لم ينته المشوار، لكن الحسابات كالعادة تعقدت، وجمع أكبر عدد من النقاط - لأن الفوز بكل المباريات مستحيل مع حالتنا الحالية وسأوضح السبب - مع انتظار خدمات الخصوم هو طريقنا لـ2010 .. وللأسف لم تسعفنا الحسابات من قبل في أي تصفيات.
اليوم فقط نسيت أننا أبطال إفريقيا، ونسيت حسنات الجهاز الفني واللاعبين، فقد وجدت أسماء لا يمكنها ارتداء قميص منتخب مصر.
يتحمل اللاعبون المسؤولية لأن مستواهم يجعلني أسأل، لماذا نطمح في الذهاب لكأس العالم ونحن لا نملك أساسيات اللعب في هذه البطولة، وهو الثبات النفسي.
الجزائر خصم سهل، وزامبيا ليست السنغال أو كوت ديفوار، لكننا في الحقيقة نلاعب أنفسنا وليس الآخرين .. نحن من يضع على كتفه حملا لا يستطيع رفعه، والنتيجة ظاهرة للعيان.
دائما ما ينهار اللاعب المصري في الأوقات الحرجة، لا تركيز ولا قراءة للملعب، ولا تحركات مدروسة .. "بجد، نروح نعمل إيه هناك"؟
في 2006، لم يكن الأداء ممتازا خلال كأس الأمم لأن الفريق لعب تحت ضغط، وفي 2008 جاء المستوى رائعا لأن التوقعات الجماهيرية كانت أقل.
أما والكل يعتبر الوصول لكأس العالم حلم، وهو ما مثل ثقلا غير عادي على اللاعبين، انهار الفريق، وباتت قرارات الجميع خاطئة.
رعونة وغيبوبة
رغم جودة تشكيل مصر وتكامل عناصره، إلا أن الرعونة غير العادية في الشوط الأول، والغيبوبة التي أعتقد أنها انتابت المعلم بين شوطي المباراة دمرت المنتخب.
وجاءت سلبية منتخب مصر في الشوط الأول بسبب بعض التحركات الخاطئة من أبو تريكة وزيدان، والتي لم تتوافق مع طبيعة عبد ربه وشوقي.
فشوقي من اللاعبين الذين يتميزون بالدور الدفاعي فقط، يقف في العمق ويضغط للأمام بشكل نادر، بينما عبد ربه لا يتمركز في العمق بقدر تغطيته وراء الطرفين.
عبد ربه ركز تحركاته على تغطية سيد معوض في اليسار، وبينما شوقي في العمق لم يجد المنتخب من يزيد كثافته العددية هجوما ودفاعا في اليمين.
فقد كان على أبو تريكة الميل لليمين وليس لليسار كما فعل، لأن وجوده هناك كان سيجعله كمحطة لأحمد فتحي الذي لم يتقدم للهجوم تماما.
وعلى المستوى الدفاعي، فتح تحرك أبو تريكة – بالفطرة –لليسار الباب أمام كريم زياني لبداية هجماته من الناحية اليمنى.
والنقطة السلبية الثانية في خطة مصر وضحت في منتصف الشوط الأول مع تقدم دفاع الجزائر في محاولة لضغط الفراعنة.
فتحركات زيدان في العمق ومحاولته السيطرة على الكرة، مع توجه عمرو زكي لليمين أو اليسار لم تكن ملائمة مع دفاع الجزائر الخطي.
كان على زيدان التحرك على آخر الجبهة اليسرى لتوسيع مساحات الدفاع في الجزائر، على أن ينضم فتحي للعمق أكثر ليصبح صانع لعب إضافي جوار تريكة.
وقتها سيحصل زكي على فرصة اللعب في عمق دفاع الجزائر، وإجبار أصحاب الأرض على التراجع تاركين مساحات أكبر أمام مصر لصناعة الهجمات.
بينما طريقة تحرك مهاجمو مصر كانت تشبه فريق كرة اليد الذي يمرر الكرة من اليمين إلى اليسار، طبعا في غياب جوهر نبيل.
ماذا حدث في الشوط الثاني؟
لا أحد يعلم ماذا حدث بين شوطي المباراة ليفقد منتخب مصر كل ما ميزه خلال الشوط الأول خلال النصف الأهم من اللقاء.
ما حدث أن أبو تريكة وزيدان توقفا عن العودة لمساندة منتخب مصر وكأننا نلعب 3-4-3 وهو مالم يكن مقبولا في مواجهة الجزائر على أرضها.
المشكلة أن غياب الكثافة عن وسط مصر منح الجزائر الفرصة للضغط للهجوم، وجعل ثنائي ارتكاز الفراعنة ليس كافيا أبدا للضغط على أوراق أصحاب الأرض.
عدم تراجع ثلاثي الهجوم لم يكن خطأ المعلم، لأنه نفس التشكيل الذي قدم مستوى طيبا في الشوط الأول، فالأزمة نفسية بحتة.
لكن عدم تحرك المعلم بعد تدهور المنتخب نقطة سلبية تدينه، فقد كان عليه الدفع بأحمد المحمدي يمينا وتحويل فتحي للعمق، ويأتي التغيير على حساب زيدان.
وقتها كان المنتخب سيقف على قدميه في الشوط الثاني، ويمكننا العودة للضغط بإشراك أحمد حسن كصانع لعب، أو حتى أحمد عبد الغني كمهاجم جوار زكي.
هل هي حفلة تنكرية؟
الجزء الأخير من المباراة يتحمل مسؤوليته شحاتة وحيدا، لأنه يتعلق بمقعد البدلاء وعدم قدرته على صنع الفارق أو تغيير دفة الفريق.
هناك دائما من ينتقد الإعلام، ويتهمه بأنه بلا مبدأ، وأن فوز مصر على الجزائر مثلا كانت سيجعل الجميع يمدح المعلم، ويعتبر استبعاده لميدو مكسبا.
لكني أقول إن الإعلام له النتائج والمتابعة، فإن فاز المنتخب فهذا دليل دامغ على أن قرار المعلم سليم، بينما الخسارة فعلا تؤكد أن استبعاد ميدو لم يكن له معنى.
استبعاد ميدو اليوم كان له دورا كبيرا في خسارة المنتخب، خاصة بعد استقبال مرمى عصام الحضري هدفين من الجزائر.
حين تأخر مصر، لم يجد المعلم أمامه سوى أحمد حسن لإشراكه متجاهلا توهان زكي، فخروج البلدوزر لم يكن حلا لأن بديله الفعلي لا يسمن أو يغني من جوع.
ميدو لو موجود على مقاعد البدلاء لكان حلا أمام المعلم لتغيير زكي البعيد عن حالته أو الانضمام لخط الهجوم في محاولة لتعديل النتيجة.
شحاتة برر استبعاد ميدو بأنه معروف للجزائر .. أليس زكي معروف؟ أبو تريكة معروف؟ الفريق بالكامل معروف .. وإن كان هدف المعلم مباغتة الخصم فمذا فعل غير المعروفين؟
ماذا صنع أحمد رؤوف أو أحمد عبد الغني .. أين كان دورهم حتى في مباراة عمان الودية، الواقع أن أحدا لم يشارك منهم إلى لدقائق معدودة.
ثم هل مواجهة الجزائر مباراة هامة أم حفلة تنكرية؟