خمسة أسباب أطاحت بشوستر من على عرش ريال مدريد

احتشدت خمس مشاكل في طريق المدير الفني الألماني بيرند شوستر خلال ستة أشهر لتطيح به من نادي ريال مدريد وتقلب نجاحه الكبير إلى فشل ذريع.

كتب : أحمد عز الدين

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008 - 07:56
شوستر
احتشدت خمس مشاكل في طريق المدير الفني الألماني بيرند شوستر خلال ستة أشهر لتطيح به من نادي ريال مدريد وتقلب نجاحه الكبير إلى فشل ذريع.

فبطولة الدوري التي حصدها شوستر مع ريال الموسم الماضي لم تشفع له مع سقطات الفريق المتتالية هذا الموسم، والتي عجلت برحيل المدير الفني الألماني عن البلانكو.

ورغم رفض الصربي بيادج مياتوفيتش المدير الرياضي بريال مدريد الكشف عن سر إقالة شوستر، إلا أن صحيفة "ماركا" استخرجت من رحلة الألماني مع البلانكو خمسة أسباب ساهمت في رحيله.

الشهر الأسود

تساقط الفريق الملكي هذا الموسم تدريجيا إذ أنهى شهر سبمتبر وهو على قمة الدوري ثم هبط للمنصب الثالث خلال شهر أكتوبر، وانهار في نوفمبر ليحتل المركز الخامس.

وأطلقت ماركا لقب "شهر شوستر الأسود" على نوفمبر كونه شهد تحول البلانكو من المنافس الأبرز للحفاظ على درع الليجا إلى فريق هش ينتظر خسارة ثقيلة من برشلونة.

وحملت ماركا قرار إقالة شوستر لسقوط ريال مدريد خلال شهر نوفمبر إذ خسر الفريق ثماني نقاط في الليجا في أربع مباريات، وهزم من يوفنتوس ذهابا وعودة في دوري أبطال أوروبا وودع كأس الملك على يد ريال يونيون القابع في الدرجة الرابعة الإسبانية.

وأقيل شوستر مع أول خسارة له في ديسمبر كونه شهر حاسم، استمرار النتائج السلبية فيه يعني نهاية الموسم بالنسبة لريال مدريد الذي يلتقي برشلونة السبت المقبل ثم يستضيف فالنسيا وفياريال على الترتيب، وكلها مباريات من عيار الست نقاط.

التصريحات مثيرة الجدل

يتمتع شوستر بشخصية جدلية إذ يرفض النقد ويوجه لصاحبه كلمات لاذعة، ولذا لعبت تصريحاته الأخيرة دور الأسلحة الفاسدة، أطلقها هو فارتدت الذخيرة عليه.

وقدمت ماركا بعضا من تصريحات شوستر التي لم تلق قبولا من ريال مدريد وأجبرت إدارة النادي على الرد وانتقاد كلمات المدير الفني الألماني.

شوستر: "لا يمكنني تحمل نتيجة سلبية سببها فرد من خارج منظومة ريال مدريد، حين نخسر بسبب اللاعبين أعمل على تحسين مستواهم، لكني لا أملك سلطة تدريب الحكام".

رد إدارة النادي: "مدرب ريال مدريد عليه احترام التحكيم، الخطأ جزء من منظومة كرة القدم، خاصة أننا أيضا لم نلعب جيدا، وفي هذا النادي إلقاء التهم على الغير مرفوض".

شوستر: "توقعت الخسارة من خيتافي مع صافرة البداية، لا يجب إلقاء اللوم على الإصابات لأن لاعبينا كانوا كالدجاج، فقد ركضوا بلا رأس أو غاية".

رد إدارة النادي: "مدرب ريال مدريد عليه الحديث مع اللاعبين داخل حجرات الملابس وليس على صفحات الجرائد، انتقاد اللاعبين علانية قد يؤثر سلبا على روح الفريق".

شوستر: "الفوز على برشلونة ضربا من المستحيلات، لست قلقا من المباراة لأننا لا نملك حظوظا فيها، فقط سنسعى لتقديم أداء جيدا وهذا أقصى ما يمكنني الوعد به".

راؤول جونزاليس: "ربما لم يقصد شوستر ما قاله، فريال قادر على الفوز في أي ملعب وعلى أي منافس، وإن لم يؤمن فرد من المنظومة بذلك فهو ليس على مستوى النادي".

