شعوري هذا معي منذ فترة طويلة، لكني كنت لا أود الحديث بشأن هذه الأزمة كي لا أدخل في مهاترات مع أحد، ولكن دوري كلاعب ذو خبرة ومتابع لوسائل الإعلام الخارجية والتركية بالتحديد جعلني أقتحم هذه الأزمة الشائكة حتى يكون ضميري مرتاحا.
فأنا مستاء مما يحدث من خلافات و"ردح" في البرامج الرياضية خاصة وأنها تصدر من أشخاص من المفترض أنهم محترمين، وأقول لهؤلاء أن ما تفعلوه خطأ كبيرا ويجعلكم تخسرون العديد من الجماهير المحبة لكم.
فأي خلاف يحدث بين شخصين يتراشقا خلاله بالألفاظ ويتبادلان الاتهامات فمن التأكيد أن لكل منهما جمهوره ومحبيه وبالتالي فإن الطرف الأخر لا يكسب شعبية ولكنه يخسر جمهور ومحبي الآخر، وسيخرج الطرفان من تلك المعركة بخسارة أكيدة.
وللأسف الشديد فإننا أصبحنا متفرقين إعلاميا، ولعل الكابتن أحمد شوبير قال إن تصرفاتنا تشبه ما يحدث بين فتح وحماس، ولكن على الأقل فتح وحماس جبهتين فقط، ولكن إعلامنا أصبح متفرقا بين عشرين جبهة مختلفة.
ولعلي أسأل هؤلاء لصالح من يحدث كل ذلك؟ وأوجه لهم رساله أرجوكم التزموا الهدوء لأنني بالفعل "قرفت" ولعلي لا أخفي عليكم سرا أنني منعت زوجتي وأولادي من مشاهدة البرامج الرياضية لما يحدث فيها من سقطات والتفوه فيها بألفاظ بذيئة عندما أشاهدها وسط أسرتي أكون خجولا كوني أنتمي لهذا الوسط.
المذيع الرئيسي في الإعلام الرياضي دوره محاورة اللاعبين والمسؤولين "النجوم"، ولكن ما يحدث الآن أن المذيع أصبح هو النجم الذي يسيطر على معظم أوقات البرنامج بمفرده لتحليل الأحداث من وجهة نظره الشخصية والإشادة بأصدقائه من الوسط الرياضي!
ذلك بخلاف الهجوم على من يخالفه في الرأي بأسلوب غير لائق، واستقبال المكالمات الهاتفية والرسائل التي تأتي كلها للإشادة بالمذيع النجم المتألق.
وأنا ليس لدي اعتراض أن يصبح المذيع نجما مثل اللاعبين، ولكن النجومية ليست "بقلة الأدب" والصوت العالي والألفاظ المسيئة، والإعلام ليس دوره أن يكون سلاحا أو سطوة أو نفوذا لأحد، فنحن نتعلم طوال مسيرتنا الرياضية أن الرياضة أخلاق، فأين ذهبت؟
وأقول لهؤلاء الإعلاميين أن ما تفعلوه هو نوع من الهدم وليس البناء، "وحرام عليكم" المشاهدين الذين يجب أن تتقوا الله فيهم، وتتقوا الله في عملكم.
فبرامجكم ليست ملكا خاصا لكم ومنبرا من خلاله تشيدون بأنفسكم وتهاجمون خصومكم، ولكن هذه البرامج هي ملك للجمهور الذي يجب أن تحترموه وتقدموا له إعلام نظيف ومحترم.
وللأسف الشديد فإن وسائل الإعلام المختلفة تقول إنها تساند المنتخب ولكن أين هي هذه المساندة، فأنا أراها مساندة بالقول فقط وليس بالفعل، فيجب أن تسلط البرامج على الرياضة فقط وتحليل المباريات بطريقة فنية وليس للأزمات والخلافات وتبادل الشتائم والاتهامات.
فيجب أن يتم تحليل مباريات الدوري بشكل علمي سليم، وأن يتم تسليط الضوء على لاعبين مغمورين أو في أندية مغمورة والتركيز عليهم ولفت نظر الجهاز الفني للمنتخب لهم، لأن الكابتن حسن شحاتة لن يكون بمقدوره الذهاب للملاعب الثمانية في نفس الوقت.
يجب أيضا أن يكون هناك تقييم لجميع لاعبي الدوري في كل مرحلة ومنح كل منهم درجة مثلما يحدث في كل وسائل الإعلام الأوروبية، وتكون هذه المعلومات موثقة وأرشيفية لمتابعة الموسم بالأرقام والإحصائيات ومعرفة اللاعبين أصحاب المستوى الثابت.
يجب أيضا اختيار فريق الأسبوع في كل مرحلة واختيار أفضل 11 لاعبا في الدوري واختيار أفضل لاعب في كل مركز، وهي فكرة بسيطة ومطبقة في كل وسائل الإعلام في العالم.
يجب تسليط الضوء على الدوري الممتاز (ب) فربما يتألق لاعب فيه وينضم للمنتخب ويكون هو السبب المباشر في تأهلنا لكأس العالم.
ولا ننسى أن محمد أبو تريكة نجم المنتخب بدأ مع الترسانة في الدرجة الثانية وكان متألقا طوال ثلاث سنوات ولم يعرفه أحد سوى بعد صعود الشواكيش للممتاز، وإذا لم يصعد الترسانة كان من الممكن ألا يعرفه أحد.
بهذه الأساليب يكون الإعلام بالفعل مساندا للمنتخب ويخدمه وليس بالكلام و"الكليبات" التي يتم عملها على أغاني وطنية.
للأسف الشديد فإن ما يحدث في وسائل الإعلام حاليا "كله مصالح شخصية وبيزنس" ويجب أن تكون هناك وقفة من المسؤولين الكبار في مصر لأننا نسير في منحنى خطر للغاية وإذا استمر ما يحدث سنصل إلى ما لا يحمد عقباه.
وبعدما تحدثت عن أزمة الإعلام الرياضي، سأتحدث في المقالة المقبلة بإذن الله عن مباراة مصر والجزائر والشحن الجماهيري السلبي الذي يحدث حاليا وستكون المقالة موجهة لجمهور مصر العظيم قبل هذه المباراة الحاسمة والمصيرية.