كتب : شريف حسن | الجمعة، 20 مارس 2009 - 22:45

دكة النجوم

عندما ترى تيري هنري يجلس بين بدلاء برشلونة ويبقى رونالدينيو على دكة ميلان، ويظل كريستيانو رونالدو نصف موسم كبديل دون اعتراض فاعلم أن هذا هو أحد الاختلافات بين الكرة هنا وهناك.

طغت على الساحة الكروية في الفترة الأخيرة أزمة "غضب" دكة بدلاء الأهلي بدءا من حسين علي وحسين ياسر ورامي عادل وصولا إلى أحمد حسن فرج وسيد معوض.

وتطورت الأزمة على غير المعتاد داخل جدران النادي الأحمر "الكاتمة للأصوات" لتصل إلى تعبير اللاعبين عن سخطهم وغضبهم على ملازمتهم لمقاعد البدلاء بل و المطالبة بالرحيل من نادي القرن.

لتبدأ حملة جديدة ضد المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه بدعوى قتل النجوم والمواهب والاعتماد على الأعمدة القديمة وعدم تجديد دماء الفريق الذي مازال يتصدر الدوري.

ورغم منطقية بعض الانتقادات الموجهة للجهاز الفني للأهلي، إلا أن العديد من النقاد والجماهير ينساق خلف بعض الإدعاءات المضللة خاصة أن كرة القدم تحمل العديد من الزوايا والوجوه وكل متابع يرى منها ما يؤمن به.

فإذا نظرنا إلى الأسماء الغاضبة على دكة الأهلي ستجد أغلبيتهم من المنضمين للقلعة الحمراء هذا الموسم، ورغم لمعان أسماءهم إلا أنني أؤيد جوزيه تماما في ضرورة الصبر عليهم حتى يتأقلمون على نظام الفريق أو يفشلون ويرحلون.

فيجب أن تعلم الجماهير أن فرق كرة القدم ليست فقط مجموعة من اللاعبين الجيدين يُضعون في مراكز محددة وكل منهم يقدم ما لديه حتى يحقق الفريق الفوز.

كرة القدم نظام متكامل بين فريق "متجانس" يعلم كل فرد فيه قدراته وقدرات زملاءه جيدا حتى يتأقلم على الأداء معهم ليقدم الفريق الأداء المنتظر من جماهيره ومحبيه.

ولعل جلوس تيري هنري على مقاعد بدلاء برشلونة في الموسم الماضي "أول مواسمه" رغم قدومه للفريق نجما يشق له الغبار يعكس مدى صعوبة إدخال عنصر جديد على فريق مستمر في الانتصارات وحصد البطولات.

وهو ما يفسره تصريحات السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد عام 2003 عندما طالبه البعض بمشاركة النجم الصاعد كريستيانو رونالدو والقادم بصفقة خيالية للشياطين أنذاك قائلا "إننا نعقد عليه الآمال للمستقبل، وحملناه مسؤولية الرقم 7، ولكنه يجب أن يظل بين البدلاء حتى يتأقلم مع نظام الفريق".

وربما يكون الوحيد الذي فهم مغزى جوزيه هو أحمد حسن "الكبير" الذي رغم شعوره بالأسى لاستبداله كل مباراة إلا أنه لم يعترض أو يصرح ضد الجهاز، بل يقاتل بشكل أكبر في كل مباراة حتى يثبت للمدير الفني أنه الأجدر للبقاء داخل الملعب لأنه "محترف حقيقي".

وما يثير الدهشة بصورة أكبر في الانتقادات الموجهة لجوزيه هي تحميله مسؤولية غضب اللاعبين كأنه يتعمد ذلك، وهو ما حدث في الموسم الماضي أيضا مع لاعبين أمثال معتز إينو.

ولكن ألا يرى المنتقدون أين هو إينو الآن؟؟، فإذا كان هذا الرجل يتعمد الاعتماد على القدامى ولا يعطي أحد الفرصة، فكيف حصل عليها لاعب الوسط الذي يلعب في مركزه أكثر من خمسة لاعبين؟.

وإذا كان البعض يرى أن جوزيه يؤثر على تشكيلة المنتخب بإبعاد بعض العناصر التي كانت أساسية، فلنتذكر سويا المرحوم محمد عبد الوهاب الذي كان أسير دكة بدلاء الأهلي أيضا ولكنه بفضل جهده وصبره تمكن من فرض نفسه على التشكيلة الأساسية للمنتخب والأهلي فيما بعد.

فالأمر أيها السادة أبسط مما يتصوره عباقرة النقد الرياضي عبر الفضائيات، فلكل فريق الحق في ضم العديد من النجوم في حالة رغبته في المنافسة على جميع البطولات ولنا في قائمة مانشستر يونايتد وتشيلسي المليئة بالنجوم خير مثال.

أما مسألة من يشارك ومن يأخذ الفرصة وأين وكيف ومتى فهي في أيدي الجهاز الفني لا غير، لأنه في النهاية من سيقال في حالة الإخفاق في تحقيق الأهداف المتفق عليها، وليس المتفرجين أو المحلليين.

ملحوظة أخيرة:

أليكس فيرجسون يتولى تدريب مانشستر يونايتد منذ 1986 أي منذ 23 عاما حقق انتصارات كبيرة وبطولات متنوعة وأخفق في غيرها، صنع نجوما صاروا الأشهر والأفضل حول العالم، واختلف مع آخرون وأجبرهم على الرحيل أبرزهم ديفيد بيكام ورود فان نيستلروي، ومع ذلك لم يقال عنه يوما أنه "أفلس فنيا".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات