كتب : شريف عبد القادر
وبعيدا عن أهمية المباراة كاحتكاك جيد للطرفين أو الاستعداد كل حسب ارتباطاته المقبلة فتزداد أهمية المباراة بفضل أكثر من أمر هامشي.
فالمباراة التي يستضيفها ملعب ويمبلي في العاشرة مساء يوم الأربعاء في إطار استعدادات المنتخب الإنجليزي لنهائيات كأس العالم 2010 تكتسب مشاهدة واهتماما كبيرا في البلدين.
الأمر الأول: تصنيف الفيفا
أول ما يزيد أهمية مباراة مصر وإنجلترا هو ترتيب الفريقين في التصيف الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في شهر فبراير الماضي والذي احتل فيه الفراعنة المركز العاشر وسبقه إنجلترا بمركز واحد.
وفي حال فوز أي من الفريقين سيؤثر ذلك على ترتيب الآخر في تصيف شهر مارس الجاري.
وشدد حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر على هذا الحديث في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة قائلا "تصنيف الفيفا يزيد من حساسية المباراة وأهميتها لكون فوز أي فريق سيتسبب في تراجع الآخر".
الأمر الثاني: الهزائم بعد البطولات
يسعى المنتخب المصري لتخطي ذكرياته بالهزيمة عقب كل كأس أمم إفريقية فاز بها أمام فريق كبير.
وتعرض الفراعنة للهزيمة أمام إسبانيا بهدفين من دون رد عقب الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2006 وهزيمة بنفس النتيجة أمام الأرجنتين عقب الفوز بنسخة 2008.
وعلق وائل جمعة نجم دفاع المنتخب المصري على ذلك "من الضروري الاحتكاك بفرق أوروبية ولاتينية بغض النظر عن النتيجة".
وتابع جمعة "تلك الفرق تختلف عن نظيرتها الإفريقية، والجميع يتذكر أننا قدمنا مباريات جيدة وقتها ونسعى لتقديم نفس الأداء أمام إنجلترا مع المحاولة للخروج بنتيجة إيجابية".
الأمر الثالث: حلم الاحتراف
يراود بعض اللاعبين حلم الاحتراف، وسيطرت فكرة الحديث عن مباراة إنجلترا وكأنها فرصة لاحتراف بعض اللاعبين.
ولم يخف شحاتة سرا حينما كشف في المؤتمر الصحفي عن رغبة جميع اللاعبين في المشاركة في تلك المباراة لتمنحهم الفرصة في البحث عن فرصة احترافية.
واستدرك شحاتة "ولكني واثق في لاعبي المنتخب من أنهم سيلعبون بشكل جماعي حفاظا على مصلحة الفريق، وحتى لا يخسر الكثير إذا ظهر بشكل فردي".
وأيد جمعة وجهة نظر مديره الفني قائلا "المنتخب تميز بجماعيته ولا أخشى أن تتحول المباراة إلى فاترينة لعرض اللاعبين".
وارتبط اسم أكثر من لاعب في الفترة الأخيرة بعروض من أندية إنجليزية في مقدمتهم عماد متعب وأحمد المحمدي بالإضافة إلى عمرو زكي الذي يسعى إلى تثبيت أقدامه في إنجلترا والبحث عن عرض في الموسم المقبل.
الأمر الرابع: خبرة وحنين بعض اللاعبين
يستدعي حسام غالي وأحمد فتحي ذكرياتهما في الملاعب الإنجليزية عندما يشاركان أمام إنجلترا بعد مواسم من الابتعاد عنها.
وخاض غالي فترة احتراف في توتنام الإنجليزي قبل أن يرحل بسبب خلافات مع مارتن يول المدير الفني للفريق وقتها، فيما لعب فتحي لشيفيلد يونايتد قبل أن يترك النادي بسبب هبوطه لدوري الدرجة الثانية.
على الجانب الآخر، يقف زكي مهاجم هال سيتي الذي يعتبر أكثر لاعبي المنتخب المصري معرفة بالجانب الإنجليزي.
ولعب المهاجم الدولي لفريق ويجان أثيلتك الموسم الماضي على سبيل الإعارة قبل أن يعود للزمالك ويكرر التجربة مؤخرا مع نمور هال.
الأمر الخامس: التعويض عن المونديال
يتناول البعض عند كل مناسبة مصرية عقب الإخفاق في التأهل لكأس العالم 2010 الحديث عن تعويض اللاعبين والجماهير عن التأهل للمونديال.
قال شحاتة: "بالطبع اللعب في كأس العالم لا يعوضه سواء الفوز بكأس الأمم الإفريقية أو الفوز على إنجلترا أو أي شيء آخر".
