كتب : شريف حسن | الإثنين، 15 ديسمبر 2008 - 21:19
باتشوكا يا مفرح المصريين
فبعد خسارة الأهلي تأكدت من مقولة أن النادي الأحمر هو مصدر سعادة المصريين في كل الأوقات والظروف، فعندما يفوز الأهلي تفرح جماهيره الكبيرة التي تقدر بالملايين، وعندما يخسر تجد النصف الآخر في حالة سعادة لم يشعروا بها حتى لو انتصرت فرقهم.
فبالرغم من توقعي سعادة بعض جماهير الفرق الأخرى كنوع من تفريغ الكبت والغيظ من انتصارات الأهلي المتواصلة، إلا أن هناك الكثيرين لم أتوقع أن يكون تأثير الأهلي عليهم أكثر من فرحتهم بنجاحهم الشخصي أو انتصار لفريقهم أو المنتخب المصري.
فبعد انتهاء المباراة وجدت أصدقاءا ممن غابت مجرد الابتسامة من على وجوههم لسنوات وعلامات الفرحة واضحة عليهم بمجرد علمهم بنتيجة المباراة التي لم يشاهدها معظمهم بل أنهم عادوا للحديث معي في أمور الكرة بعد غياب بالرغم من تأكيدهم لي في أكثر من مرة أنهم لن يهتموا بها مجددا.
ولم تتحمل جماهير الأهلي أن ترى فريقها يخسر بهذه الصورة خاصة بعد تقدم فريقهم بهدفين في الشوط الأول، كما أنهم لم يتقبلوا نقدا من مشجعين فرق لم تصل حتى لنصف ما وصل إليه الأهلي ومازالت تترنح في بطولة الدوري المحلي.
والغريب في الأمر أن جماهير الأهلي نفسها لم تستطع تحديد المتسبب في الهزيمة وانقسمت الآراء حول أخطاء أمير عبد الحميد في حراسة المرمى أو قيادة مانويل جوزيه للمباراة أو التغييرات الغريبة التي أجراها المدير الفني البرتغالي.
وقد تكون كل تلك الأسباب واقعية لأن الخسارة جاءت صادمة للجميع خاصة بعد الشوط الأول الذي احتفل بعده معظم الأهلوية بما شاهدوه من أداءا راقيا لفريقهم على مستوى الدفاع المحكم والهجمات المرتدة الناجحة.
إلا أنني أرى أن هذه الهزيمة تعد أفضل احتكاكا كرويا للكرة المصرية على مدار تاريخها الطويل، فهزيمة الأهلي في اللقاء لم تكن بسبب الفارق الكبير بين الكرة المحلية والعالمية كما أدعى البعض بل كانت لأسباب "كروية" بحتة يمكن تلخيصها في عنصر الخبرة الدولية.
فالأهلي ليس أضعف من باتشوكا بكثير بدليل فوزه في العام قبل الماضي على مواطنه كلوب أمريكا الذي يملك ضعف عدد البطولات التي حققها قاهر الأهلي، بل وإن أعيدت هذه المباراة عشر مرات لن يخسر الأهلي مجددا بهذا السيناريو الحزين.
فلا يستطيع أحدا القول أن لاعبي الأهلي قصروا في أداء أدوارهم مهما كانت الأخطاء، فالجميع بذل أقصى ما يملك والتفاصيل الدقيقة حسمت النتيجة في النهاية.
فلاعبي الأهلي "المصريين" واجهوا لأول مرة فريقا يمتلك لياقة بدنية فوق الخيال ويضغطهم بقوة من منتصف ملعبهم بل ويصنع مصيدة التسلل بعد خطوة واحدة من خط المنتصف، وهو الأمر الذي يراه المصريين لأول مرة.
فالأهلي الذي يسيطر بلا منافس على الكرة المصرية والأفريقية واجه تحديا جديدا من نوعا آخر من كرة القدم التي لا نشاهدها عندنا، بل ولم يتخيل لاعبوه ومديره الفني أن يخسروا بأربعة أهداف بعد تقدمهم بهدفين مهما كانت الظروف.
إلا أنني أكرر أن تلك المباراة ستظل علامة تاريخية في تاريخ الأهلي لأنها أضافت لاعبيه وجهازه الفني وجماهيره نوعا جديدا من الثقافة الكروية المفقودة، والتي لم يكن سيكتسبها مهما شارك في بطولات محلية وأفريقية.
بل وستعود بفائدة كبيرة على لاعبي المنتخب المصري وجهازهم الفني قبل المشاركة في كأس القارات أمام فرق بحجم إيطاليا والبرازيل وأمريكا، فمع احترامنا لمنتخبنا بطل أفريقيا إلا أنه غائب عن المشاركات الدولية منذ كأس العالم 1990 وكأس القارات 1999 التي لم نواجه فيها فرق كبرى.
وأعتقد أن لاعبين مثل وائل جمعه وشادي محمد وحسام عاشور وأحمد فتحي وأحمد حسن وهم القوام الأساسي للمنتخب قد اكتسبوا مزيدا من الخبرات لمساعدة زملائهم على مواجهة أقوى الفرق كلما تذكروا هزيمة باتشوكا، وربما صار درس الخسارة سببا لفرحة المصريين في بطولات مقبلة.
مقالات أخرى للكاتب
-
حاكموا ممنوع الذكر الثلاثاء، 10 فبراير 2015 - 17:47
-
متعب دروجبا الأحد، 02 نوفمبر 2014 - 13:20
-
لجنة "لا مؤاخذة" مرتضى منصور الأحد، 07 سبتمبر 2014 - 12:47
-
شوبير ومرتضى .. التجارة مع الشيطان الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 - 15:44