كتب : وليد الحسيني | الخميس، 27 أغسطس 2009 - 09:11
المتأدينون!
في السنوات الأخيرة عرفت كرة القدم طريق "التأدين" وليس التدين، لأن المتدين الحقيقي لا يسعي لإظهار تدينه لأن هذا أمر يخص علاقته بالله سبحانه وتعالي، والدين ليس مجالا للمتاجرة، خاصة وأن المجتمع المصري متدين بطبعه منذ القدم، ولكن مظاهر هذا التدين لم تكن واضحة بالصورة التمثيلية الحالية، وكم من لاعبين يخرجون علينا في التليفزيونات للرد علي أي استفسار ليبدأ في الحديث ثم يتذكر إنه نسى الحالة التمثيلية التي يحاول طبعها علي شخصيته، فيعود ليبدأ كلامه من جديد بعد أن يقول "بسم الله الرحمن الرحيم" بشكل سريع في محاولة فجة منه لإظهار تدينه أمام المشاهدين والجماهير.
الواقع الأن يقول أن اغلب اللاعبين الذين يدعون التدين، هم في الحقيقة متأدينون، بدليل أن منهم من يدعي الإصابة للحصول علي أخطاء لصالحهم ضد المنافس، وهناك من يعترض علي الحكام دون وجه حق، في محاولة لتضليلهم والوقائع كثيرة، والمتدين الحقيقي لا يكذب ولا يدعي شيئا لم يحدث ولا يسرق لأن حصوله علي حق غيره يعتبر سرقة، ويتناسي هؤلاء أن الضمير هو عنوان الدين وليس المظاهر التي يسعون لإبرازها أمام الجماهير.
تطور الأمر ليصل لمرحلة أخرى وبدأنا نسمع عن مدربين يضغطون على لاعبيهم للذهاب للأضرحة أو فتح "مقرأه"، وقبلها عرفت كرة القدم طريق المشايخ، وهناك العديد من المدربين الذين يؤمنون بهذه الشعوذة وهذا الكلام الفارغ، ويرجعون سرا أي إنتصار كروي لهؤلاء المشايخ، ولو كان الأمر في كرة القدم بالسحر والشعوذة لحققت دول أفريقية كثيرة بطولة كأس العالم.
وصل بعض "الشيوخ" الى مناصب إدارية في أنديتهم، وطبعا واصلوا نفس النهج، بطبع نفس الصورة على وجوههم، ولم يعرف هؤلاء أن الكذب لا يتفق مع أصول التدين، وواصلوا أكاذيبهم في عملهم، وبرروا ذلك بأنه نوعا من الحفاظ على أسرار العمل.
فهناك مسئول كبير في أحد الأندية من هؤلاء "الشيوخ" ظل يكذب على أحد اللاعبين ويؤكد له حاجة النادي له، وأقنع اللاعب بأنه سيتحدث مع مدربه للحصول على موافقته للانتقال لناديه، ولكنه عندما تحدث مع المدرب حاول أن يسوق له بعض لاعبي ناديه الذين سيتم الإستغناء عنهم، ولم يفتح ملف إنتقال اللاعب الذي يشغل مركز حارس المرمي، فماذا يسمي ذلك؟!
- عندما تحدثت الأسبوع الماضي عن موظف إتحاد كرة القدم الموجود في مشروع "الهدف" والمتهم بالسرقة، لم أكن أقصد أنه المدان الوحيد داخل مبني الجبلاية، ولكنه كان مثالا، لاسيما وأن الشبهات تطول أشخاص أخرين داخل الإتحاد ومنهم مسئولين كبار، لدرجة أن هذا الموظف قال في التحقيق الذي تم معه أنه لا يشعر بأي ذنب والأمر في الاتحاد لن يتوقف عند بضعة جنيهات التي حصل عليها، خاصة وأن هناك سرقات بألاف الجنيهات تتم داخل الإتحاد، وهو ما يوضح حجم الجرأة التي يتمتع بها هذا الموظف الذي يعتبر جزء من منظومة تحتاج لإعادة نظر لن تتم لأن الكل مستفيد.
- لم أكن أقرأ الطالع الإسبوع الماضي عندما تحدثت عن مخاوف وقلق جماهير الزمالك هذا الموسم، رغم إمتلاك الفريق العديد من النجوم، وحدث ما تحدثت عنه في نفس اليوم عندما خسر الفريق أمام فريق بتروجيت بهدفين بعد أن كان متقدما بهدف، وكاد الامر يتكرر يوم الاثنين الماضي امام المقاولون العرب، لولا هدف التعادل في الدقائق الاخيرة.
الأزمة الحقيقية في نادي الزمالك هي حالة عدم سيطرة الجهاز الفني بقيادة ميشيل ديكاستل علي النجوم، كما أن إدارة النادي مهتزة في قراراتها، فهذه الإدارة لم تحسم رأيها في المدير الفني حتي الأن، وهناك من يطالب بضرورة الإستغناء عن ديكاستل بعد بداية الدوري بإسبوعين فقط، وهذه الحالة قد تعرض الفريق لحالة من عدم الإستقرار الفني وتهديد حلم الجماهير بالمنافسة علي بطولة الدوري العام، وقد ظهر ذلك سريعا في لقاء بتروجيت عندما هتفت الجماهير ضد اللاعبين وإدارة النادي، لأن هذه الجماهير لن تتحمل المزيد من الضربات بعد أن صبرت علي الخسائر لمدة خمسة مواسم متتالية.
- لابد من اعادة النظر في المعلقين على مباريات كرة القدم، خاصة وأن عددا كبيرا منهم يعلق علي المباراة بمنطق المشجع المتعصب، ويعلق علي قرارات الحكام من منظور المشجع، وراجعوا مباراة الأهلي وحرس الحدود علي قناة "مودرن سبورت" علي سبيل المثال، مستوي الملعقين أقل بكثير من مستوي مباريات الدوري!
مقالات أخرى للكاتب
-
رياح التغيير الشكلي تحيط بالكرة المصرية السبت، 11 يونيو 2022 - 17:26
-
منتخب مصر في خطر الإثنين، 07 مارس 2022 - 20:34
-
لماذا نجح كيروش؟ الإثنين، 07 فبراير 2022 - 18:39
-
كيروش يصفع ولا يبالي الجمعة، 04 فبراير 2022 - 16:33