نصري عصمت

فاز أديبايور .. وخسرت إفريقيا

فوز أديبايور بجائزة أفضل لاعب إفريقي عام 2008 على حساب أبو تريكة في استفتاء رسمي تم إجراءه بين مدربي منتخبات القارة السمراء ليس مجرد خسارة لقب فردي للاعب مصري لكنه هزيمة لكل المسابقات الإفريقية الرسمية عملا بقاعدة "الصيت ولا الغنى".
الأربعاء، 11 فبراير 2009 - 00:40
فوز أديبايور بجائزة أفضل لاعب إفريقي عام 2008 على حساب أبو تريكة في استفتاء رسمي تم إجراءه بين مدربي منتخبات القارة السمراء ليس مجرد خسارة لقب فردي للاعب مصري لكنه هزيمة لكل المسابقات الإفريقية الرسمية عملا بقاعدة "الصيت ولا الغنى".

ومع كل الاحترام لأراء مدربي المنتخبات الإفريقية جاء اختيارهم لأديبايور بمثابة سوء تقدير وانتصار للكرة الأوروبية ومسابقاتها على حساب نظيرتها الإفريقية لأن جائزة أفضل لاعب إفريقي تحمل اسم الاتحاد الإفريقي (كاف) وليس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يوفا).

وكنا في السنوات الماضية نفتخر بفوز لاعب مثل صامويل إيتو بالجائزة لأن تتويجه كل عام بلقب الدوري الإسباني مع برشلونة أو لقب دوري أبطال أوروبا يشفع له تماما ليكون أفضل لاعب في إفريقيا وحتى إذا تم اختيار لاعب مثل ديدييه دروجبا بلقب الأفضل عام 2008 على اعتبار قيادته تشيلسي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا كان سيكون الاختيار منطقيا.

أما أن يفوز لاعب مثل أديبايور بلقب الأفضل رغم فشل ناديه في الفوز بأي لقب الموسم الماضي، بل والأدهى أن منتخب بلاده لم يصل حتى إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي ينظمها الكاف فهذا يعني أن من قاموا بالاختيار لا تعنيهم بطولة الكاف الأهم وهي كأس الأمم التي فاز بها لاعبون مثل أبو تريكة وعمرو زكي .. وبالتالي لن تعنيهم بطولة الكاف للأندية أبطال الدوري والتي فاز بها أبو تريكة.

وفي تصوري أن حتى استبعاد زكي من قائمة الثلاثة اللاعبين المرشحين لمصلحة لاعب مصاب طوال الموسم مثل الغني مايكل إيسين هو قمة في سوء التقدير خصوصا أن المهاجم المصري سجل أهدافا أكثر مع ويجان وهو ناد أصغر من فريق إيسين وهو تشيلسي في الدوري الإنجليزي بل وقاد بلاده أيضا للفوز بكأس الأمم على أرض إيسين!.

وعموما لا أرى أن فوز أديبايور يقلل من زكي أو تريكة لأن في رصيد اللاعبين المصريين لقبين لكأس الأمم الإفريقية وهما أهم من لقب أفضل لاعب إفريقي .. لكن اختيارات هذا العام كشفت عن أن مدربي القارة السمراء يكتفون خلال تقييمهم بما تحمله إليهم تقارير وسائل الإعلام العالمية وهي تركز بشكل رئيسي على مسابقات ثلاث دول هي إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا لأسباب كثيرة.

ببساطة .. اختيارات عام 2008 خسارة لإفريقيا ومسابقاتها سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات وانتصار للمسابقات الأوروبية وتعبير عن انطباعات يكونها المدربون عن لاعبين في أوروبا دون أن يكون تقييمهم موضوعي لمستوى لاعب على مدى 12 شهرا.

وذكرتني نتيجة جائزة باستفتاء الفيفا لأفضل لاعب في العالم عام 2003 التي فاز بها زيدان على حساب مواطنه هنري وهو العام الذي فاز فيه الأخير مع أرسنال بالدوري الإنجليزي دون خسارة للمرة الأولى في تاريخ البطولة وقاد بلاده إلى لقب كأس القارات .. وفي الوقت ذاته اعتذر زيدان عن المشاركة في بطولة القارات التي ينظمها الفيفا لتضيع إلى الأبد فرصة اللقب الذهبي على هنري في أفضل مواسمه على الإطلاق.

ووجه التشابه بين موقف تريكة وأديبايور مقارنة بموقف زيدان وهنري هو أن استفتاء الفيفا تم بين مدربي المنتخبات الذين يتمنى أي منهم الحصول على لاعب بمثل مواهب زيدان لكنهم لم يقيموا أداء اللاعبين على مدى 12 شهرا من يناير 2003 حتى ديسمبر من العام ذاته.

والمثير أن الفرنسيين اختاروا هنري أفضل لاعب في فرنسا في هذا العام وحصل على جائزة الحذاء الذهبي التي ينالها هداف القارة الأوروبية كلها لأن الجماهير والصحفيين كانوا أكثر حساسية ومتابعة لأبسط المعلومات في كرة القدم من المدربين، وبالمثل فاز أبو تريكة بلقب الأفضل في استفتاء الـ(بي.بي.سي) لأنه استطلاع جماهيري.

فشل إعلامي

وبعيدا عن الجائزة المثيرة للجدل وباعتباري إعلامي دفعتني الظروف لمتابعة النتائج أود أن أسجل استيائي الشديد من الأداء الإعلامي للكاف .. ففي الوقت الذي احتاجت فيه الملايين في القارة السمراء وخارجها لمعرفة أي معلومة عن الحفل كان موقع الكاف غير محدث ويحمل أخبارا "بايتة".

ولا أدري لماذا لا يتعلم مسئولو الكاف من الفيفا أو اليوفا وكيف يغطون أحداثهم الخاصة بشكل مباشر عبر مواقعهم الرسمية وبالمناسبة فالأمر لا يتعلق بالامكانات لأن كتابة بيان ونشره على الإنترنت دون صور أو فيديو هو مسألة في غاية السهولة في عصر المدونات والمواقع الشخصية كأبسط تقنيات القرن الـ21.

ولا يقتصر الأمر على الموقع فقط بل وينطبق أيضا إلى قنوات التلفزيون فمسئولي الكاف لم يعبأوا بأمر حاجة حدثهم الأهم للنقل التلفزيوني ولم يكن هناك أي توضيح بخصوص قنوات وشبكات التلفزيون القادرة على بث الخبر والأهم أن توقيت إقامة الحفل يأتي بعد انتهاء إعداد غالبية نشرات الأخبار المسائية في العالم كله وإعداد الطبعات الأولى وربما الثانية من صحف العالم .. وهي أخطاء على الكاف أن يراجعها حتى يحتفظ بمصداقيته كاتحاد قاري.