وفي البداية يجب أن نؤكد أن أي فريق في العالم يخسر خلال الوقت الاضافي لا يعد ذلك فضيحة على الإطلاق حتى ولو كان بفارق هدفين أو ثلاثة، لأن الوقت الأصلي للمباراة انتهى بالتعادل وهو ما يؤكد ندية الفريقين وتقاربهما في المستوى حيث لم يستطع أحد منهما تحقيق الفوز خلال الوقت الأصلي، ولو كانت تلك المباراة خلال مجموعة لحصل كل فريق على نقطة.
الأهلي تقدم في الشوط الأول بهدفين نظيفين وكان من الممكن أن يزيد الفارق إلى ثلاثة أهداف نظيفة بعدما سجل بركات هدفا صحيحا ألغاه حكم اللقاء بداعي التسلل ولو كان قد تم احتساب هذا الهدف لاختلفت الأمور تماما ونجح الأهلي في تحقيق الفوز والتأهل ولوقتها أشاد الجميع بعبقرية جوزيه وبراعة أمير عبد الحميد وعالمية الأهلي.
وبمناسبة هذه النقطة أود أن أقدم لقطة الغاء هدف بركات للدكتور علاء صادق حتى يقوم بتحليلها والتعليق عليها لأن أخطاء التحكيم واردة في العالم كله وتأتي من حكام كبار في بطولات عالمية وليست قاصرة على الحكام المصريين فقط عن تعمد أو قصد أو جهل.
نعود للمباراة مرة أخرى ونؤكد أن الأهلي خسر المباراة ولكن ليس بفضيحة وليس لأن الأهلي فريقا سيئا أو أن لاعبيه لا يصلحون، ولكن الأهلي خسر المباراة للعديد من الأسباب التي نوجزها فيما يلي:
- خطأ تحكيمي من حكم المباراة بالغاء هدف صحيح لمحمد بركات كان سيحسم المباراة تماما.
- أخطاء في تبديلات مانويل جوزيه في الشوط الثاني وخاصة الدفع بالثنائي أحمد صديق وسيد معوض ووجود فجوة كبيرة في وسط ملعب الأهلي وكان الأفضل أن يدفع بالمعتز إينو لتكثيف منطقة وسط الملعب، والدفع بمهاجم أخر بجوار فلافيو لعمل ضغط على دفاعات باتشوكا وتخفيف الضغط على مدافعي الأهلي.
- الخطأ الأكبر من مانويل جوزيه كان باستبعاد أنيس بوجلبان من قائمة الأهلي في اليابان وأعتقد أن وجود بوجلبان رغم أنه لاعب غير مهاري الا أنه كان سيفيد في أداء الأهلي وكان بمقدوره بجوار عاشور تعطيل اللعب والمحافظة على تقدم الفريق، وحتى لو كان بوجلبان سيرحل في يناير فكان يجب على الأهلي الاستفادة منه حتى أخر لحظة خاصة وأنه كان أكثر اللاعبين مشاركة بصفة أساسية مع الأهلي في الفترة الأخيرة وكان له دور في انتصارات الأهلي لا ينكره أحد.
- المباراة أيضا شهدت أخطاء من دفاع الأهلي ومن حارس مرماه أمير عبد الحميد خاصة في الهدفين الأول والثاني وهي أخطاء واردة وتحدث لفرق كثيرة.
- فارق اللياقة البدنية لصالح بطل المكسيك ظهر بوضوح في شوط المباراة الثاني وظهر أكثر في الشوطين الثالث والرابع وهو أمر طبيعي خاضع لطبيعة جسمان اللاعب العربي ونظيره الأوروبي أو الأمريكي.
وللأسف الشديد فإن الجماهير المصرية والاعلام المصري قللا كثيرا من حجم فريق باتشوكا رغم أنه فريق قوي جدا واعتمد الجميع فقط على هزيمته أمام النجم الساحلي في الموسم الماضي، رغم أن من شاهد هذه المباراة يعلم أن باتشوكا كان الأفضل والأخطر طوال المباراة وأضاع العديد من الفرص السهلة ووقف الحظ والتوفيق بجوار لاعبي النجم الساحلي كما ساهمت أخطاء حكم المباراة وقتها في خروج النجم فائزا بهدف خطفه قبل نهاية اللقاء بدقائق قليلة على عكس سير اللقاء.
* ولمن لا يعرف حجم أو قوة فريق باتشوكا أود أن أقدم لكم بعض نتائج وانجازات الفريق في الفترة الأخيرة حتى يعلم الجميع مدى قوة الفريق وأنه لا يستهان به وأن الهزيمة منه طبيعية ومنطقية جدا بل ويجب ألا تغضب أحد على الاطلاق.
- باتشوكا شارك في بطولة أبطال أمريكا الجنوبية "كأس الليبرتادورس" عام 2005 وهي البطولة التي تجمع بين فرق أمريكا الشمالية وفرق أمريكا الجنوبية الكبيرة ومن ضمنها فرق البرازيل والأرجنتيني ونجح باتشوكا وقتها في التغلب على بوكا جونيورز بطل الأرجنتين "الرهيب" في الدور الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف، والجميع بالطبع يعلم مدى قوة بوكا جونيورز ، أي أن بوكا جونيورز خسر من باتشوكا بفارق هدفين وفي الوقت الأصلي للمباراة دون الانتظار لوقت اضافي مثل الأهلي.
- باتشوكا توج بطلا لكأس أندية أمريكا الجنوبية "كوبا سوداميريكانا" عام 2006 وهي البطولة التي تجمع بين فرق أمريكا الشمالية وفرق أمريكا الجنوبية الكبيرة ومن ضمنها فرق البرازيل والأرجنتيني، وشارك في البطولة فرق عريقة أمثال سان لورينزو وبانفيلد ولانوس من الأرجنتين واتلتكو باراناينس وسانتوس وكروزيرو وكورنثيانز وفلومينيزي وفاسكو دا جاما من البرازيل وليبرتاد من باراجواي وناسيونال من أوروجواي.
وتفوق باتشوكا على كل هذه الفرق العظيمة وتوج بكأس البطولة على حساب هذه الفرق مطيحا في طريقه بلانوس الأرجنتيني والذي تغلب عليه باتشوكا على أرضه ووسط جماهيره في الأرجنتيني بثلاثة أهداف نظيفة في لقاء الذهاب وتعادل معه في المكسيك 2-2 في لقاء تحصيل حاصل في مباراة العودة، كما أطاح بأتلتكو باراناينس البرازيلي بعدما تغلب عليه على ملعبه ووسط جماهيره في البرازيل بهدف نظيف ثم اكتسحه في لقاء العودة بالمكسيك بأربعة أهداف مقابل هدف.
- باتشوكا التقى مع إنترناسيونال البرازيلي "الرهيب" في بطولة ريكوبا سوداميريكانا عام 2007 وتغلب عليه بهدفين لهدف في المكسيك في وجود النجم العالمي ألكسندر باتو.
أتوقع أن باتشوكا سيكون الحصان الأسود للبطولة ومن الممكن أن يصل للمباراة النهائية على حساب ليجا دي كويتو الاكوادوري أو يحصل على المركز الثالث على أقل تقدير.
وأتعجب من تصريحات أحمد رفعت مدير الكرة والقائم بأعمال المدير الفني للزمالك والذي أبدى اندهاشه من تهويل الاعلام لهزائم الزمالك أمام الأوليمبي وبترول أسيوط وحرس الحدود، بينما يقوم الاعلام بتهويل وتضخيم هزيمة الأهلي من فريق كبير وعالمي في بطولة عالمية.
نقطة أخيرة:
فوجئت بشماتة وهجوم على شخصي من بعض جماهير الزمالك في المقالة الأخيرة عقب هزيمة الأهلي من باتشوكا ، رغم انني كتبت بالنص في نهاية المقالة السابقة "رغم الحديث عن تفوق الأهلي وانجازاته الا أنه من الوارد جدا أن يخسر في مباراته المقبلة خلال ساعات أمام باتشوكا المكسيكي، لأنه يلاعب فريق قوي وكبير وبطل قارة كبيرة وليس فريقا صغيرا من نوعية بترول أسيوط، وحتى اذا ما خسر الأهلي ولعب على المركزين الخامس والسادس فلن ينقص ذلك من قدره شيئا ويكفيه شرفا مشاركته في هذا المحفل العالمي ثلاث مرات من أصل أربع مرات أقيمت فيها البطولة وأصبح اسم الأهلي يتردد على ألسنة كل متابعي كرة القدم في العالم".
وأعود هذه المرة وأكرر أنه حتى لو خسر الأهلي من أدليد الاسترالي في مباراته المقبلة، فإن احتلال المركز السادس على العالم هو انجاز لا يقارن باحتلال المركز السابع في الدوري المصري.