كتب : أحمد سعيد
وحققت غانا فوزا ملحميا إذ لعبت نحو 80 دقيقة في الوقتين الأصلي والإضافي بعشرة لاعبين فحسب، بعد طرد دانييل أدو في شوط المباراة الأول.
واحتفل الغانيون باللقب وسط أكثر من 67 ألف مشجع مصري، ساند أغلبهم الفريق الإفريقي على مدار المباراة.
وانتفض استاد القاهرة من الحماس حينما سجل إيمانويل بادو ركلة الترجيح الحاسمة فيما طاف الظهير الأيسر ديفيد أدي الملعب حاملا علم مصر، في لفتة لشكر الجمهور على مساندة فريقه.
وكان أفضل إنجاز حققته الكرة الإفريقية في تاريخها في هذه المرحلة السنية هو الوصول إلى النهائي مرتين. الطريف أن منتخب غانا كان صاحب التمثيل الإفريقي في المناسبتين ولكنه خسر أمام البرازيل والأرجنتين على التوالي.
بدأت البرازيل بأسلوب 4-2-3-1 بوجود لاعبي ارتكاز في منتصف الملعب لإيقاف الضغط الغاني المتوقع فيما عدلت غانا من طريقتها لتصبح 4-4-1-1 بدلا من اللعب بمهاجمين صريحين لزيادة الكثافة العددية في المنتصف.
وضح عدم اعتياد لاعبي غانا على الأسلوب الجديد ولم يستطيعوا نقل الكرة إلى ثلث ملعب البرازيل مع تضارب مهام أندريه أيو مع هداف البطولة دومينيك أدياه، الذي ابتعد عن منطقة نفوذه بالقرب من منطقة الجزاء، تاركا رانسفورد أوسي يلعب مهاجما وحيدا.
أرسل منتخب البرازيل أكثر من عرضية في الدقائق العشرين الأولى، كادت أن تتحول إحداها إلى هدف ولكنها مرت بجوار القائم، فيما تكفل دفاع غانا وحارس مرماها بإخراج الكرات الأخرى.
ولكن التسديدة الوحيدة المباشرة للبرازيل على المرمى جاءت عن طريق الظهير الأيمن دوجلاس، الذي لم تشفع له هذه المحاولة على المرمى سوء أدائه الدفاعي في مواجهة ديفيد أدي الظهير الأيسر لغانا، ما أجبر المدرب روجيريو على إخراجه في الدقيقة 40 في تغيير مبكر.
ولكن قبل التغيير، تلقت غانا ضربة قاصمة بخروج المدافع دانييل أدو مطرودا ببطاقة حمراء مباشرة بسبب عرقلة عنيفة من الخلف.
ووضحت سيطرة البرازيل منذ بداية الشوط الثاني، اسغلالا للتفوق العددي على غانا، التي لجأ لاعبوها إلى دافع المنطقة والهجمة المرتدة التي لم تسفر عن فرص حقيقية طوال الدقائق العشرين الأولى من الشوط الثاني.
لعب البديل دوجلاس كوستا دورا في تنشيط هجوم البرازيل، حينما احتل مركز الجناح الأيمن واستطاع إرسال أكثر من عرضية خطيرة تكفل مهاجم البرازيل ألان كارديك بإضاعتها سواء بتسديدات أو ركلات رأس غير متقنة.
ظل الشوط الثاني على الحال نفسه حتى لجأ الفريقان إلى وقت إضافي للفصل بينهما، وهو ما تكرر خلاله نمط الأداء عبر المباراة بأكملها إلا في لقطة واحدة في الدقيقة السادسة حينما تألق الحارس دانيل أجاي في إبعاد كرة انتظرها الجميع في الشباك.
انطلق أليكس تيكسييرا من الجانب الأيسر وراوغ مراقبه قبل أن يرسل عرضية أرضية يفشل ألان كارديك في التصدي لها، لتذهب متهادية في طريق البديل مايكون، ولكن الأخير سدد بقوة من دون توجيه سليم للكرة، فوجدت الحارس الغاني مستعدا لإخراجها.
احتكم الفريقان لركلات الترجيح من نقطة الجزاء، والتي لم تخل من الإثارة بدورها، إذ عادت غانا من بعيد في مناسبتين بعد اقتراب البرازيل.
وسجل الفريقان الركلتين الأولتين عبر آلان كارديك وجوليانو للبرازيل، وأندريه أيو وصامويل لينكوم لغانا.
وأحرز كوستا الركلة الثالثة للبرازيل فيما أهدر جوناثان مينساه لغانا لتصبح فرص البرازيل أفضل.
ولكن البرازيلي سوزا أعاد الأمور لنقطة البداية حينما أهدر الركلة الرابعة فرد له برايت أداي الهدية وأضاع الكرة هو الآخر.
وكان يكفي البرازيل للفوز بالبطولة تسجيل الركلة الخامسة عبر مايكون، ولكنه فشل في تحويلها ليلجأ الفريقان إلى لعب ركلة وركلة لتتويج بطل العالم.
وفي الركلة الأولى، أهدرت البرازيل للمرة الثالثة على التوالي عبر النجم تيكسييرا فيما سجل بادو الركلة السادسة والحاسمة ليعلن تتويج النجوم السوداء أبطالا للعالم.