وليد الحسيني

الهروب!!

استحوذ فيلم "الهروب" على تفكير اتحاد كرة القدم طوال العام، لكن يبدو أن شخصية الفنان محمد وفيق ضابط الشرطة هو من أثار إعجاب الجبلاية، وليس دور" أحمد زكي".
الأربعاء، 09 ديسمبر 2009 - 23:26
استحوذ فيلم "الهروب" على تفكير اتحاد كرة القدم طوال العام، لكن يبدو أن شخصية الفنان محمد وفيق ضابط الشرطة هو من أثار إعجاب الجبلاية، وليس دور" أحمد زكي".

ضابط الشرطة تعلم "أصول الشغل" في أمريكا، وأقنع قياداته في فيلم "الهروب " بضرورة إلهاء الرأي العام بقضايا فرعية تشغلهم عن القضية الأساسية وهى " منتصر" (أحمد زكي) حتى انتهى به الأمر الى قتل البطل وعدد من الجنود من أجل أن يثبت نجاحه الشخصي حتى ولو كان هذا النجاح على جثث الأخرين.

رفع مجلس إدارة إتحاد كرة القدم طوال الشهور الماضية شعار "معا لكأس العالم" وهو الشعار الي اخترعه سمير زاهر ومن ورائه بقية أعضاء مجلسه؟

ولم يكن مسموحا لأحد أن يتحدث عن أمور أخرى تخص كرة القدم لإلهاء الجميع عن خطاياهم التي بلغت الحلقوم، ولو ظهرت أي مشكلة يخرج علينا مسؤولي الجبلاية بضرورة إغلاق هذا الملف حتى لا يتأثر المنتخب المصري، وبالفعل نجحوا في ذلك ، خاصة وأن الجميع كان لديه نفس الأمل الذي يحدو مسؤولي الجبلاية.

ولكن لكل طرف مبرراته، فالجماهير والإعلام كان يهمهما تأهل المنتخب لمونديال جنوب إفريقيا لاسيما وأنه أول مونديال يقام في القارة السمراء، وكان لعدد كبير من مسؤولي اتحاد الكرة أهدافا فرعية أخرى قد تكون أكثر أهمية من الهدف الأساسي.

ظل اتحاد كرة القدم طوال الشهور الماضية في تصدير شعار "معا لكأس العالم" أمام الرأي العام مع كل أزمة أو إخفاق، فعندما خسر المنتخب أمام أمريكا بثلاثة أهداف في بطولة كأس القارات خرج علينا اتحاد الكرة بأن المنتخب دخل البطولة كإعداد لتصفيات كأس العالم.

وعندما خرج منتتخب الشباب من الدور الثاني لكأس العالم للشباب التي أقيمت بمصر، خرج مسؤولي الاتحاد مطالبين بإغلاق الملف سريعا والتركيز مع المنتخب الأول في مشوار تصفيات المونديال، ولم يبحث أحد في أسباب إخفاق منتخب الشباب ولم يتحدث أحد عن الخلافات الشديدة التي حدثت في المنتخب.

والآن يتحدث مسؤولي اتحاد الكرة عن كأس الأمم الإفريقية بأنجولا لإغلاق كل الملفات وهو أمر غير مقبول.

قدم هاني أبوريدة استقالته من مجلس إدارة الاتحاد، وتمت ضغوط من إجل إغلاق الملف وأسباب استقالته، وقيل إن هناك ضغوطا شديدة مورست عليه من أجل إثنائه عن الإستقالة، وعاد أبوريدة لحظيرة الجبلاية ولم يعرف أحد أسباب الاستقالة.

كما قدم مجدي عبد الغني استقالته قبل سحبها بعد ساعات رغم أنهه قدم استقالة مسببة اتهم فيها عددا من كبار مسؤولي الاتحاد بالفساد والتربح، ثم عاد وسحبها دون أن نعرف لماذا قدمها ولماذا سحبها رغم أن أسباب الاستقالة تجبر أي مسؤول في البلد مازال لديه بعض الضمير في ضرورة فتح باب التحقيق فيها ومعرفة الحقيقة حتى يحساب المسؤولين خاصة وإنها المحت الى أسباب تخص الذمة المالية للجبلاية.

الأمور المعلقة كثيرة داخل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ولابد من إنهاء تلك الملفات بفتحها والوقوف على حقيقتها بدلا من "الطرمخة" عليها والهروب لأعلى وإلهاء الرأي العام بما هو أهم - من وجهة نظر مسؤولي الجبلاية - إذا أردنا فعلا إصلاح الحال الكروي في مصر.

فهناك مشاكل اللجان الفرعية داخل الاتحاد، ومازالت أزمة مباراة الزمالك وحرس الحدود ماثلة أمام العيون بعد قرار لجنة المسابقات "المعوج" بإيقاف أحمد عيد عبد الملك مباراة واحدة رغم أن حكم اللقاء كتب في تقريره أن اللاعب ارتكب سلوكا مشينا، وهى أزمة كفيلة بإقالة لجنة المسابقات.

ذلك بالإضافة الى كل ما يقال عن الأمور المادية داخل الاتحاد، ونأمل في عدم استغلال تكريم الرئيس مبارك للمنتخب في إغلاق كل الأمور التي تحيطها الشبهات داخل اتحاد كرة القدم ، بعد ان بلغ الفساد مبلغا غير مسبوق.

انتهى مشوار المنتخب في تصفيات كأس العالم وفشل الفريق في تحقيق الهدف الذي من أجله صمت الجميع عن كل خطايا الجبلاية، ولابد من وقفه الآن للحساب حتى يعرف كل واحد ماذا حقق، ولماذا أخفق المنتخب في الوصول لنهائيات كأس العالم بعيدا عن مبرر ماحدث في السودان في اللقاء الفاصل، لإنها مبررات واهية إنساق ورائها الرأي العام في زحمة الغضب مما حدث في السودان.

ولكن بعد أن هدأت الأمور واتضح أن هناك مبالغة فيما حدث في مدينة أم درمان فيجب بحث كل الموضوعات وأسباب الفشل لاسيما وأن المقربين من اتحاد الكرة يعلمون مدى الصراع الشديد الدائر بين أعضائه من أجل المصالح الشخصية وليس المصلحة العامة، أم سنستمر في تصدير فكرة الهروب لأعلى؟ وهو التصور الأقرب لإنها بلد بلا صاحب!!