لعنة الإصابات

نادرا ما يتحمل المدير الفني اللوم في إصابة لاعب، لكن احتشاد ستة مصابين في ريال مدريد معا شكل علامة استفهام حول سبب المشكلة، ودفع ماركا لاتهام لشوستر.

فقد تقلصت قائمة ريال بسبب إصابة الهولنديين رود فان نيستلروي وويسلي شنادير والمالي ممادو ديارا والأرجنتيتي جابريل هاينسا والبرتغالي بيبي مع ميجيل توريس.

واستدلت ماركا على مسؤولية المدير الفني الألماني بإبراز قول مياتوفيتش إنه "رتب مع المدرب الجديد خواندي راموس سبل تفادي الإصابات وعدم السقوط في خطأ شوستر".

ويجتمع راموس مع الجهاز الخاص بالجوانب البدنية لمناقشة المشكلة، لأنه مقتنع بأن سبب الإصابات كان "تلاحم المباريات مع تفاوت الأحمال في التدريبات".

الكرة الجميلة

تعاقد ريال مدريد مع شوستر بهدف إعادة الكرة الجميلة إلى ملعب سانتياجو برنابيو بعد عام من عمل الفريق تحت قيادة المدير الفني الإيطالي فابيو كابيللو ذو النزعة الدفاعية.

ونجح شوستر سريعا في تحقيق آمال الإدارة إذ حسم لقب الليجا في الموسم الماضي قبل نهاية البطولة بأربعة أسابيع وسجل الفريق تحت قيادته 84 هدفا في 38 مباراة.

لكن الحال لم يدم طويلا، ودخل شوستر بريال مدريد نفقا مظلما مع بداية الموسم إذ هبط معدل أهداف الفريق فخفت وهج الجمهور في ملعب سانتياجو برنابيو بفعل النتائج السلبية.

وأوضح مياتوفيتش في تفسيره لقرار إقالة شوستر أنه كان يتمنى مشاهدة ريال مدريد بذات فاعلية برشلونة كون الفريق الكتالوني "نبراس الكرة الجميلة في العالم حاليا".

فبمقارنة الفريقين، سجل برشلونة 44 هدفا في 14 مباراة، بينما اكتفى ريال بـ33، كما دخل مرمى البلوجرانا تسعة أهداف بينما استقبلت شباك إيكير كاسياس 24 هدفا.

الثورة ضد الإدارة الملكية

جاء المدرب الألماني إلى ريال مدريد بترشيح من مياتوفيتش الذي انتقد بعد إقالة كابيللو، ولذا تعتبر ماركا هجوم شوستر على المدير الرياضي غلطة نتج عنها قرار الإقالة.

فقد حمل شوستر مسؤولية تدهور النتائج لإدارة النادي التي عجزت عن سد احتياجات الفريق خلال موسم الانتقالات الصيفي وورطت المدرب في قائمة منتقصة الأدوات.

وكرر شوستر قوله بإنه اتفق "مع الإدارة في بداية الموسم على مخطط الانتقالات، ولكن الحقيقة أن الوقت مضى وهم مهووسون بلاعب واحد لأجله خاطروا بالموسم كله".

واستخدم الإعلام تصريحات شوستر في انتقاد رامون كالديرون رئيس النادي، وهو ما دفع مياتوفيتش للدفاع عن إدارة ريال مدريد والتأكيد على عدم صحة معلومات شوستر.

ونشر النادي الملكي عبر موقعه الرسمي بيانا يؤكد فيه نجاح الإدارة في تدعيم الفريق، "ما يثبته فوز ريال مدريد بالدوري في الموسمين السابقين".

ولذا، نتج خللا في علاقة المدرب بإدارة النادي لدرجة دفعت شوستر إلى رفض مصافحة مياتوفيتش ثم مخالفة تعليماته بإقامة مران في يوم كان عطلة للاعبي الفريق.

وبذلك، خسر شوستر دعم مسانده الأول في إدارة النادي وصاحب قرار التعاقد معه أصلا، وكانت النتيجة رحيل المدير الفني الألماني عن النادي الملكي بعد عام ونصف من نجاح باهر وفشل ذريع.