا ان تصريحاتهم ستضعهم في مشكلة, واسهل شيء وقتها ان الاعلام هو الكاذب وليس هؤلاء المسئولين الذي يقترض انهم علي قدر من المسؤولية.

اما عن الاعلام التليفزيوني فحدث ولا حرج, فأغلب البرامج تقوم علي مبدأ تصفية الحسابات بصرف النظر عن الموضوعية واصول المهنة, فما يحدث في قناة "دريم سبورت" امر مؤسف لا يمت للاعلام بصلة فيكفي ما يحدث لسمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم والمرشح لنفس المنصب في الانتخابات والذي يتعرض لاغتيال معنوي بالتشهير به والتعرض لسمعته لمجرد اختلاف وجهات النظر بينه وبين رئيس القناة.

ما يحدث في الاعلام يؤكد انه يعيش فترة مراهقة متأخرة, لاسيما وان الاعلام المصري له جذور قديمة ترجع لعشرات السنوات تخرج فيه اساتذة كبار, ولكن سيطر عليه الان مجموعة من المراهقين فضوا بكارته!

- يبدو ان د. عبد المنعم عمارة ضل طريقه لسنوات طويلة بعيدا عن العمل الاعلامي واكتشف نفسه بعد فترة طويلة قضاها ما بين محافظة الاسماعيلية والمجلس الاعلي للشباب والرياضة, واثبت انه ناقد ثاقب النظرة بعيدا عن تصفية الحسابات والاغراض الشخصية!

نقطة اخيرة

منذ سنوات طويلة ارفض قراءة تعليقات الزوار علي مقالات الرأي - سواء مقالاتي الشخصية أو مقالات الزملاء الاعزاء - لانني لاحظت منذ سنوات انني اتأثر بشكل أو بأخر بما يعلق به القراء, وهو امر ارفضه بشده, وقررت يومها الا اتابع التعليقات, لاسيما وان عدد غير قليل منها يفتقد للحد الادني من اصول الحوار واللياقة, وتفوح من اغلب التعليقات علي مظاهر التعصب.

ورغم ذلك مازالت تصلني بعض التعليقات من الاصدقاء سواء في FilGoal.com أو من خارجه واقابل اغلب هذه التعليقات بالضحك اغلب الوقت, واتأكد ان قراري بعدم متابعة التعليقات كان صائبا, وهذا لا ينفي اعجابي ببعض الاراء التي يرسلها البعض القليل من الزوار والتي تكتب علي " شوطة " وهي تنم عن خفة دم حقيقية.

واذا كنت ابدي غضبي من حالة الانفلات التي يعيشها الاعلام الرياضي المصري وعدم احترام وجهة النظر الاخري, فلا اقل من اوفر علي نفسي عناء متابعة تعليقات تفتقد الحد الادني من الاصول الحوار.

اذا كنت امنح نفسي حق انتقاد الاخرين, فأنه لا اقل من امنح هؤلاء نفس الحق, ولكن في حدود الادب وعدم التجاوز بحق الاخرين, واحترام جميع وجهات النظر.