وأضاف المدير الفني الفائز بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات "البعض شعر بأجواء كأس العالم في كأس القارات".
الأمر السادس: أزمة تيري
فقد المنتخب الإنجليزي قيادة نجم دفاع تشيلسي جون تيري بسبب الأزمة التي أثيرت بعد علاقته مع صديقة زميله واين بريدج.
وسحب فابيو كابيللو المدير الفني لإنجلترا الشارة من تيري ومنحها لريو فرديناند مدافع مانشستر يونايتد الذي يغيب للإصابة ويحملها ستيفن جيرارد لاعب وسط ليفربول.
وأثارت الأزمة بعض البلبلة في المعسكر الإنجليزي الذي أكد شحاتة أنه يسعى لاستغلال ذلك، مشيرا إلى أن الفراعنة لا دخل لهم بهذه الأزمة ولم يحددوا موعد المباراة.
وقلل أحمد حسن قائد المنتخب المصري ونجم وسطه من التأثير الناتج عن فقدان تيري لشارة القيادة، موضحا أن جيرارد يمتلك قدرات قيادية هائلة.
خسارتان وهدف متعب
اقتصرت المواجهات المصرية الإنجليزية على مواجهتين فقط الأولى في 1986 في القاهرة وخسرها أصحاب الأرض برباعية نظيفة.
وتسبب الهزيمة الثانية لمصر على يد إنجلترا بهدف في توديع المنتخب المصري لكأس العالم 1990 من الدور الأول.
على الجانب الآخر، يقف عماد متعب مهاجم مصر حاملا ذكرى جيدة إذ سجل لفريق الشباب تحت قيادة شحاتة هدفا في مرمى منتخب إنجلترا للشباب في كأس العالم 2003 وتسبب وقتها في مرور الفريق للدور الثاني قبل الخروج من البطولة على يد الأرجنتين.
أزمة دفاعية مزدوجة
ويعاني المعلم غياب المخضرم عبد الظاهر السقا مدافع إسكشهير التركي بسبب إصابة تعرض لها مع فريقه.
وقد تزداد الأزمة الدفاعية في حال تأكد عدم إمكانية مشاركة محمود فتح الله الذي تعرض للإصابة أيضا مع الزمالك.
وهذا الغياب قد يدفع شحاتة إلى اللجوء إلى أحد خيارين إما الاعتماد على خبرات فتحي في سد هذا العجز على أن يتولى المحمدي الجبهة اليمنى وأن يشارك غالي إلى جوار حسني عبد ربه في وسط الملعب.
أما الخيار الثاني فسيكون الدفع بالمعتصم بالله سالم مدافع الإسماعيلي من بداية المباراة إلى جوار جمعة.
ومن جانب منتخب الأسود الثلاثة، فيعاني أكثر من مشكلة دفاعية في ظل إصابة الظهير الأيسر أشلي كول، وغياب بديله واين بريدج.
ويغيب فرديناند الذي حصل على شارة قيادة إنجلترا عن المباراة بسبب الإصابة، وتواجد بدلا منه رفيقه في مانشستر يونايتد ويس براون.
تصريحات وردية
تبادل لاعبو كل فريق في إطلاق تصريحات وردية في ظل الأجواء التي تعيشها المباراة بسبب وديتها فكانت تتلخص دائما في الإشادات.
وأطلق جيرارد قائد الإنجليز أقوى التصريحات من الطرف الآخر عندما شدد على أن الجيل الحالي في الكرة المصرية هو الأفضل عبر تاريخها.
ودعم كابيللو وجهة نظر قائد فريقه قائلا إن المنتخب المصري أفضل من كل ممثلي القارة السمراء في المونديال.
ومن الطرف المصري، فأكد البعض أن المنتخب المصري مطالب بالفوز في المباراة تحت أي ظرف بسبب الأداء والنتائج الرائعة في السنوات الأخيرة.
ولكن توالت الإشادات المصرية على الطرف الإنجليزي تباعا فأكد عصام الحضري أفضل حارس مرمى في كأس الأمم الإفريقية في أخر ثلاث نسخ أن واين روني أفضل مهاجم في العالم، هذا بالإضافة إلى إبداء إعجابه بلاعبين مثل بيتر كراوتش وفرانك لامبارد وجيرارد.
وتبعه حسن الذي أشاد بقدرات جيراد القيادية مستندا لتاريخه مع ليفربول، واختتمها شحاتة الذي أكد من وجهة نظره ان كابيللو أحد أفضل المدربين في العالم.
وأوضح ششحاتة أن التطور الذي أضفاه كابيللو على الثلاثة أسود أعاد الأمل لأبناء إنجلترا في اقتناص كأس عالم ثانية بعد المرة الوحيدة التي فازوا بها في 1966.