خالد طلعت

تجنيس جيلبرتو وفلافيو

هل يكون تجنيس الثنائي الأنجولي جيلبرتو وفلافيو هو الحل الوحيد لتطوير أداء ونتائج منتخب مصر في الفترة المقبلة وتسهيل طريق التأهل إلى كأس العالم 2010؟
الإثنين، 30 مارس 2009 - 14:46
أثناء تصفحي لمواقع الانترنت المحلية والعالمية عقب مباراة مصر وزامبيا فوجئت بخطأ طريف على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي وضع الأنجولي فلافيو أمادو مهاجم الأهلي في التشكيلة الأساسية لمنتخب مصر في اللقاء.

ورغم أن وضع الفيفا لفلافيو في تشكيلة المنتخب هو خطأ طريف وغير مقصود الا أنني توقفت للحظات أمام هذا الخطأ وتسائلت هل لو كان فلافيو متواجدا بالفعل في تشكيلة المنتخب الوطني كان سيؤثر على تغيير النتيجة وتحقيق المنتخب للفوز في اللقاء خاصة وأنه يمتاز بتسجيل الأهداف بضربات الرأس وهي الميزة التي لا تتوفر في جميع مهاجمينا الأربعة الذين خاضوا اللقاء؟

وعندما تذكرت أهداف فلافيو الرأسية تذكرت على الفور عرضيات مواطنه جيلبرتو المتقنة والتي تسفر عن أهداف فلافيو الرأسية والتي كثيرا ما حققت انتصارات ثمينة للأهلي سواء محليا أو إفريقيا.

ويبدو أن منتخب مصر في أشد الحاجة إلى جيلبرتو أيضا أو لاعب بمواصفاته حيث افتقد المنتخب في الفترة الأخيرة إلى لاعب أعسر يلعب جهة اليسار ويرسل عرضيات متقنة حتى اضطر حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب بالدفع بلاعبين في غير مركزهم جهة اليسار مثل محمد بركات أو أحمد المحمدي أو عبد العزيز توفيق.

فهل افتراض إمكانية تجنيس الثنائي الأنجولي جيلبرتو وفلافيو – مع علمنا التام بأنه أمر مستحيل بسبب لعبهما مع منتخب بلدهما الأول - هو الحل الوحيد لتطوير أداء ونتائج منتخب مصر في الفترة المقبلة؟

الاجابة هي بالطبع لا، فأنا ضد التجنيس الذي تبنته بعض الدول العربية أبرزها قطر والبحرين، لأن التجنيس هو الحل السهل، ولكن الأصعب والأفضل هو محاولة البحث واكتشاف لاعبين مصريين وتطوير امكاناتهم الفنية حتى وان لم يصلوا لمستوى الثنائي الأنجولي ولكنهم يجب على الأقل أن يمتلكوا بعض مواصفاتهم وهي التسديد بالرأس للأول واللعب عرضيات متقنة من جهة اليسار للثاني.

وتوضح إحصائية مخيفة لمهاجمي منتخب مصر الأربعة عمرو زكي وأحمد حسام "ميدو" وعماد متعب ومحمد زيدان فوجدت أنهم سجلوا هذا الموسم 42 هدفا مع فرقهم في بطولات الدوري الانجليزي والسعودي والألماني، وهو معدل رائع.

ولكن المفاجأة كانت في أن جميع هذه الأهداف كانت بالقدم ولم ينجح أي من المهاجمين الأربعة في تسجيل ولو هدف يتيم بضربة الرأس، وكانت معظم الفرص التي أهدروها مع فرقهم بضربات رأس وأبرزهم فرصة عمرو زكي أمام مانشستر سيتي وفرصة عماد متعب أمام الهلال وكلاهما كانتا بضربتي رأس وكان المرمى خال تماما أمامهما.

اذن الأرقام تؤكد أم منتخب مصر في الوقت الحالي لا يمتلك مهاجما يجيد ضربات الرأس، وهو أمر يتطلب حلول عاجلة والسير في اتجاهين متوازيين:

الاتجاه الأول هو أن يقوم هؤلاء المهاجمين بالمزيد من الجرعات التدريبية لضربات الرأس سواء مع أنديتهم أو مع منتخب مصر لتطوير هذه المهارة، والاتجاه الثاني هو أن يبحث الجهاز الفني عن لاعبين أخرين يمتلكون هذه الميزة.

