شريف حسن

إعلام ما قبل "النكسة"

نجحت قواتنا المسلحة في إسقاط جميع طائرات العدو، وتمكنت من إلحاق الهزائم والتقدم في المعركة حتى وصلت إلى حدود إسرائيل، هكذا جاء بيان الإذاعة المصرية صباح الخامس من يونيو 1967 الذي شهد أسوأ "نكسة" في تاريخ البلاد.
الأربعاء، 15 يوليه 2009 - 19:57
نجحت قواتنا المسلحة في إسقاط جميع طائرات العدو، وتمكنت من إلحاق الهزائم والتقدم في المعركة حتى وصلت إلى حدود إسرائيل، هكذا جاء بيان الإذاعة المصرية صباح الخامس من يونيو 1967 الذي شهد أسوأ "نكسة" في تاريخ البلاد.

وبعد مرور مايقرب من نصف قرن وظهور وسائل إعلامية جديدة خاصة بأندية كرة القدم عاد إعلام ما قبل النكسة مرة أخرى إلى الساحة الإعلامية المصرية.

تعجبت كثيرا من متابعتي لتغطية موقع الزمالك الرسمي عبر الانترنت لمباريات الفريق الودية في معسكره الإعدادي بسويسرا خاصة في ظل المبالغات الرهيبة في حجم وقوة وأهمية تلك المباريات.

وقبل أن يصف إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة النادي الأبيض فوز الفريق على شاختار دونستك بطل كأس الاتحاد الأوروبي بالإنجاز التاريخي وهو الأمر المبالغ فيه وبشدة.

بالطبع من حق مسؤولي الزمالك دعم فريق الكرة الجديد عقب سنوات العجاف ووعد الجماهير البيضاء بفرحة منتظرة، ولكن ليس من حقهم تضليل تلك الجماهير وإطلاق تصريحات رنانة دون داع.

فالزمالك يمر بفترة بناء وتكوين فريق واعد ومتكامل، وأعتقد أنه يسير في الطريق الصحيح باستقرار الجهاز الفني واستقدام لاعبين جدد على أعلى مستوى.

إلا أن المعاملة الإعلامية الخاطئة من جانب مسؤولي الزمالك قد تعود بضرر أكبر على المشجعين في حال تعثر الفريق مبكرا لأي سبب كان، تماما كما حدث للمصريين عقب النكسة.

فالإعلام المصري كان يصور للشعب أننا قادرين على سحق أعدائنا في دقائق معدودة، قبل أن تنهار قوانا في ساعات قليلة، مما أصاب الجميع بالإحباط الشديد.

وعلى الجانب الآخر، يقوم الأهلي بنفس الأمر ليس عبر موقعه ولكن عبر قناته الفضائية التي تتبع سياسة التخدير وليس التضليل كما يحدث في الجانب الأبيض.

فقناة الأهلي الرسمية تصر على فرض رأي إدارة النادي على الجماهير وتبرير جميع القرارات دون مناقشة علمية وموضوعية واحدة للأمر.

فعندما وافقت لجنة الكرة على احتراف أبو تريكة في أهلي دبي خرجت القناة لتبرر للجماهير أنه من حق تريكة الاحتراف وأن ما سيحصل عليه لا يمكن تعويضه في تأمين مستقبله.

وأكد ضيوف القناة أن الفريق لن يتأثر برحيل تريكة رغم أن جميع الأهلاوية يعلمون خطورة غياب الساحر المبدع عن الفريق في هذا التوقيت الذي يشهد تكوين الأهلي لفريق جديد.

فالأمر خرج عن إطار التحدث باسم الجماهير إلى إقناعهم بالقرارات التي يعرفون جميعا أنها خاطئة لإكساب القرار مزيدا من المصداقية والدعم، وهو الأمر الخاطئ إعلاميا وسياسيا.

الغريب في الأمر أن جماهير الكرة المصرية رغم وعيها الشديد إلا أنها تتأثر بشدة بتلك التقارير خاصة الواردة من مصادر رسمية سواء موقع أو مجلة أو قناة، تماما كما تأثر المصريون بالجرائد القومية في عصر الاشتراكية.

يجب أن تعلم الأندية والجماهير أن في عصرنا الحالي وعقب انفتاح العالم عن طريق الإنترنت، يجب أن نهتم كثيرا بما يقدم للناس عبر وسائل الإعلام خاصة أن مجرد اكتشاف التضليل أو التخدير يضع الجميع في ورطة حقيقية ويفقد المسؤولين المصداقية المطلوبة.

ملحوظة أخيرة: جميع فرق العالم تتخذ المباريات الودية وسيلة لتجربة طرق اللعب واللاعبون الجدد فقط، أما نحن فنضيف إلى ذلك المنظرة الكدابة والمعايرة بالهزيمة بل ونعتبرها إنجازات تاريخية.