كل المعطيات تشير إلى أن مصر ستحقق نسبة نجاح من هذا العرض النيجيري تصل إلى 100% على جميع المستويات، حتى اتحاد الكرة نفسه.
فالمنتخب المصري لن يواجه أي ارتباط رسمي على مدار العام بأكمله، والعالم كله سيركز انتباهه مع المونديال.
مصر ستخوض مباراتين فقط فيما تبقى من 2010، أقربها أمام إنجلترا 3 مارس المقبل ثم أمام إسبانيا في 4 يونيو، "قد يضاف إليهما مباراة مع الولايات المتحدة".
وحتى إذا كان الهدف هو تحقيق نتائج طيبة - ما نتمناه جميعا - فممكن أن ينضم شحاتة إلى نيجيريا بعد مباراة إنجلترا، مع وضع بند يسمح له بإدارة الفراعنة في مباراة إسبانيا.
وأعتقد أن نيجيريا لن تمانع في ذلك لعدة أسباب أولها أنهم في موقف المستجيب وليس المشترط.
كما أن خوض شحاتة لمباريات كهذه، أمام فرق مشاركة في المونديال بحجم إسبانيا سيكون مفيدا لنيجيريا، خاصة قبل انطلاق البطولة بأيام.
ثم وجود شحاتة في المونديال يضمن له ثلاث مباريات دولية رسمية، واحتكاك قوي بمدارس كروية لاتينية وأوروبية وآسيوية، ما يعود بالنفع على منتخب مصر.
الغريب هنا أن اتحاد الكرة لم يعط تبريرات لرفضه العرض، ما يؤكد أن رجاله يظنون أن قرارهم مناسب لجميع الأطراف أو أن الجمهور المصري موافق عليه!
حتى أن التصريح الوحيد بخصوص هذا الأمر والذي خرج من محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد لم يضف جديدا، إذ أكد على "التمسك التام بشحاتة".
من قال إن شحاتة يريد ترك المنتخب بصفة نهائية؟ أو أن عرض نيجيريا يمتد لبعد المونديال؟
تولي شحاتة لقيادة نيجيريا أفضل تكريم للـ"مدرب الحائز على ثلاث بطولات إفريقية على التوالي"، بعيدا عن أي مكافآت أو زيادة مالية، أو حتى مد عقده حتى 2014.
فشحاتة يسعى للحصول على شرف المشاركة في المونديال، حتى وإن صرح بأنه راض بأي قرار يصدر عن اتحاد الكرة بشأن هذه العروض.
أضف إلى ذلك أن أي نتيجة إيجابية يحققها منتخب نيجيريا في المونديال تحت قيادة شحاتة ستعود بالفضل إلى مصر والتاريخ الكروي لنا.
ونيجيريا نفسها مازالت تتغني بإنجازات المدير الفني "الهولندي" كليمينس ويسترهوف الذي قاد الجيل الذهبي للنسور في مونديال 1994 إلى دور الـ16 للبطولة.
مع العلم أن فرصة شحاتة في بلوغ دور الـ16 ليست مستحيلة في ظل وجود كوريا الجنوبية وتكافؤ الفرص مع اليونان.
وأخيرا، فإن اتحاد الكرة يمكنه تحقيق الاستفادة المالية القصوى من إعارة شحاتة لنيجيريا، فالمدير الفني مرتبط بعقد حتى عام 2012.
فالأمر بيد الاتحاد أن يطلب البند المالي الذي يراه مناسبا من نيجيريا، بالإضافة إلى نسبة من شحاتة نفسه.
أما إذا كان التعنت "الطبيعي" لاتحاد الكرة وراء رفض العرض، فهل سيستمعون إلى الأصوات التي تناقش بمنطق العقل؟
لست في انتظار إجابة.