أبرز هؤلاء اللاعبين حاليا هما محمد فضل مهاجم الاسماعيلي والذي سجل العديد من الأهداف بضربات الرأس أخرهم هدفين رائعين في مرمى الترجي، وأحمد رؤوف مهاجم إنبي الواعد والذي يجيد مهارة التسديد بالرأس، ويجب أن يشارك أحدهما بجوار عمرو زكي بدلا من عماد متعب.

أما مشكلة جبهة اليسار والتي لم يجد لها حسن شحاتة أي حل سوى الاستعانة بلاعبين لا يلعبون بقدمهم اليسرى وهو حل خاطىء، فأعتقد أن الدوري المصري حاليا بالفعل لا يمتلك لاعب يستطيع سد هذه الثغرة.

لكننا نمتلك لاعبين مميزين جدا في هذا المركز يلعبون في الخارج هما أحمد أبو مسلم لاعب أجاكسيو الفرنسي ومحمد عبد الواحد لاعب ليرس البلجيكي، وكلاهما يشارك بصفة أساسية مع فريقه ويقدمون مستويات جيدة، وعبد الواحد تحديدا صنع العديد من الأهداف الحاسمة والمؤثرة بعرضياته المتقنة، بالاضافة لتسجيله أكثر من عشرة أهداف بتسديداته القوية بيسراه.

وقد تحدثت مع أحد أفراد الجهاز الفني للمنتخب حول ضم عبد الواحد فكانت اجابته أنه يجيد الواجبات الهجومية أكثر من الدفاعية.

فهل يكون الزامه بواجبات دفاعية أسهل أم الدفع بلاعب غير أعسر للعب في هذا المركز؟ كما أننا في مباراة مثل مباراة زامبيا نحتاج للاعب يمتلك مواصفات هجومية أكبر وهو الأمر الذي ينطبق على محمد بركات نفسه الذي لعب في هذا المركز في غير مركزه.

خلاصة الموضوع

حل سلبيات المنتخب لا يحتاج إلى تجنيس أجانب، ولكن يحتاج إلى مزيد من المتابعة والاهتمام من جانب الجهاز الفني للمنتخب بلاعبي باقي فرق الدوري الممتاز وليس الاهتمام لاعبي الأهلي والزمالك فقط.

كما يحتاج الجهاز أيضا إلى متابعة أكبر لجميع لاعبي مصر المحترفين في الخارج وليس لنفس اللاعبين السبعة الذين يضمهم دائما سواء كانوا يشاركون مع فرقهم أو لا، وسواء كانوا يؤدون بشكل جيد أم لا.

نقاط أخيرة

* الجميع يتسائل إلى متى سيظل حسن شحاتة يجامل عماد متعب على حساب منتخب مصر وعلى حساب 80 مليون مصري، وأتمنى الا يكون شحاتة "اتعدى" من مانويل جوزيه بداء العناد ويصر على اشراك متعب من باب العند مع الجماهير والنقاد.

* رغم عدم مشاركة محمد شوقي مع ميدلسبره بصفة أساسية الا أن شحاتة أصر على ضمه وعلى اشراكه أساسيا على حساب حسني عبد ربه أفضل لاعب في أمم إفريقيا 2008 والذي يقدم مستويات رائعة مع أهلي دبي وهي علامة استفهام أخرى.

* فوجئت عقب نهاية المباراة بالبعض يخبرني أن هاني سعيد كان يلعب في اللقاء رغم أنني لم أره مطلقا.

* وسائل الاعلام في مصر لها دور كبير في الاخفاق أمام زامبيا حيث تكالب الجميع في الفترة المقبلة عن الحديث والنقاش حول مشكلة البث "اللي قرفنا منها" وخصصوا لها أوقات كثيرة في البرامج تاركين اهتماما ضئيلا بمنتخب مصر ولقائه الهام أمام زامبيا والتعريف بمنتخب زامبيا.