ولكن منتخب كوستاريكا يستحق التهنئة لأسباب كثيرة، لأنه تغلب على ضغوط وصعوبات أكبر بكثير مما كانت على لاعبينا وكانت كفيلة بإفقاده جزء كبير من قدراته.
تغلب شباب كوستاريكا على خصم يلعب على أرضه ووسط مساندة 80 ألف متفرج، وهذه تحية واجبة كان لابد من بدء حديثي بها.
في مقالي الأول بالبطولة تحدثت عن افتقاد المنتخب المصري للجماعية في أداءه، وهذا ما ظهر مجدا في مباراة اليوم.
رأينا كيف كان كل لاعب يستلم الكرة ويبدأ بالركض بها قبل التفكير في كيفية استغلال تلك الكرة، وهي الخطوة الضرورية حتى من قبل استلام الكرة.
وما افتقده الفريق كذلك هو اللاعب القائد، والمميز القادر على خلق الحلول، إذ أن هؤلاء اللاعبين يجتهدوا لكنهم لا يبدعوا، وكان اجتهادهم يظهر في أوقات ويختفي في أخرى.
كذلك لم تعجبني إدارة الجهاز الفني للمباراة لأن الأخطاء كانت واضحة منذ الشوط الأول وظهرت جلية في عدم الربط بين جميع الخطوط والأفراد على حدٍ سواء.
سوء سلوك
هناك مظاهر سلوكية شابت أداء الفريق، وأوضح أن سوء السلوك يختلف عن الجوانب الأخلاقية، ولكنها سلوكيات كرة القدم التي افتقدناها فقادتنا للمبارة السيئة التي لم نقدم فيها للأسف على الأقل أداءً جيدا ولو لخمس دقائق.
كان هناك سوء إعداد نفسي للمباراة، لأن هذه السن تدفع اللاعب لتوقع السنياريو الأجمل لكل مباراة، وكان لابد من زرع شيء من الخوف داخلهم لأن الخوف أحيانا يكون صحيا.
أهم تلك السلوكيات العصبية التي بدت على اللاعبين، وهي ما كان يمكن قبوله في الدور الأول على أساس أن تلك المرحلة السنية تتسم بالعصبية، لكن مع عبور اللاعبين للدور الأول كان من المفترض إلقائهم العصبية عن كاهلهم.
ثانيا ضعف التركيز كان من أهم سلوكيات المنتخب الليلة وبدا واضحا أن اللاعبين كانوا يفكرون في النتيجة وليس في الأداء، وكان عليهم إدراك العكس.
كان عليهم أن يفكروا في النجاح في تقديم أداء مقنع كان سيكسبهم تحية الجماهير بغض النظر عن النتيجة.
ثالثا افتقدنا السلوك الجماعي وكان الشيء الوحيد الذي اتفق عليه اللاعبون الفردية في الأداء.
ضياع الخطوط
ننتقل إلى خطوط الفريق، وظيفة تقسيم الفريق لخطوط هو خلق تواصل بين اللاعبين فعندما تفقد الكرة يكون لديك دفاع جماعي وعندما تحصل عليها يمكنك شن هجوم جماعي.
بالنسبة للدفاع وضح غياب التركيز في ارتكاب الأخطاء في الثلث الأخير رغم أن كوستاريكا كانت تهاجم بمهاجم وحيد.
وتأكد غياب التركيز مع التمركز الخاطئ للاعبين عند تنفيذ الكرات الثابتة وضعف الرقابة وهو ما تسبب في تلقينا الهدف الأول.
كما وضح غياب المساندة الدفاعية من لاعبي خط والدليل على ذلك نجاح كوستاريكا في الاستحواذ على الكرة.
وتميز الهجوم بالاعتماد على الكرات الطويلة لخلق الهجمات، والتي ما كانت لتنجح وأن تقابل فريق يلعب بدفاع تمركز على خط الـ18.
وعاب خط الوسط الفراغ الذي خلقه ارتكان اللاعبين للأجناب وتركهم قلب الميدان وهو ما استمر حتى بعد دخول مصطفى سليمان "عفروتو" وهذا أثر بالسلب على تقدم الأجنحة.
أما لاعبي الهجوم فألقوا بأنفسهم في أحضان المدافعين وذلك بسبب الثغرة بينهم وبين لاعبي الوسط وهذا ما جعل هجماتنا نادرة.
كلمة أخيرة
أوجهها للاعبي منتخب الشباب، صحيح أن هذه المرحلة السنية مهمتها تفريخ لاعبين جيدين للمنتخب الأول إلا أن وجودهم في منتخب تلك المرحلة السنية لا يضمن لهم بالضرورة الاشتراك في المنتخب الأول.
لأن قاعدة اختيار اللاعبين في تلك المرحلة السنية تكون محدودة بحكم السن أما المنتخب الأول فالخيار مفتوح أمام الجهاز الفني ويكون المعيار الوحيد للاختيار هو الاجتهاد، وعلى هؤلاء اللاعبين الاجتهاد إذا أرادوا الاستمرار في تمثيل بلدهم.