كتب : شريف حسن | الإثنين، 26 يناير 2009 - 18:50

ملايين يا عرب

أبوظبي تعرض 100 مليون استرليني لضم كاكا و اتصالات السعودية تقترب من رعاية مانشستر يونايتد مقابل 125 مليون استرليني ومجموعة الخرافي تنافس دبي القابضة على ملكية ليفربول.

هكذا جاءت عناوين الصحف الإنجليزية طوال الأسبوع الماضي فقط بعدما اقتحم أثرياء العرب مجال الاستثمار في كرة القدم فاتحين جدلا جديدا داخل الأوساط العربية حول مدى جدوى تلك الاستثمارات.

ورغم أن بعض المتابعين يرى أن مايفعله أثرياء العرب نوعا من الإسراف والبذخ ويفضل توفيره لدعم الأشقاء، إلا أنني اختلف مع المعارضين نسبيا حول تعريف التبذير والبذخ.

فلا يخفي على أحد منا كم ملايين الخليج التي تصرف بالفعل على القنوات الفضائية الغنائية والحفلات الصاخبة للفنانين والفنانات، إلا أنني أرى أن كرة القدم ليست ضمن تلك اللائحة الطويلة من "الهلس العربي".

كرة القدم الحديثة صناعة هامة في كافة دول العالم، بل أنها تعد استثمارا أكثر نجاحا وقوة من صناعات وخدمات متعددة بعد الأزمة العالمية.

فالتقارير الواردة من العاصمة الإنجليزية تؤكد أن شركة أبوظبي المتحدة للاستثمار قد حققت ارتفاعا ملحوظا في أسهمها منذ شراءها نادي مانشستر سيتي في سبتمبر من العام الماضي.

بل ويرى الأوروبيون أن الأزمة المالية التي تعاني منها أوروبا ستجلب مزيدا من الاستثمارات العربية خاصة أنهم "يعيشون في عالم آخر" كما فسر الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال الذي ترعاه شركة "طيران الإمارات".

كما أرى أن سيطرة العرب على كرة القدم في أوروبا عن طريق امتلاك الأندية أو رعاياتها يعتبر مكسبا كبيرا لنقل سطوتنا خارج حدود الوطن العربي المغلق من أجل التخلص من نظرية المؤامرة القابعة في العقول.

فسيطرة اليهود على التجارة والإعلام في الولايات المتحدة أتاحت لهم فرصة فرض صوتهم على الإدارة الأمريكية، بل وجعل السياسات الأمريكية تدعم موقف إسرائيل أيا كان خوفا على سقوط اقتصادها في حالة إنسحاب الأموال.

والعالم الحالي لا يعترف إلا بلغة الاقتصاد والمال، وكرة القدم تعد هي المجال الأقوى الذي من الممكن أن ينافس فيه العرب خاصة مع امتلاكنا الإمكانات الإدارية والمالية.

فعندما ترعى شركات عربية أندية مثل مانشستر يونايتد وأرسنال وتمتلك أندية بحجم ليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي ويعتمد الاقتصاد الإنجليزي على أموال العرب، ستأخذ المملكة المتحدة في اعتبارها أي قرار يؤثر على مصالح المستثمرين العرب.

ملحوظة أخيرة: كرة القدم تستحوذ على متابعة أكثر من ثلثي سكان العالم والدوري الإنجليزي يجني مايقرب من 300 مليون استرليني أرباحا كل عام، ونحن مازلنا نتعامل معها كنوع من التسلية!!.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات