أحمد الخشاب

إحنا بتوع القارات!

يحيط بنا هذه الأيام كمّ من الأخبار والأحداث المستفزة التي تتعلق بالمنتخب، محركها الأول هو الإعلام الذي يتبع سياسة "معاهم معاهم عليهم عليهم"، ويقوم بدور خطير في تخدير الرأي العام وتحريكه؛ حيث تريد المصلحة.<br>
الأحد، 21 يونيو 2009 - 14:13
يحيط بنا هذه الأيام كمّ من الأخبار والأحداث المستفزة التي تتعلق بالمنتخب، محركها الأول هو الإعلام الذي يتبع سياسة "معاهم معاهم عليهم عليهم"، ويقوم بدور خطير في تخدير الرأي العام وتحريكه؛ حيث تريد المصلحة.

مع كامل احترامي وتقديري واعترافي بالأداء المشرف لمنتخبنا أمام البرازيل والفوز التاريخي على إيطاليا (قبل لقاء أمريكا) ، إلا أن هذا كله لا يساوي شيئا أمام التأهل لكأس العالم.

إعلامنا سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي يروج لفرضية خطيرة يدفعها دفعا للرأي العام الذي هو في أغلبه أمي ومتعطش للانتصارات؛ حيث يحاول تصوير أداء ونتائج الفريق في جنوب إفريقيا، على أنها أهم وأفضل بكثير من التأهل للمونديال والعودة لجنوب إفريقيا العام القادم.

الإعلام الذي كال الاتهامات لشحاتة ورجاله قبل أسبوع، تحول إلى أكبر مساند ومؤيد له بعد الخسارة من البرازيل، وأعود وأكرر الخسارة، هذا الإعلام القائم بالأساس على فلوس الإعلانات التي تأتي وفقا لحجم ونسبة المشاهدة التي معظمها من البسطاء، أسهم بشكل أساس في التعتيم على تصفيات كأس العالم وتضخيم وتهويل كأس القارات على حسابها.

ومن الآن أقول وأحذر أنه في حال وصولنا للمربع الذهبي للقارات والحصول على المركز الثالث (مباراة الثالث والرابع يوم 28 يونيو) سيتبقى على مباراة رواندا أسبوع واحد (5 يوليو) ينقضي منه يومان على الأقل في العودة من جنوب إفريقيا ويومان آخران للاحتفال بالإنجاز والتطبيل له كما هو حاليا، ليتبقى يومان للاستعداد لمباراة رواندا التي سيصورها لنا الإعلام على أنها سهلة وسيفوز بها منتخبنا بنصف دستة أهداف على الأقل (اللي جاب 3 أجوان في البرازيل وغلب إيطاليا مش هيعرف يكسب رواندا في القاهرة).

هذه هي الطامة الكبرى، (يا خوفي من التخدير والتطبيل الإعلامي) إعلامنا المبجل الذي تحول إلى غول يأكل كل ما يقف ضد المصلحة والمكسب سيصور لنا خلال الأيام القليلة المقبلة أن كأس القارات هي كأس العالم المصغر، وطالما تألقنا بها يبقى هي التعويض المناسب للخروج المبكر من تصفيات المونديال. (طب ما إحنا لعبنا في القارات قدام البرازيل وإيطاليا وأمريكا ، بس لما هنروح كأس العالم هنلعب 3 ماتشات ونرجع).

هذا يتم التدبير له حاليا، بدليل أن هذا الإعلام أسهم بشكل رهيب في التعتيم على مباراة زامبيا والجزائرـ والتي انتهت لصالح الأخير بهدفين في لوساكا.

هذه النتيجة قربت الجزائر كثيرا من الوصول للمونديال ونحن غارقون في "حمى القارات" التي يدرك العالم كله أنها أولا وأخيرا بطولة شرفية مثلها مثل كأس العالم للأندية التي حصل الأهلي على المركز الثالث بها وحدث معه مثلما يحدث مع المنتخب حاليا، وها هو الأهلي خارج دوري أبطال إفريقيا الحالية.

مجمل القول أن كأس القارات أنستنا جميعا تصفيات كأس العالم، والسبب في ذلك الإعلام (اللي ماشي مع الرايجة) ويحقق من ذلك مكاسب كثيرة، طالما الكل مبسوط والشعب الغلبان فرحان (ماهو المنتخب خسر من البرازيل وكسب إيطاليا ويغور كأس العالم ما إحنا أبطال القارات).

ملاحظات سريعة

مجلس إدارة النادي الإسماعيلي رفع قيمة عقد محمد سليمان "حمص" من 750 ألف جنيها في الموسم إلى مليون و250 ألف جنيها لا لشيء سوى أنه سجل هدف الفوز في مرمى إيطاليا. لا تعليق!!

غانا وكوت ديفوار حصدتا تسع نقاط من ثلاث مباريات ويحتاجان نقطة واحدة من الثلاث مباريات المقبلة، لضمان الوصول رسميا لكأس العالم 2010. (هي دي الفرق اللي ما بتهزرش).

الجزائر يتبقى لها ثلاث مباريات، منها اثنتان على أرضها أمام زامبيا ورواندا، وفوزها فيهما مضمون بنسبة كبيرة، حينها سيكون رصيدها 13 نقطة قبل لقائها معنا في القاهرة، ونحن مطالبون بالفوز بالمباريات الأربع المقبلة بعدد وافر من الأهداف أولها مع رواندا بعد 15 يوما تقريبا.

هل أي شخص في مصر يضمن الفوز على رواندا في القاهرة بهدف وحيد على الأقل وليس الفوز في المباريات الأربع؟ أشك في ذلك.

في مقالي السابق، أعلنت اعتزال تشجيع كرة القدم بشكل عام والمنتخب تحديدا، نظرا لمشاكل صحية تتعلق بأعصابي التي تنفلت خلال مباريات المنتخب، الأمر الذي لم تعد صحتي تتحمله، لكني لم أعلن اعتزال الصحافة! وهذا الكلام لكل من يعلق على هذا الأمر.