خالد طلعت

الأهلي الزملكاوي .. وإتش عاشور!

ليس عيبا أو كارثة أن يخسر الأهلي من اتحاد الشرطة الصاعد حديثا للدوري، فالمفاجأت واردة في جميع المباريات، وهزيمة مباراة ليس نهاية المطاف، ولكن العيب هو أن يخرج مسؤولي وجمهور الأهلي ووسائل الاعلام الحمراء ويحملوا حكم اللقاء مسؤولية الهزيمة مثلما كان يفعل الزمالك من قبل.<br>
الخميس، 27 نوفمبر 2008 - 15:23
ليس عيبا أو كارثة أن يخسر الأهلي من اتحاد الشرطة الصاعد حديثا للدوري، فالمفاجأت واردة في جميع المباريات، وهزيمة مباراة ليس نهاية المطاف، ولكن العيب هو أن يخرج مسؤولي وجمهور الأهلي ووسائل الاعلام الحمراء ويحملوا حكم اللقاء مسؤولية الهزيمة مثلما كان يفعل الزمالك من قبل.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها الأهلي ذلك، ولكنه فعلها قبل أقل من أسبوع عندما خسر شبابه أمام شباب الزمالك فعلق الهزيمة أيضا على مسؤولية حكم اللقاء ، وكأن الأهلي أصبح لا يخسر الا لو لأسباب تحكيمية، مثلما حدث في نهائي دوري أبطال إفريقيا في الموسم الماضي أمام النجم الساحلي.

واذا كنا انتقدنا الزمالك كثيرا من قبل لهذا السبب وتعليقه جميع هزائمه على شماعة التحكيم، فيجب أن ننتقد الأهلي أكثر على ذلك لأنه من العيب أن يردد مسؤولي وجماهير الأهلي نفس الكلام حتى أصبح الأهلي "الزملكاوي".

يا سادة يجب أن نعلم أن الأهلي نادي مثله مثل أي نادي وليس "فوق الجميع" مثلما يردد البعض، والأهلي معرض أن يخسر ومعرض أن يؤدي لاعبوه بطريقة سيئة، كما أن مدربه مانويل جوزيه مدرب عبقري والجميع يشهد له بذلك وأنا أولهم ولكنه أيضا ليس نبيا معصوما من الخطأ، فهو يخطىء أحيانا ويتسبب في هزيمة فريقه مثلما كان السبب الرئيسي في انتصارات كثيرة للأهلي من قبل.

ويجب على الأهلي أن يبحث مبكرا عن أسباب الهزيمة وأسباب تراجع مستواه حتى ينجح في تفاديها مبكرا ولا يدخل في مرحلة حرجة خاصة وأنه قادم على مواجهات صعبة أبرزها في كأس العالم للأندية.

في البداية يجب أن نتفق على أن الحكم بشر ومعرض لأخطاء ولكن لا يستطيع أي حكم منع فريق من الفوز، فحتى لو أخطأ الحكم السيد فتحي في عدم احتساب هدف لفلافيو فليس ذلك هو السبب الوحيد لخسارة الأهلي، فالفريق كان مازال أمامه 75 دقيقة أخرى لتسجيل هدف أخر، ويجب على فريق كبير بحجم الأهلي ألا ينتظر ركلة جزاء من حكم المباراة ليفوز بها.

واذا عدنا لهدف فلافيو الملغي ففي رأيي الشخصي أن اشارة المساعد الأول باحتساب تسلل كانت صحيحة تماما فأحمد حسن كان متقدما على مدافعي الشرطة، ومن يقول أن حسن لم يكن متداخل فهو جاهل تماما بقواعد اللعبة.

فالتداخل ليس معناه أن يلمس الكرة ولكن معناه أنه كان مشارك في اللعبة ومتداخل فيها وشتت ذهن المدافعين وحارس المرمى وكلها تنطبق على حالة حسن، بل وربما أن المدافع المكلف بمراقبة فلافيو قد تركه وتراجع للخلف لكشف تسلل حسن، لذلك فإن الغاء الهدف قرار صائب تماما.

أما بالنسبة لركلة الجزاء التي احتسبت ضد الأهلي فهي أيضا صحيحة وللأسف فإن البعض يؤكد أن أمير عبد الحميد لم يعرقل مهاجم الشرطة لأن يده كانت بعيدة تماما، ولكن العرقلة تمت بقدم أمير وليس بيده وواضحة وضوح الشمس.

