كتب : أحمد الخشاب | السبت، 14 مارس 2009 - 21:03

البرامج "الملاكي"

كان متوقعاً -مع كثرة القنوات الفضائية المتخصصة في الرياضة- أن يتم إثراء هذا المجال، بما يخدم الجماهير الغفيرة العاشقة لكرة القدم، لكن ما يشهده هذا الوسط حالياً يشير إلى أن هدف هذه القنوات، هو التحول كليًّا إلى خدمة مصالح أصحابها ومقدمي البرامج "الملاكي"، ولننتظر فالقادم أسوأ.

بداية بصراع المصالح على"تورتة" بث المباريات، ودفاع معظم أعضاء اتحاد الكرة وموظفيه -أصحاب المصلحة المباشرة في بث المباريات، نظراً لكونهم أساساً يعملون في تلك القنوات- دفاعهم عن حق بث هذه القنوات لمباريات الدوري، نهاية بما وصل به الحال من تصفية الحسابات وسن السكاكين لكل من تسوّل له نفسه مخالفة رأي أيّ من أصحاب البرامج "الملاكي"والأمثلة كثيرة جدّا.

لا داعي لذكر أسماء، فالكل يعرف أن كل البرامج الرياضية الموجودة حاليا -على القنوات الفضائية؛ سواء كانت رسمية تابعة للدولة، أو خاصة تابعة لرجال أعمال- باتت تخدم مقدميها وليست موجهة لخدمة الصالح العام وتقديم تغطية مميزة لمبارياتنا المحلية.

ورغم اعتراضنا على هذا الهدف، فإنه لا يضرنا كمستقبلين للوسيلة الإعلامية أن يستخدمها صاحبها لخدمة مصالحه الشخصية، "من الآخر مالناش دعوة"، لكن أن ينجرف بعض مقدمي البرامج لتصفية الحسابات على الهواء مباشرة وتجريح وسب لآخرين في برامجه -الأمر الذي يدفع الطرف الآخر للرد- فهذا ما يمكن أن نطلق عليه "الانحطاط الإعلامي".

للأسف أصبحت القنوات تحارب بعضها بعضا، بعيداً عن أية منافسة شريفة، فالحرب تحولت للتجريح في المنافس كشخص وليس كبرنامج، أو حتى وسيلة إعلامية تخدم المتلقي، فكل مقدم برنامج باتت ميوله وتوجهاته معروفة للجميع.

فلو كنت أنت زمالكاويا، فسيمكنك أن تشاهد قناة بعينها تهتم بأمور الزمالك وتدافع عنه حتى قبل أن يتم إطلاق قناة "الزمالك" الرسمية، ولو كنت أهلاويا، فعندك قناة "الأهلي" التي أراها شعلة تزيد نار التعصب الأعمى في الوسط الرياضي.

كما أنك لو كنت تكره مذيعا معيناً فإنك تعرف تماماً القناة التي تحب أن تتابعها، نظراً لأنها دائمة الهجوم على مقدم البرامج هذا، فالمصالح تداخلت بشكل كبير.

لكن ما زاد الطين بلة، هو وقائع السب والقذف المبطن التي انتشرت على الهواء مباشرة -خلال الفترة الأخيرة- والتي كنا نسمعها سابقاً من الجمهور في المدرجات، ويتم خلالها كتم الصوت، لكن في زمن الفضائيات والبرامج "الملاكي" أصبحنا نسمعها على الهواء مباشرة، والأسوأ أنها من إعلاميين ومسئولين تحولوا للإعلام صدفة بعد "هوجة" القنوات الفضائية الرياضية.

فيا لاعبي مصر السابقين الذين تحولتم بالصدفة إلى إعلاميين، نرجوكم أن تراعوا الله في المشاهدين، دافعوا عن مصالحكم في برامجكم كما تشاءون، لكن رفقاً بنا، كفانا انحطاطاً وسباباً على الهواء.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات