مقابلة – سوكوب يرد على الصحافة "الملفقة" و"أنانية" اللاعبين والانتقادات "العمياء"
الجمعة، 16 أكتوبر 2009 - 22:31
كتب : وكالات
حصل المدرب التشيكي على فرص للظهور في عدد من البرامج التليفزيونية التي غالبا ما التزم فيها بالدبلوماسية والموضوعية طوال الحديث المباشر.
وبدأ الرجل هذ الحوار مع FilGoal.com و"أخبار اليوم" متبعا الأسلوب الهادئ نفسه، قبل أن ينطلق في الرد على انتقادات كثيرة وجهت له في الفترة الماضية لاسيما مع بعض النقاد ولاعبيه أنفسهم من خلال مترجمه إبراهيم منصور.
ويكشف سوكوب عن إحباطه من الافتقار إلى الجماعية والحب بين لاعبيه، والتصريحات الصحفية الملفقة التي نسبت له مؤخرا، إضافة إلى الاتهامات التي طالته بالفشل والجهل على الرغم من عدم وجود أدلة على تلك الاتهامات.
نبدأ منذ انطلاق الرحلة، هل هناك أهداف محددة وضعها اتحاد الكرة عند بدأ مفاوضاته معك؟
كانت هناك مفاوضات مع الاتحاد المصري لتولي مسؤولية منتخب الشباب، ومع التوصل إلى اتفاق وبعد الحضور إلى مصر، أدركت أن أمنيات المصريين تصل إلى الفوز بكأس العالم للشباب.
ما هي الإمكانيات التي طلبت توفيرها كي تصل إلى هذا الهدف؟
وضعت خطة متكاملة لإعداد الفريق منذ بدء التعاقد في مايو 2008 وقدمتها إلى الاتحاد المصري، وبالفعل نفذ الاتحاد المصري لكرة القدم البرنامج الموضوع بشكل مُرض للغاية، وكان سمير زاهر رئيس الاتحاد يشرف بنفسه على توفير الإمكانيات المطلوبة.
ولكن هناك بعض التقارير التي تحدثت عن أشياء طلبتها ولم تتحقق مثل إصلاح الإضاءة في ملعب تدريب الفريق في السادس من أكتوبر وإقامة مباراة يحضرها جمهور كبير قبل انطلاق كأس العالم.
الملعب كان يحتاج بعض الإصلاحات في الإضاءة ووجود غرف تغيير الملابس وهي لم تكن مشاكل بل طلبات لتحسين التدريب، وأما عن اللقاء الجماهيري فقد خضنا مباراة ودية في ملعب حرس الحدود في الإسكندرية قبل انطلاق كأس العالم، حضرها جمهور كبير وكانت الأجواء في الملعب طيبة للغاية.
هل شعرت بالدرجة نفسها من الرضا عن التعاون الذي لقيته من الجهاز الفني المعاون؟
الجهاز الفني يضم أشخاصا على مستوى رفيع. فهاني رمزي احترف سنوات طويلة في أوروبا ما ساعده على تفهم الأساليب الجديدة في التدريب ونقلها إلى اللاعبين، ومحمد الصيفي (المدرب المساعد) عمل مع أكثر من فريق في مراحل الناشئين المختلفة، كما أن فكري صالح مدرب حراس مرمى قدير وكان له دور كبير مع حراس المرمى المختارين.
كان كل فرد يقوم بدوره. يخضع المدافعون لفقرات تدريبية مختلفة عن لاعبي الوسط، الذين بدورهم بخلاف لاعبي الهجوم. المدير الفني لا يمكنه الإشراف عن كل المجموعات في الوقت نفسه، لذا كان كل من أفراد الجهاز المعاون يقوم بتطبيق الفقرات التدريبية الموضوعة مع عدد من اللاعبين.
هل خبرة هاني رمزي الاحترافية هي ما رجحت عمله معك بدلا من ربيع ياسين المدير الفني السابق؟
ربيع ياسين كان المدير الفني لمنتخب الشباب لبضعة شهور قبل حضوري، وبالتالي كان قد تعود على هذا المنصب ويعمل وفقا للصلاحيات الممنوحة له على أساسه، وكان من الصعب عليه أن يعمل مدربا عاما بعد أن كان الرجل الأول، لذا فضل الاتحاد المصري أن يتولى ياسين تدريب منتخب 1991 في منصب المدير الفني الذي اعتاد عليه.
ولكن تردد أن اهتمام ربيع ياسين بالجانب الديني والروحاني لدى اللاعبين كان يسبب إزعاجا لك.
هذا لم يحدث إطلاقا، كان ربيع ياسين متواجدا مع الفريق في رمضان قبل الماضي، وكان دائما ما يتواجد مع اللاعبين ويذهبون للصلاة سويا، وهو أمر لم يسبب لي أي ضيق أو إزعاج. كل ما طلبته من اللاعبين هو أداء الصلاة قبل المباريات أو بعدها وليس في منتصف اللقاء.
إذا كان هناك بالفعل درجة عالية من الانسجام بينك وبين الجهاز الفني، لماذا تناقضت تصريحاتك مع تصريحات هاني رمزي عقب لقاء كوستاريكا؟
لا أدري شيئا عن التناقض الذي تتحدث عنه!
قلت بعد اللقاء إن الكرات الطولية كانت بتعليمات من الجهاز الفني وأن اللاعبين تدربوا عليها، فيما قال هاني رمزي إن التعليمات كانت بتناقل الكرة على الأرض.
لا هذه التصريحات غير كاملة، وهذا ما جعل البعض يظن أن هناك تناقض. نلعب بطريقتنا المعتادة وهي التمريرات القصيرة في الملعب، ولكنني قلت للاعبين إن منتخب كوستاريكا يدافع بكثافة، وهي طريقته في مباريات المجموعة، وطريقته أيضا في المباريات التالية خاصة لقاء البرازيل.
لذا عملنا مع اللاعبين على طريقة مختلفة لنلجأ إليها في حال فشل التمريرات القصيرة، وهي إرسال كرات طولية في العمق .. هذه الطريقة كانت سلاحا آخر في أيدينا للتغلب على التكتل الدفاعي لكوستاريكا لتنويع اللعب أثناء سير المباراة.
وبالعودة إلى الأهداف التي سجلتها مصر في إيطاليا، الهدفان الأول والثاني من كرات مرفوعة من إسلام رمضان في منطقة الجزاء استقبلها أحمد شكري ووضعها في المرمى، والهدف الثالث كان كرة طولية استقبلها بوجي وسددها في الشباك، مع الوضع في الاعتبار أن دفاع إيطاليا أفضل من دفاع كوستاريكا.
لماذا لم تفلح الكرات الطولية إذن؟
لأن نجاح هذا الأسلوب يعتمد على أن يرسل اللاعبون كرات طولية أو عرضية جيدة، وليس كرات سيئة. ولكن كل الكرات التي لعبناها على حدود منطقة الجزاء كانت سيئة، ولهذا لم تؤت ثمارها.
كما أريد توضيح أن إحصائيات البطولة تؤكد أن منتخبات مثل إسبانيا وإيطاليا على سبيل المثال لعبت كرات طولية أكثر من منتخب مصر .. هل يعني هذا أن إسبانيا وإيطاليا يلعبان بتكتيك ضعيف؟ للأسف هذه الانتقادات عمياء ومن يوجهها لا يكون لديه دلائل أو إحصائيات عن البطولة تدعم انتقاداته.
نحن لا ننتقدك مجددا هنا، ولكننا نريد أن نحصل على تفسير.
أعلم أنكم لا تنتقدوني الآن، ولكن كان على توضيح هذا الأمر لأنني سمعت عن تصريحات بعض اللاعبين في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة أنني أجبرتهم على لعب الكرات الطولية على مدار المباراة.
ولكن الواقع أنهم قالوا فقط جزءا من الحقيقة، جزءا من التكتيك الذي وضعته للمباراة. اسألوا عفروتو مثلا إذا كنت منعته في أي مرة من الاختراق أو لعب كرات بينية. لم يحدث إطلاقا طوال حياتي كمدرب أن منعت لاعبا من استخدام مهاراته الفردية.
يبدو أنك تشعر باستياء شديد لحديث اللاعبين عن تكتيك الفريق.
لا يجب أن يتحدث أي من اللاعبين أو حتى الجهاز الفني عن التكتيك أو أسلوب اللعب أو ما يدور بين الجميع في غرف الملابس. المدير الفني وحده هو الذي يمتلك الحق في الحديث عن هذه الأمور، وعلى اللاعبين بذل أقصى جهد لديهم لتنفيذ أفكار مدربهم.
من السهل على اللاعبين أن يقولوا أن تكتيك المدرب كان سيئا، بدلا من الاعتراف بأنهم فشلوا في تنفيذه أو أنهم يمررون الكرات بصورة سيئة أو يلعبون بأسلوب سئ. وإذا كان الجهاز المعاون يردد نفس التصريحات، فلا أدري سببا لذلك لأنني كنت أشركهم معي في كل القرارات واختيار التشكيلات المناسبة للمباريات وتظل الكلمة الأخيرة لي.
هل تشعر بالإحباط من ردود الأفعال السابقة من اللاعبين والجهاز المعاون؟
إذا كانوا أطلقوا هذه التصريحات بالفعل، فالبطبع سأشعر بإحباط شديد وخيبة أمل، ولكن أقول "إذا" أطلقوها لأنني بصراحة شديدة لا أصدق كثيرا مما يكتب في الصحف المصرية، لأنني رأيت خمسة أيام لقاءات وحوارات صحفية كاملة معي في الجرائد المصرية، علما بأنني لم أدل بأي حديث لأي صحفي في هذه الفترة!
للأسف هناك أكاذيب كثيرة تنشر في الصحافة المصرية، وهؤلاء الذين لفقوا حوارات صحفية معي، بدأت بالفعل إجراءت لمقاضاتهم.
هل كان حبك لبعض اللاعبين مثل صلاح سليمان وعلي لطفي سببا في اختيارهم في التشكيل الأساسي؟
بالطبع لا، فحينما أختار بين لاعبين أعقد مقارنة بينهما في عدد من المعايير، ومن يحصل على علامات أكثر يدخل في التشكيل الأساسي.
فالبنسبة لصلاح سليمان والمقارنة مع معاذ الحناوي، فإن صلاح تفوق لأنه مدافع أفضل، وهذا لا يمنع أن معاذ لاعب خلوق ومهذب ولذا ظل قائدا للفريق، ولكن هل أدفع باللاعب المهذب أم اللاعب الأفضل في المباريات؟ أما بالنسبة للحارس علي لطفي، فإنه كان قريبا في كل المعايير من زميله أبو جبل، ولكن الثبات الانفعالي للطفي وهدوئه في الملعب رجحا كفة الأول على الثاني.
وبالمناسبة، جلست مع جميع أعضاء الجهاز الفني قبل انطلاق البطولة وطلبت منهم وضع التشكيل المثالي من وجهة نظرهم. الجميع اختار صلاح سليمان وأحمد حجازي في قلب الدفاع، وجميعهم أيضا اختاروا علي لطفي فيما عدا فكري صالح مدرب الحراس الذي اختار أبو جبل.
وبشكل عام، أمتلك إحصائيات عن أداء كل لاعب في الملعب من حيث التمريرات والتسديدات والالتحامات والتحركات وخلافه، ومن خلال هذه الإحصائيات والأرقام تتكون لدي فكرة واضحة وموضوعية عن مستوى كل اللاعبين والأفضل منهم لخوض المباريات.
هل شعرت بالتقدير من جانب المحيطين بك لاستخدامك أساليب علمية وإحصائية لتقييم اللاعبين؟
هذا السؤال يجب توجيهه إلى هؤلاء وليس لي، ولكن في رأيي الشخصي أشعر أن المحيطين بي لا يهتمون من الأساس إذا كنت أستخدم أساليب علمية ومنطقية في عملي أم لا. كثيرون مما ينتقدونني لديهم لا مبالاة ويقولون إنني مدرب نظريات فقط، ولكن هل أي منهم يعرف السيرة الذاتية التي أمتلكها؟
أعمل مدربا منذ 15 عاما لجميع المراحل السنية منذ ست سنوات وحتى فرق الشباب، كما عملت أيضا مديرا لأكاديمية تدريب لفرق الشباب، وخمس سنوات كمدير فني لجميع المراحل العمرية في منتخبات التشيك. بعد كل ما سبق، هل أنا بالفعل مدرب نظريات فقط؟
أعلم أنني لم أكن لاعبا في الدوري الممتاز أو المنتخب التشيكي، ولكن هذا لا يعني أنني مدرب فاشل. أتفق مع من يقول أن لاعب الكرة يكون لديه خبرة أفضل في التعامل مع اللاعبين ولكن ليس كل لاعب كرة كبير يكون مدربا ناجحا، والعكس. والدليل على ذلك جوزيه مورينيو الذي لم يكن لاعبا محترفا وبدأ حياته كمترجم ثم أصبح أحد أفضل مدربي العالم.
ما تقييمك لروح الفريق والتعاون بين اللاعبين وبعضهم البعض؟
روح الفريق لم تكن على المستوى المطلوب، ولكن كيف أعلمهم أن يحبوا بعضهم البعض؟ هناك بعض اللاعبين يحبون أنفسهم أكثر من الفريق، ويحقدون على زملائهم ويحسدونهم في حال تألقهم في الملعب أو تسجيل هدف.
ولكن لا يوجد من بين اللاعبين من سيعترف بهذا الأمر، وسأكون أنا ضحية الخسارة والخروج من كأس العالم لأنني سأرحل عن مصر خلال أيام ولكنهم باقون هنا أمام الجماهير والإعلام ولا يريدون أن تتأثر صورتهم سلبا.
هل تعتبر الخروج من دور الـ16 في كأس العالم فشلا؟
أفضل نتائج منتخب مصر في هذه المرحلة السنية تحقق عام 2001 حينما حصل الفريق على المركز الثالث، وجاء 2003 وتأهل الفريق إلى دور الـ16 بعد احتلال المركز الثالث في المجموعة ثم ودع البطولة، في 2005 فشل الفريق في تخطي الدور الأول، أما في 2007 فلم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم من الأساس.
أما الفريق الحالي، فتصدر مجموعته في الدور الأول مع فريقي إيطاليا وباراجواي ثم خرج من دور الـ16، ما يعني أننا حققنا ثاني أفضل نتيجة منذ الفوز بالميدالية البرونزية عام 2001.
ما الدروس التي يجب على الكرة المصرية أن تعيها من تجربة كأس العالم للشباب 2009؟
أتمنى أن تكون هذه التجربة قد فتحت عيون المسؤولين على بعض الأشياء أهمها ضرورة أن تتطور الكرة في مصر وتتقدم دائما حتى يكون حلم الفوز بكأس العالم للشباب قابلا.
فمنتخب رواندا قبل عشر سنوات لم يكن مخيفا لأي شخص، ولكن الآن فوز منتخب مصر الكبير على رواندا كان محل شك، وذلك لأنهم يحاولون التطوير من أنفسهم ومستواهم. ولكن هل يتطور دوري الشباب في مصر عاما عن الآخر؟ هل يستطيع الأهلي الفوز على برشلونة مثلا؟ هل يستطيع منتخب مصر الأول الفوز على منتخب إسبانيا الأول؟ أظن أن الإجابة ستكون لا .. وعلى الرغم من ذلك فإن منتخبي شباب مصر وشباب إسبانيا حققا نفس النتيجة في كأس العالم الحالية.
لمشاهدة الحواركاملاً إضغط هنا