نعود مرة أخرى إلى مانويل جوزيه لتحليل الأخطاء الفنية التي وقع فيها والتي أدت إلى الهزيمة من الشرطة وستؤدي إلى مزيد من الهزائم مستقبلا اذا لم يتلافاها المدرب البرتغالي.

أولا طريقة اللعب برأس حربة واحد لا تصلح مطلقا مع الفرق متوسطة المستوى، وقد تبدو خطة اللعب برأس حربة واحد ومن خلفه اثنين لاعبين رائعة في مواجهة فرق قوية وكبيرة مثل القطن أو إنيمبا أو الزمالك، ولكنها لا تصلح مع الفرق التي تلعب بخطة دفاعية محكمة أمام الأهلي مثل اتحاد الشرطة والمقاولون العرب من قبل.

والدفع بأبو تريكة في مركز رأس الحربة لا يؤتي ثماره أيضا وقد بح صوت جميع النقاد الرياضيين في هذه النقطة ومع ذلك لا حياة لمن تنادي، لأن قوة أبو تريكة أن يأتي من الخلف للأمام لا أن يكون رأس حربة صريح لأنه لا يصلح لهذا المركز.

ويجب على جوزيه أن يعود للعب برأسي حربة صريحين في مواجهة الفرق المتوسطة خاصة وأنه يملك لاعبين مهاجمين جيدين لم يستغلهم جيدا مثل هاني العجيزي وأحمد حسن فرج وأحمد بلال وأسامة حسني بل وحسين ياسر نفسه الذي لعب من قبل مهاجما صريحا ونجح في هذا المركز سواء مع أندية السد والريان أو مع منتخب قطر.

الخطأ الثاني الذي وقع فيه جوزيه هو الاعتماد على نفس التشكيلة الدائمة التي يلعب بها، وقد يكون هذا الأمر مقبولا من قبل عندما كان يلعب في دوري أبطال إفريقيا بغرض تثبيت التشكيل، ولكن بعدما فرغ من البطولة فلم يعد ذلك مقبولا خاصة وأنه يمتلك ذخيرة من اللاعبين لم يستغلها في كل الخطوط.

ويجب على جوزيه أن يدفع بلاعبيه الجدد ويبدأ مرحلة الاحلال والتبديل خاصة وأن معدل الأعمار للاعبين الموجودين حاليا أصبح كبيرا وشارك ثمانية لاعبين فوق الثلاثين عاما في تشكيلة الأهلي الأساسية بالأمس وهو شىء لا يحدث في أي فريق في العالم.

بالاضافة لمعدل الأعمار الكبير، فإن لاعبي الأهلي هؤلاء أصابتهم حالة من التشبع عقب الفوز بدوري أبطال إفريقيا وحالة أخرى من الترقب لكأس العالم للأندية، وأصبحت المباريات المحلية الثلاث بين البطولتين أمام اتحاد الشرطة وإنبي والمحلة مجرد تأدية واجب بالنسبة لهم، ولذلك كان يجب على جوزيه الدفع باللاعبين المتعطشين للعب لاثبات ذاتهم مثل حسين ياسر والعجيزي وفرج وإينو وحسين علي وبلال وحسني ورامي عادل ومحمد سمير وحسن مصطفى.

الخطأ الثالث والأخير الذي وقع فيه جوزيه هو الدفع بأحمد فتحي بدلا من وائل جمعة وهو تغيير به مجازفة ومخاطرة ومسحة من الغرور حيث استهان جوزيه بالمنافس ولم يعطي طلعت يوسف حقه من التقدير فتسبب التبديل في تفكك دفاعات الأهلي وتعرضه للعديد من الهجمات الخطيرة.

نقطة أخيرة

اللفظ الخارج الذي تلفظ به حسام عاشور أثناء المباراة والذي اشتهر به "إتش دبور" يجب أن يعاقب عليه من قبل اتحاد الكرة الذي عاقب أجوجو على اشارته الخارجة وعاقب من قبل عمرو زكي في الموسم الماضي لتلفظه بلفظ خارج في لقاء بلدية المحلة حتى لا يصبح لدى جماهير الزمالك ومسؤوليه حق في ترديد أن اتحاد الكرة "أحمر" ويكيل بمكيالين.

واتمنى من ادارة الأهلي أن تتخذ قرارا فوريا داخليا بمعاقبة عاشور قبل أن يعاقبه اتحاد الكرة، وأتمنى الا يعترضوا على عقوبة اتحاد الكرة بعد ذلك مثلما فعل الزمالك في عقوبة أجوجو حتى لا يصبح بالفعل "النادي الأهلي الزملكاوي".