ليس هذا وقت البكاء على ما فات ، لكن وقت التذكير والتفكير بهدوء في المستقبل ، فمباريات المنتخب الثلاث الأخيرة في التصفيات كان لكل منها ظروفها المختلفة التي أدت إلى النتيجة التي وصلت إليها.
فقبل مباراة زامبيا الإعلام صور لنا أن المنتخب وصل لكأس العالم وهذه المباراة ما هي إلا احتفالا بالتأهل ، وبعد التعادل جاءت مشكلة عمرو زكي و"ميدو" والتي كان سببها الإعلام أيضا الذي بات متغلغلا في كل شئ يتعلق بالكرة لدرجة صعب فصلها ، وبات دوره سلبيا بشكل كبير.
وقبل مباراة الجزائر ، تواصلت المشاكل وتعثرت فترة الإعداد وزاد التخبط والارتباك رغم أن الجزائر أعدت لمعسكرها قبل مباراتنا بشهور مثلما فعلت قبل مباراة زامبيا ، كما تدخل الإعلام وتسبب في عدم تركيز اللاعبين ، وتضخمت المشاكل بالخسارة ومازاد تضخمها أنها جاءت قبل كأس القارات بأيام.
كأس القارات موضوعه مختلف تماما ، خاصة بعد العرض الرائع أمام البرازيل والفوز التاريخي على إيطاليا ، فقبل القارات كان الجميع يسن السكاكين للفريق والجهاز لدرجة أن البعض طالب بإقالة حسن شحاتة لكن العرض الرائع والفوز التاريخي أمام البرازيل وإيطاليا انسيا الجميع عملية الذبح.
ثم يعود الإعلام للواجهة من جديد بفضيحة "العاهرات" التي شتت تركيز الجميع وكانت مكسبا كبيرا للاعبين لأنها أنستنا الخسارة من أمريكا وتبخر حلم القارات وانشغلنا بالدفاع عن اللاعبين بكل السبل ، أما مباراة رواندا فأراها نتيجة طبيعة لما سبقها.
فاللاعبون كالعادة -التي لا أرى لها أي مبرر- نزلوا الملعب والضغط والتوتر يسيطر عليهم وهذا الأمر لا يليق تماما بلاعبين كبار حصدوا الكثير من الألقاب وخاضوا مئات المباريات ، الشوط الأول كان إعادة لمباراة زامبيا ولولا أن مستوى رواندا أقل كثيرا لتكرر التعادل أو الخسارة لا قدر الله.
المهم
المقدمة والخلفية الطويلة السابقة للتذكرة فقط ورسالة ودعوة لجميع الأطراف المعنية في الوسط الكروي للراحة والتفكير بهدوء وإعادة ترتيب الأوراق لمدة شهرين قبل مواجهة رواندا في كيجالي ، دعونا نرتاح قليلا من التوتر العصبي الذي سببه لنا المنتخب ، ودعونا نريح اللاعبين والجهاز الفني كذلك.
فأمام الجميع شهران للراحة والتفكير بهدوء في المباريات الثلاث المقبلة والحسابات المعقدة التي كادت أن تحل لو سجلنا بالأمس ثلاثة أهداف أخرى ، لكن قدر الله وما شاء فعل.
دعونا نهدأ لمدة شهرين حتى نسترد ثقتنا في أنفسنا ونلعب من دون توتر ، دعونا نستثمر هذه الفترة في محاولة عودة الوئام داخل صفوف الفريق بالصلح بين "ميدو" وعمرو زكي ، وبقية زملائهما ، وننسى موضوع "العاهرات" وعودة المصابين الأربعة الكبار متعب وبركات وزكي وأحمد فتحي.
الهدوء في الشهرين المقبلين سوف يساعدنا كثيرا نظرا لأن الأعصاب ستعود للاحتراق بدءا من مباراة رواندا ، فيجب على الجميع نسيان المنتخب لستين يوما فقط وعندما نتذكره تكون هذه التذكرة بما يفيده ويساعد في تحقيق حلمنا جميع بالوصول لكأس العالم لأن "حرام قوي اللاعيبه ده ما تلعبش في كأس العالم".
ملحوظة أخيرة ومكررة
في مقال "اعتزلت التشجيع" كتبت تجربة شخصية مرت بي ، وقررت بعدها عدم تشجيع المنتخب نظرا لمشاكل صحية وعدم تحمل أعصابي ، وهذا لا يشكك إطلاقا في وطنيتي كما أنه لا يعني الامتناع عن كتابة كل ما هو يتعلق بالمنتخب ، أرجو من القراء الفصل بين الحالتين والتذكر دائما الفارق بينهما حتى لا أكتب هذه الملاحظة في كل مقال!!