كتب : عمر عبد العزيز | الخميس، 19 نوفمبر 2009 - 22:07
أما بعد يا مصريين
صدمة الهزيمة من الجزائر والإطاحة بحلم المونديال بعد ان قاب المنتخب قوسين او ادني من الوصول لابد وانها تركت شعورا بالمرارة لدي ملايين المصريين...ولكن ماذا بعد.
لن أتطرق إطلاقا إلي "المهزلة" التي حدثت بعد المباراة من قبل ما يسمي "بالمناصرين" الجزائريين تجاه المصريين في السودان, فحديثي هنا ينحصر في حالة الاحباط التي اصابت مشجعي المنتخب بطبيعة الحال.
في رأيي الشخصي أن المشجع المصري المقهور أمامه حلين للتعامل مع الوضع بعد أن كان الجميع يفكر فقط في إمكانية الحصول علي أجازة ليسافر إلي جنوب إفريقيا.
الحل الأول
الاستسلام لحالة اليأس التي أصابت الكثير من أنصار المنتخب ونقتنع اننا "فريق نحس" ونختلق عقدة جديدة شبيهة "بعقدة شمال إفريقيا" ونسميها عقدة المونديال.
وفي هذه الحالة يزداد بل يتضاعف الضغط علي الأجيال القادمة وتصبح مهمة الوصول للمونديال أكثر تعقيدا.
ثم نعلق المشانق لحسن شحاتة ومعاونيه (اصل تغييراته مش حلوة الصراحة) متجاهلين تماما أي إنجاز فعلوه في السنوات الماضية, "فاحنا زهقنا من كأس الأمم وعايزين كأس العالم بقي", وكأن مجهود الللاعبين والجهاز لم يكن.
وفي هذه الحالة يترك شحاتة الفريق ويقوم بتدريب الزمالك لخمسة أشهر ثم لا يطيق الوضع ويعتزل التدريب!
بعدها نستعين بخبرات مدير فني "عالمي" يبدأ من الصفر في بناء منتخب جديد بعد المجهود الخارق الذي بذله المعلم منذ 2004.
وطبعا نقنع أبو تريكة وبركات والحضري ووائل جمعة وأحمد حسن أنها "راحت عليهم" وبالتالي يعتزل جيل متميز من اللاعبين اصحاب الخبرة دوليا, قبل ان يودعوا الملاعب نهائيا في القريب العاجل.
في هذه الحالة سوف نذهب إلي أنجولا 2010 بفريق "فرز تاني" ومعنويات في الأرض ونخرج من الدور الأول ونستعيد أمجاد جيرارد جيلي وماركو تارديللي.
ونعتبر ان الدوري العام ليس له اهمية بعد "ضياع الحلم" ,وبالتالي تختفي المنافسة علي لقب البطولة ويصاب اللاعبون بالملل وينخفض المستوى بعد التحسن الملحوظ في السنتين الماضيتين.
الحل الثاني
أن نتعلم الدرس وندرك أن الفرحة المبالغ فيها بعد انتصار القاهرة بالإضافة إلي الاستجابة لأسفزازات الخصم في بعض الأحيان كانا سببين رئيسين في حالة التوتر وانعدام التركيز التي بدت علي اللاعبين في السودان.
أن نكف عن الشعارات التي ليس لها وجود في عالم الكرة وعلي رأسها "حرام الجيل ده ما يلعبش في كاس العالم!"
فإذا افترضنا وصول مصر إلي كأس العالم 2010, فإن لاعبا مثل عبد الظاهر السقا كان سيمثل المنتخب وهو في الـ36 من عمره , مما يعني ان ابوتريكة (31) وبركات (32) علي سبيل المثال مازالت لديهم الفرصة في التواجد بكأس العالم 2014.
أما بالنسبة لعصام الحضري، فإن المستوي الثابت الذي يقدمه الحارس المخضرم, سواء كان في صفوف الأهلي او سيون او الإسماعيلي او حتي اذا قرر العودة إلي فريق دمياط, يجعلنا لا نستبعد ان يلعب في كأس العالم وهو في ال40 من عمره.
هذا بالطبع فضلا عن عمرو زكي ومحمد زيدان وعماد متعب وحسني عبد ربه وغيرهم من أبناء "هذا الجيل", وحرام هو أن نقضي علي هذا الجيل بتلك المفاهيم الخاطئة.
ويجب أن نضع كرة القدم في حجمها الطبيعي ونتذكر أن أي هزيمة مهما كانت صعبة فإنها ليست نهاية العالم, وكشأن المشجعين المتحضرين نقف بجانب الفريق مهما كانت الظروف حتي نصل إلي الهدف المنشود.
فللأسف أن 90% من مشجعي المنتخب الوطني "واخد الموضوع علي قلبه" وقد ربط سعادته مباشرة بنتائج الفريق لدرجة انه يتحول لشخص آخر اثناء مشاهدة المباريات، وهذا ليس مبررا "للوطنية" بإي حال من الأحوال.
أخيرا، يجب أن تستمر حملة "شجع مصر" بنفس الحماس ولكن بشيئ من العقلانية وعدم التعصب الذي يؤدي لاارتفاع الضغط في أنجولا 2010 علي أمل تحقيق إنجاز غير مسبوق بالفوز بالبطولة الثالثة علي التوالي.
وأعتقد ان هذا سيكون بمثابة رد الاعتبار للكرة المصرية.
مقالات أخرى للكاتب
-
من فتحي مبروك لجاريدو..الأهلي حافظ مش فاهم الثلاثاء، 08 يوليه 2014 - 02:16
-
لهذه الأسباب...#تحيا_الجزائر الثلاثاء، 01 يوليه 2014 - 16:26
-
تحليل: الخطأ الشنيع الذي أسقط مصر في غانا الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 - 18:10
-
Ghana have every right to protest against Egypt fixture الأربعاء، 09 أكتوبر 2013 - 00:45