خالد طلعت

إلى اللقاء في 2014

أصبح علينا أن ننتظر أربع سنوات أخرى لنحلم بالتأهل لنهائيات كأس العالم بعدما أهدرنا فرصة سهلة للتأهل للمونديال في التصفيات الحالية وأهدينا بأنفسنا بطاقة التأهل للمنتخب الجزائري الشقيق، فكل من مازال يحلم بالتأهل للمونديال يعتبر واهما ويتمسك بخيوط أمل واهية.<br>
الإثنين، 07 سبتمبر 2009 - 12:08
أصبح علينا أن ننتظر أربع سنوات أخرى لنحلم بالتأهل لنهائيات كأس العالم بعدما أهدرنا فرصة سهلة للتأهل للمونديال في التصفيات الحالية وأهدينا بأنفسنا بطاقة التأهل للمنتخب الجزائري الشقيق، فكل من مازال يحلم بالتأهل للمونديال يعتبر واهما ويتمسك بخيوط أمل واهية.

أعلم أن كل شيء وارد في كرة القدم وقد تحدث مفاجأت في الجولتين المقبلتين، وأنا بالطبع أتمنى ذلك وبشدة، ولكني أرى أن حظوظ مصر في التأهل للمونديال أصبحت لا تزيد عن 10 % بأي حال من الأحوال.

فقد وضعنا أنفسنا في موقف صعب منذ بداية التصفيات "كالعادة" وأهدرنا خمس نقاط سواء بالتعادل مع زامبيا أو الهزيمة من الجزائر، وفوزنا على زامبيا أو تعادلنا مع الجزائر كان سيسهل الأمور علينا بشدة ولكن لاعبي منتخب مصر تخصصوا في اهدار النقاط السهلة في تصفيات كأس العالم على طريقة "متعودة دايما".

فوجئت برد فعل الشارع المصري عقب الفوز على رواندا حيث ازدادت الأمال والطموحات لدى البعض وتصوروا أن حلم التأهل بات قريبا رغم أن منتخب رواندا ضعيف جدا والفوز عليه بملعبه ليس انجازا على الاطلاق وتعد تلك المباراة أسهل كثيرا من مباراتينا المتبقيتين أمام زامبيا في لوساكا ثم الجزائر في القاهرة.

وقد حققنا فوزا بشق الأنفس على رواندا فماذا سنفعل أمام زامبيا التي أحرجتنا في القاهرة وتعادلت معنا، وأحرجتنا في غانا 2008 وتعادلت معنا أيضا، وماذا سنفعل أمام الجزائر التي ستخوض لقاء مصر بأعصاب "مرتاحة" بينما سنخوض نحن اللقاء تحت ضغط عصبي ونفسي كبير لحاجتنا إلى تسجيل "كبشة" من الأهداف في مرمى الجزائر وهو أمر صعب جدا.

وبالحديث عن الأهداف فمنتخب مصر لم يخطىء فقط في مباراتيه أمام زامبيا والجزائر، ولكنه أخطأ الخطأ الأكبر في مباراتيه أمام رواندا ذهابا وإيابا رغم الفوز، لأنه في بعض الأحيان الفوز وحده لا يكفي، فكان يتعين علينا أن نفوز على رواندا بخمسة أو ستة أهداف في القاهرة، وأن نفوز عليها في رواندا بهدفين أو ثلاثة ولا نكتفي بهدف يتيم وننتظر هدية من زامبيا لأن الأمور كانت في أيدينا نحن.

بعض المتفائلين رسموا سيناريو بتأهل مصر للمونديال وهو الفوز على زامبيا 1-صفر وعلى الجزائر 2-صفر بشرط فوز الجزائر على رواندا 2-صفر فقط، وأعتقد أن هذا السيناريو سيناريو لفيلم من أفلام الخيال العلمي ومن الصعب تحقيقه على أرض الواقع.

وقد نكون قادرين على الفوز على الجزائر 2-صفر بالقاهرة، ولكني أجد صعوبة في الفوز على زامبيا في ملعبها بأي نتيجة ولو حتى بنصف هدف، كما أنه من الصعب جدا أن تفوز الجزائر على رواندا بهدفين فقط لأن منتخب رواندا ضعيف جدا وأتوقع أن تستغل الجزائر ذلك وتسجل أربعة أهداف نظيفة على أقل تقدير وهو ما سيصعب الأمور علينا بشدة.

ومنتخب الجزائر أدى مباريات رائعة في التصفيات، وهزمنا بالثلاثة، وفاز على زامبيا مرتين ذهابا وإيابا، ولذلك اذا فاز على رواندا بنتيجة كبيرة فهو يستحق التأهل بالفعل ويستحق منا أن نهنئه ونقول للشعب الجزائري "ألف مبروك" لأنه في النهاية شعب عربي وشقيق ومن الأفضل لنا كعرب أن يتأهل منتخب عربي للمونديال.

ما أتوقعه هو ليس نوعا من التشاؤم أو "التنكيد" على الجمهور المصري ولكنه نزول إلى أرض الواقع ومحاولة مصارحة الجماهير بالحقيقة حتى يتوقعوا الأسوأ لكي لا يصابوا بصدمة كبيرة في حالة التعثر بدلا من خداعهم بكلمات يقولها كثيرون وهم غير مقتنعين بها.

ولكنني في النهاية سأكون أسعد شخص في مصر اذا تأهل المنتخب لكأس العالم، حتى وإن كان ذلك يعني عدم صدق توقعاتي مثلما حدث أمام كوت ديفوار في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2008 والتي فاز بها الفراعنة ضد نظريات الاحتمالات والمنطق.